أعلى

 

 

قبل 6 سنوات لم يكن الحديث عن سياحة خليجية إلى بلاد بعيدة مثل استراليا أمراً مطروحاً من الأساس، فبعد المسافة، ووجود وجهات سياحية أكثر قرباً سواء في المنطقة العربية أو أوروبا، وحتى في جنوب شرق آسيا حال دون ظهور هذه القارة البعيدة على رادار السياح الخليجيين لفترة طويلة من الزمن.

 

لكن معطيات جديدة من قبيل تعقيدات السفر إلى العديد من الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلى جانب رغبة السائح الخليجي الدائمة في استكشاف وجهات جديدة فتحت عيون هؤلاء السياح على استراليا البعيدة، لتصبح مدينة مثل ”جولد كوست” محطة رئيسية لاستقبال السياح الخليجيين في فصل الصيف.

 

وهذه المرة يحل الدور على بلاد السامبا وكرة القدم، البرازيل، أكبر دول أميركا اللاتينية، التي تستقبل ما يزيد على 5 ملايين سائح سنوياً معظمهم من الدول المجاورة وخاصة الأرجنتين إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، أما السياح العرب فهم قلة نادرة ومعظمهم يأتي من لبنان، حيث يعيش في تلك البلاد 12 مليوناً ينحدرون من أصول عربية نصفهم على الأقل من أصول لبنانية.

 

وقد فتحت ”طيران الإمارات” الباب على مصراعيه أمام السياح الخليجيين لاستكشاف تلك البلاد المثيرة للاهتمام بغاباتها المطيرة وكرنفالاتها الصاخبة، ورقصتها المدهشة ”السامبا” وإبداعها الملفت في عالم الساحرة المستديرة، كرة القدم. وتجدر الإشارة إلى أن ”طيران الإمارات” تسيّر 6 رحلات أسبوعياً إلى ساوباولو اعتماداً على الطائرة بوينج ،777 ويؤكد تملك البرازيل كما يقول كايو كارفالو رئيس هيئة السياحة في ساوباولو، وهي المدينة التي اختارتها طيران الإمارات لتسيير رحلاتها، مقومات سياحية هائلة، ولديها شواطئ تمتد 7 آلاف كيلومتر على المحيط الأطلنطي، إلى جانب أضخم غابة استوائية في العالم بمنطقة الأمازون التي تتميز بتنوع فريد من النباتات والحيوانات، كما أنها تضم الكثير من عوامل الجذب مثل المسارح ودور الأوبرا والمتاحف، والحدائق، والجزر المميزة.

 

وتعد مدينة ساوباولو أهم مدن أميركا اللاتينية وبوابة المنطقة، وهي عاصمة الأعمال في تلك القارة، وتتميز بخليط كوزموبوليتاني فريد حيث عشرات الجنسيات والشركات العالمية، بما يميزها عن غيرها من مدن البرازيل وأميركا الجنوبية بوجه عام. وتضم ساوباولو أكبر تجمع سكاني لبناني في العالم خارج لبنان، وكذلك أكبر تجمع سكاني إيطالي وياباني خارج ايطاليا واليابان.

 

وإذا كانت ساوباولو هي عاصمة المال والأعمال والمعارض والمؤتمرات فإن ريو دي جانيرو هي عاصمة الترفيه والسياحة في البرازيل حيث شاطئ كوباكابانا الشهير و”ستاد ماراكانا” الأكبر في العالم، وتمثال المسيح ”كريستو” المطل على المدينة من ارتفاع شاهق، والمسافة بين ساوباولو، حيث تهبط طائرة ”الإمارات” و”ريو دي جانيرو” تصل إلى 40 دقيقة بالطائرة، وقرابة 5 ساعات عند السفر بالبر. وتشتهر ”ساوباولو” باسم القاطرة أو المحرك البرازيلي، حيث تعد المركز الصناعي الرئيسي، وتشتهر بصناعات السيارات والمنسوجات، والطائرات والمواد الغذائية.

 

وتتوفر في ساوباولو أحدث الفنادق العالمية التابعة للسلاسل المشهورة ومنها جراند حياة ساوباولو، حيث يشير مديره فريدريك بولان إلى أن تسيير ”طيران الإمارات” إلى ساوباولو سيساهم في جذب عشرات الآلاف من السياح من منطقة الشرق الأوسط إلى البرازيل، التي توفر للزوار سواء من السياح أو رجال الأعمال تجربة فريدة. ويقع فندق جراند حياة ساوباولو في قلب منطقة الأعمال في المدينة (مارجينال بينيروس) ويضم 470 غرفة، وهو على مقربة من مركز التجارة العالمي ومراكز التسوق الشهيرة.

 

