أعلى

 

ويتاس: ظلت الجزيرة المعروفة اليوم بإسم مملكة البحرين، لعقود وأزمنة طويلة جداً، محكومة بعدة حضارات وإمبراطوريات قوية وشهيرة منها حضارة دلمون والحضارة الأشورية والحضارة البابلية وحضارات أخرى كثيرة. وبسبب هذا التنوع والإختلاف في الثقافات التي توالت على هذه الأرض، نجد اليوم أن البحرين تمتلي بالعديد من الأماكن الأثرية والتاريخية الكثيرة مقارنة بمساحتها الصغيرة التي لا تتعدى ألف كيلومتر مربع. ومن بين هذه المواقع، تبرز الأسواق القديمة في البحرين كأحد أصدق الأمثلة التي تعكس ثقافة وتراث المملكة. وقد إشتهرت المملكة في العقود الأخيرة ليس فقط بكونها مركز تجاري وإداري مهم في منطقة الخليج العربى بل أيضاً كمركز ترفيهي وسياحي قوي وهو ما منح أسواقها القديمة شهرة كبيرة محلياً وفي المنطقة كلها.

 

سوف نقدم لك 5 من أهم وأفضل الأسواق القديمة التي يمكنك زيارتها إذا كنتوي الذهاب في رحلة الى البحرين وما يميز كل منهم عن الآخر وأفضل ما يباع في كل سوق

 

سوق واقف:

إشتهر هذا السوق القديم بهذا الإسم لأنه في العصور السابقة كان التجار يقفون على جانبي الطريق ليعرضوا ويبيعوا بضائعهم للمارة. وكانت هناك سلع مختلفة تباع في سوق واقف مثل التوابل والبهارات والأسماك والملابس والأخشاب. ويقع سوق واقف بالقرب من دوار 1 في مدينة حمد في جنوب غرب مدينة المنامة عاصمة مملكة البحرين. ويعتبر سوق واقف من أقدم أسواق اللملكة وأحد أهم الأماكن الجاذبة للسياح بها. وقد يعود هذا لأسباب عديدة أهمها هو أنك بإمكانك أن تجد العديد من التحف والهدايا القديمة بالسوق مثل الأنتيكات والملابس القديمة والهدايا التذكارية التي تعكس تاريخ المملكة الغني.

 

سوق المنامة:

ويعرف أيضاً هذا السوق بإسم سوق باب البحرين ويعود تاريخ سوق المنامة إلى عام 1949 عندما قام بتصميمه السير تشارلز بلجرايف الذي كان أحد مستشارين أمير البحرين وقتها فخامة الشيخ حامد بن سلمان آل خليفة. ويتميز سوق المنامة عن بقية الأسواق القديمة في البحرين بموقعه الفريد حيث أنه يقع في الجزء الشمالي من المنامة تحديداً بين الحي الإداري المركزي للمدينة من ناحية وبين الأجزاء القديمة للمنامة من الناحية الأخرى. وقد عرف سوق المنامة بإسم سوق باب البحرين إذ أن مبنى باب البحرين التاريخي هو المدخل الرئيسي لهذا السوق والذي كان يعتبر سوق العاصمة الرئيسي لفترة طويلة. منذ إنشاء هذا السوق منذ ما يقرب من 70 عاماً، مر بعدة ترميمات وبرامج تطويرية لإدخال عدة تجديدات عليه. وفي الوقت الحالي، أصبح سوق المنامة منقسماً إلى قسمين: السوق القديم وهو يحتوي على طرق ممهدة للسيارات وطرق خاصة للمارة والسوق الجديد والذي يمكن دخوله والتجول فيه سيراً على الأقدام فقط. ولعل آخر التعديلات التي شهدها سوق المنامة كانت في عام 2013 حيث تم بناء العديد من المرافق الخدمية للزوار مثل المطاعم والكافيهات بالإضافة إلى تركيب سقف خشبي فوق الجزء الجديد من السوق قد ساعدت هذه التجديدات في تعزيز مكانته كأحد أكبر الأماكن الجاذبة للسياح بالمملكة. ويشتهر سوق المنامة بتوافر العديد من السلع المختلفة فيه مثل التوابل والملابس القديمة والعطور والهدايا التذكارية والهدايا المصنوعة يدوياً. ومن الجدير بالذكر أن نفس المنطقة التي يقطن بها سوق المنامة يقع بها كنيس البحرين وهو الكنيس الوحيد الموجود في المملكة حتى آلآن.

