العولمة تهدد شركات الطيران (ج2)
وبالاضافة الى ما سبق فإن شركات الطيران هي في الواقع تجمعات لأنواع منفصلة عدة من العمليات التي قد تشمل الخدمات الجوية والصيانة والمناولة الأرضية وخدمات الطعام، وغيرها. وفي حين أن ثمة وظائف ومهمّات قد تسنَد إلى مصادر خارجية، ومنها صيانة الطائرات وإصلاحها وترميمها، فإن شركات طيران عدة لا تزال بشكل أو بآخر تدير عدداً كبيراً من النشاطات الأخرى.
استراتيجة ذكية
وبالنسبة الى بعض شركات الطيران، عندما تكون ظروف العمل صعبة بالفعل، يمكن للتدفق النقدي الثابت وخفض النفقات العامة عبر الإدارة الداخلية، في شكل خدمات مشتركة، للنشاطات الإضافية مثل تكنولوجيا المعلومات وتوزيع الأغذية وعمليات الصيانة والإصلاح والترميم، أن تكون استراتيجية ذكية. وغالبا ما لا تحقق اتفاقات الاستعانة بمصادر خارجية النتائج المرجوّة، وذلك لأن هذه الاتفاقات قد لا تكون مدروسة بشكل كافٍ، وتفتقر على سبيل المثال إلى حوافز قوية لتحسين التكلفة.
حتى الآن، تظل هذه الخطوات مجرد أحلام. ويرجع ذلك جزئيا الى أن المنظمين المعنيين بمكافحة الاحتكار ما زالوا يعطون حصانة ضد منع الاحتكار وإن بحذر شديد، وأيضا لأن توافق الآراء بين جميع أعضاء التحالف أمر يصعب تحقيقه. وإلى أن تثمر هذه التحالفات بشكل روتيني عائدات أعلى وكفاءة أكبر، على شركات الطيران أن تفكر في عقد مزيد من الاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف التي لا تنطوي على عدد كبير من شركات الطيران إنما تحقق التآزر والتفاعل على نطاق أصغر ولكن فعّال.
كثير من التنافر
ويجعل هذا الأمر، في الواقع خطوط رحلاتها المترابطة بمثابة شركة طيران افتراضية، ويمكن أن يمهد الطريق أمام تحقيق البرامج المشتركة التي يصعب تنسيقها في إطار تحالفات كبيرة.
يقول بورغونيا: "بالإضافة إلى ذلك، على شركات الطيران الكبرى في نهاية المطاف أن تنخرط في إعادة تشكيل أنفسها واكتساب القدرات التي تحتاج إليها للمنافسة في بيئة عملها المعقدة. وتواجه شركات الطيران هذا التحدي منذ مدة طويلة، ولكن العديد منها لا يزال مثقلا بالكثير من التنافر بين اتجاهه الاستراتيجي ونموذج العمل والقدرات المطلوبة لتحقيق النجاح".
وعلى الرغم من أن السياسات الوطنية لطالما وقفت ضد عمليات التوحيد الجدية العابرة للحدود في صناعة الطيران، يرجّح ألا تسمح القوى الاقتصادية للعولمة بالحفاظ على الوضع القائم إلى ما لا نهاية. يقول مجدلاني "على مدى العقد المقبل، ستكون احتمالات حدوث تغيرات كبيرة في المواقف السياسية تجاه عمليات اندماج شركات الطيران الدولية مرتفعة بما فيه الكفاية بحيث يجب على كل لاعب رئيسي في هذه الصناعة الاستعداد لها. وستصبح المهارة في دمج الثقافات المتنوعة تحديا تنافسيا حاسما".
صعوبات الدمج
الواقع أن دمج شركتين أمر صعب بما فيه الكفاية إذا حصل في البلد نفسه، أما الاندماجات الدولية فهي أصعب. وحتى عملية التشارك ضمن القارة الواحدة يمكن أن تمثل صعوبات، مثل الجمع بين قواعد متباينة لأخلاقيات العمل. يضاف إلى ذلك أن على شركات الطيران أن تكون مستعدة للتعامل مع التعقيدات التي تسببها عمليات الاندماج في بعض المجالات، ومنها إدارة العمليات الأرضية وصيانة أنواع مختلفة من الطائرات.
ولئن كانت السياسة تحمي الآن صناعة السفر الجوي، فإن شركات الطيران التي لا تنجح في استباق المستقبل المعولم ستصاب بأضرار كبيرة. لقد أتاح الخيال والإبداع التحليق واجتياز أجواء المحيطات قبل نحو قرن من الزمان، وعلى شركات الطيران العريقة والراسخة أن تستعمل هاتين الميزتين من جديد في أيامنا هذه والآتي من الأيام