ويؤكد المسؤولون عن قطاع السياحة في البرازيل أن بلادهم تبذل جهوداً مكثفة لتعزيز الجوانب الأمنية والنزول بمعدلات الجريمة، وتقول جانين بيريز رئيسة هيئة السياحة البرازيلية ”امبراتور” إن الجريمة موجودة في كل مكان، والسياح لم يتوقفوا عن زيارة مدن عالمية مختلفة ترتفع فيها معدلات الجريمة، بشرطة التوعية والتزام الحذر، أو عدم التواجد في أماكن محددة بمفردهم. ومن جهته، يقول رئيس هيئة سياحة ساوباولو إن بعض المعوقات التي تعاني منها ساوباولو مثل الجريمة وارتفاع معدلات التلوث لن تمثل عائقاً أمام تطوير حركة السياحة هناك، مضيفاً ”الجريمة موجودة في كل مكان وبالطبع لا يمكن مقارنة دبي والإمارات بالبرازيل في هذا الصدد، ونحن نعمل على النزول بمعدلاتها، أما التلوث فرغم ارتفاعه بصورة أكبر في مدن عالمية مثل مكسيكو والقاهرة إلا أن ذلك لم يحل دون زيادة عدد السياح لهاتين المدينتين”. ويتوقع رالف أسمان المدير الإقليمي لـ”طيران الإمارات” في البرازيل أن يتم الوصول سريعاً إلى نسبة إشغال مستهدفة على الرحلات تتراوح بين 85 بالمئة و90 بالمئة، ويقدر معدل الإشغال حالياً بحوالي 70 بالمئة، إلى جانب ما بين 10 إلى 12 طناً من الشحن. وقال رالف إن ”طيران الإمارات” تتحدث إلى شركات ووكالات سياحة في عدد من الدول المجاورة من الأرجنتين وشيلي لبحث التعاون وتعزيز حركة السفر من تلك البلاد وإليها عبر ساوباولو إلى بقية مدن العالم، وأكد رالف أهمية الخط الجديد في تسهيل حركة السفر خاصة في ظل تغير رحلات الطيران الأوروبية التي تزيد وتتقلص من وقت لآخر. ويؤكد رالف أن أسعار تذاكر طيران الإمارات على الخط الجديد تنافسية للغاية مقارنة بشركات الطيران الأوروبية الأخرى، وتتميز عليها ”طيران الإمارات” بجودة الخدمة، كما أن زمن الرحلة إلى الشرق الأقصى مثلاً أقل، وبطبيعة الحال إلى دبي، حيث إن الرحلة مباشرة وليست هناك حاجة للتوقف في أوروبا. ويضيف ”لدينا أيضا اتفاقيات مع شركات سياحية لترويج دبي كوجهة سياحية مهمة، وسوف يتم الاستفادة من الخط الجديد في هذا الشأن”.

 

وفي حقيقة الأمر، فإن عوامل الجذب السياحي في البرازيل كثيرة ومتنوعة، لكن تجربة زيارة أحد ستادات كرة القدم ومشاهدة سحرة السامبا على الطبيعة تظل إحدى أهم التجارب التي لا تنسى لأي سائح خاصة المهووسين بالساحرة المستديرة.

 

 

كوباكابانا .. أشهر شواطئ العالم ارتياداً مـن الـشباب


كوباكابانا (بالبرتغالية:Copacabana) هو قطاع إداري في الجزء الجنوبي من مدينة ريو دي جانيرو كبرى مدن البرازيل يعتبر أحد أشهر الشواطئ في العالم، يطل على المحيط الأطلسي ويبلغ طوله 4 كيلومترات. وفقا لمكتب السياحة في مدينة ريو دي جانيرو فإنه يوجد 63 فندقا و 10 نزلات للشباب تطل على الشاطئ. في 1970 قامت شركة التجريف الهولندية  بأعمال توسعة للشاطئ لمسافة تصل إلى 70 مترا وبطول 4 كيلومترات. ويمتد شاطئ كوباكابانا من منطقة بوستو دويس “Posto Dois” إلى منطقة بوستو زيس “Posto Seis”وتطل عليه قلعة دوق كاسياس “Fort Duque de Caxias” التي بنيت في العام 1779.

 

تعتبر منطقة كورنيش كوباكابانا مركزاً سياحياً مزدهراً، إذ تنتشر الفنادق والمطاعم والحانات والملاهي الليلة ومناطق السكن في المنطقة. كما يستقبل الشاطئ ملايين السياح في احتفالات رأس السنة، كما نظمت على الشاطئ ولعدة دورات وتحتل كوباكبانا المرتبة الحادية عشرة في مؤشر التنمية البشرية في منطقة ريو. في العام 2000 منحت كوباكابانا 0.902 نقطة، وهي أعلى من مؤشر التنمية البشرية في البرتغال مثلاً والذي سجل حينها 0.897 نقطة. لكن بالرغم من مؤشر التنمية المرتفع لكوباكابانا فهناك أربع مناطق فقيرة تطل عليه.

 

وفقا للمعهد البرازيلي للإحصاء والجغرافيا فان 160.000 شخص يعيشون في كوباكبانا، 44,000 منهم أو 27.5 يبلغ عمرهم 60 عاما أو أكبر. وتغطي منطقة كوباكبانا ما مساحته 7.84 كيلومترات مربعة، ما يجعل الكثافة السكانية للمنطقة تصل 20.400 شخص لكل كيلومتر مربع. وتتواجد في المنطقة المباني السكنية التي يزيد عدد طوابقها عن 11 طابقا، فيما من النادر مشاهدة منازل مستقلة أو مبان سكنية مؤلفة من طابقين.

 

تمر عبر كوباكبانا حافلات نحو 40 وجهة مختلفة، كذلك توجد هناك ثلاث محطات مترو أنفاق للمترو ومحطة رابعة يشرع ببنائها ففي 31 ديسمبر 1994 في إطار احتفالات رأس السنة والتي تضمنت حفل رود ستيوارت والذي حضره 3.5 مليون شخص لتجعل منه الحفل صاحب نسبة الجمهور الأعلى على الإطلاق. وفي احتفالات أول رأس سنة في القرن الحادي والعشرين احتفل ما يزيد على 3.000.000 شخص في الشاطئ بحلول العام الجديد برفقة آلاف السياح الأجانب وسط الألعاب النارية. وحديثاً صار الشاطئ مقراً لحفلات عديدة احتفلا بنهاية العام. في 21 مارس 2005 قدم ليني كريفتز عرضا موسيقيا أمام 300,000 شخص. في 18 فبراير 2006 قدم الرولينغ ستونز حفلا شاطئياً حضره 1.3 مليون شخص. في 7 يوليو 2007 استضاف الشاطئ حفل الأرض المباشر Live Earth concerts الذي اجتذب 400.000 شخص.