 

سوق مدينة عيسى:

ويعتبر من أشهر وأرخص الأسوق القديمة في البحرين. ويعرف أيضاً سوق مدينة عيسى بإسم سوق المقاصيص والسوق الإيراني. وتأتي شهرة هذا السوق من كونه منفذ لبيع جميع أنواع الخردوات والأدوات الكهربائية والأجهزة المستعملة بأسعار زهيدة بالإضافة إلى الأدوات والأجهزة الجديدة. وتكون الحركة في ذروتها في سوق مدينة عيسى في يومي السبت والأحد من كل أسبوع. وبالإضافة إلى الأجهزة المستعملة، فإن سوق مدينة عيسى منفذ لبيع العديد من السلع الإستهلاكية مثل الخضراوات والدجاج والبهارات.

 

سوق القيصرية:

وهو واحد من أقدم الأماكن التاريخية في سوق المحرق ومن أكثر الأسواق القديمة في البحرين تفرداً حيث أن سوق القيصرية لا يتميز فقط بتصميمه المعماري التاريخي الجميل لكن – وهذا هو الأهم – يتميز أيضاً بكونه منفذ لبيع اللآلي الطبيعية الحائزة على شهادة أصالة. وتعود بدايات هذا السوق إلى القرن التاسع عشر عندما كان اللؤلؤ بمثابة العمود الفقري لإقتصاد البحرين وقد قامت الحكومة البحرينية بإعادة إحياء السوق كمكان أثري وتاريخي مهم وفي عام 2012 تم تصنيفه من قبل منظمة اليونسكو العالمية ضمن قائمة التراث الإنساني. ويقع سوق القيصرية على الجانب الغربي من جزيرة المحرق.

 

مركز الجسرة للحرف اليدوية:

إذا كنت من هواة ومحبي المنتجات المصنوعة يدوياً فائقة الجودة، فلا تفوت زيارة مركز الجسرة عند تواجدك في مملكة البحرين. وبينما لا يعد هذا المركز أحد الأسواق القديمة بالمعنى التقليدي، إلا أنه أصبح أحد أكثر الأماكن الجاذبة للسياح والزائرين في فترة قصيرة. وقد تم إفتتاح مركز الجسرة للحرف اليدوية في عام 1991 على يد رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة بهدف الحفاظ على الحرف القديمة كأحد أهم وأبرز مكونات التراث الثقافي والتاريخي لمملكة البحرين وإعادة إحياءها وتطويرها وإعطاء فرصة أفضل لأصحاب الحرف اليدوية في تسويق منتجاتهم وحرفهم. في مركز الجسرة ستجد جميع المنتجات اليدوية الممتازة التي تبحث عنها وأكثر سواءاً في محلات النجارين الذين يصنعون أجمل السفن وقطع الأثاث الخشبية أو أماكن صنع الأواني الفخارية الرائعة أو غيرها من أجمل المنتجات اليدوية، سيوفر لك هذا المكان تجربة لن تنساها ومنتجات مصنوعة يدوياً على أعلى مستوى من الجودة. ختاماً، فإن الأسواق القديمة في البحرين قد شاركت بشكل كبير في تشكيل تاريخ وثقافة المملكة ومازالوا يفعلون هذا. إذا كنت تفكر في زيارة مملكة البحرين في وقت قريب، لا تنس أن تزور بعض من هذه الأسواق لكي تستفيد من أسعارها الزهيدة وأيضاً لكي تصنع لنفسك بعض الذكريات الرائعة.