الهند رياضة وأكثر
في محاولة لتوفير فرصة المشاركة في رياضات مغامرة مختلفة في الهند لجميع أولئك الراغبين في قضاء عطلة مثيرة، سنأخذ قراءنا في رحلة مثيرة من ركوب الطوافات وركوب الكاياك بمدينة ريشكيش، التي تبعد 6 ساعات بالسيارة عن دلهي.
من الممكن أن يعتقد الناس أن رياضة التجديف رياضة خطيرة، ولكنني أرى أنها رياضة تمكن الناس من فحص المشاهد الخارجية بعين وعقل مفتوحين. وعلى الرغم من أن هذه الرياضة تشكل تحديا، ولكنها أسلوب مثير لاختبار مدى القوة والتحمل، وتساعد على استغلال الوقت والقدرة على الابتكار وحفظ التوازن والوقوف على القدمين.
وتعد رياضة التجديف هذه نشاطا جماعيا يساعد على تقريب الأفراد من بعضهم بعضا ويشجع العمل الجماعي؛ حيث يمكنك أن تستمتع بالماء وتقضي وقتا لطيفا، كما تمكنك هذه الرياضة أيضا من ترويض النهر، وأن تستمتع بالماء مع مجموعتك كلها.
وعلى الرغم من أنني لم أحاول أن أمارسها بعد؛ فقد مارسها أعضاء من أسرتي مثل زوجي وابن أخي وغيرهما. ولم نفكر في طريق السفر المتعب من دلهي في شهور الصيف الحارة عندما وصلنا إلى مدينة حيدر آباد المقدسة، التي أُطلق عليها اسم «بوابة الوصول إلى الإله»، وتحيطك هذه المدينة بالمشاعر الإيجابية، كما تسلط الضوء على نحو رائع على الثقافة الهندوسية.
وبمجرد أن مست أقدامنا الأرض، وضعنا أجسامنا في قوالب صلب ضخمة من القوالب المبردة، لتمنحنا إحساسا بالبرودة، بعد ذلك توجهنا إلى ريشكيش؛ حيث اتفقنا على أن نجرب رياضة التجديف.
لقد كان مشهدا بديعا أن تشاهد المياه المثلجة، وهي تتدفق في صمت لتفيض على المنحدر الهابط لنهر «غانغا بيز»، لتنتج أمواجا متكسرة بلون الحليب.
قابلنا المدير يوغيش في ريشكيش، وأخبرنا أن هناك خيمتين مجهزتين لنا، وسيكونان بمثابة منزل لنا خلال الثلاثة أيام المقبلة. كان موقع المعسكر متميزا، وبدا كأنه شاطئ مثالي، وجلست وسيدات أخريات مع الأطفال لنستمتع بالجو المثالي للشاطئ، لعبنا وتمتعنا بالسباحة في المياه الضحلة، وتناولنا وجبات ممتازة، وأشعلنا نيران المعسكر لمدة يومين.
كانت الخيام مريحة ودافئة، وقبل أن تقرر الذهاب إلى أي معسكر، يجب أن تسأل عن المسافة بينه وبين مدينة ريشكيش، وعن وسائل المواصلات ومستوى رياضة التجديف التي يقدمونها، وتأكد من وجود مرشدين محترفين وذوي خبرة، وبقدر روعة هذه الرياضة، من الممكن أن تكون قاتلة أيضا، فهي رياضة مغامرة، من الممكن أن تتسبب في متاعب، إذا لم تتم ممارستها بصورة صحيحة. وأحضر معك الكثير من الملابس الفضفاضة المريحة، فربما تحتاج إلى الاستبدال بثيابك أخرى جافة بين الحين والآخر.
وأحضر نعالا مطاطية معك؛ حيث لن يجدي الخف نفعا لأنك ستفقده حتما، كما ستضيع الأحذية؛ حيث إنها ستبتل، ولن تستطيع أن تمسك بها جيدا، وأحضر أيضا بخاخة للبق، لتبعد الحشرات والناموس.
ومن المهم جدا أن تحدد من سيكون معك في هذه الرحلة. يجب أن تكون مع شخص ممتع ومحب للطبيعة ورياضات المغامرة، وأهم من كل شيء شخص تشعر معه أنك على طبيعتك! مثل هذه الصحبة كانت معي في هذه الرحلة، ولن أنساها ما حييت، على الرغم من أنني لم أذهب لركوب طوافات النهر.
وقد وقعت تجارب مدهشة للرجال الذين ذهبوا لركوب الطوافات؛ حيث مارسوا التجديف لمدة أربع ساعات وغطوا مساحة 26 كيلومترا. واعتقدوا عدة مرات أن طوافاتهم ستصطدم بالجرف أو ستنقلب رأسا على عقب، ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل، لأنهم اتبعوا التعليمات جيدا.
وفي اليوم الثاني لرحلتنا، ذهبوا لركوب الكاياك، بينما قمنا نحن بما قمنا به في اليوم الأول.
وفي رياضة ركوب الكاياك، هناك قارب صغير ومجدافان، وتواجه العالم بمفردك. وتتضمن إحدى صور هذه الرياضة رياضة التجديف، ويقولون إن التجديف سهل كغناء أغنية أطفال بالمقارنة برياضة ركوب «الكاياك»! وفي المرات التي ينقلب فيها «الكاياك»، لا بد من الصعود إلى السطح، خلال 30 ثانية، ولن تكون النجدة بعيدة أبدا، فالسرعة والدوامات والصخور تدفع الجسم لإفراز هرمون الأدرينالين باستمرار، مما يمنحهم دفعة بدنية قوية بينما يتحركون في قاع النهر، وفي بعض الأحيان ينجحون في السير عكس التيار أيضا! وتتطلب رياضة ركوب الكاياك مجموعة خاصة من المهارات والخصال؛ أولها التغلب على الخوف، وثانيتها اليقظة المستمرة، فمن الضروري أن تكون قادرا على تقدير المسار أمامك وحجم الأمواج المقبلة، بالإضافة إلى الدوامات الهادئة.
إذا ما وقعت في إحدى هذه الدوامات، فإن هذا يعني أنك ستكون معلقا بصورة معكوسة وتتحرك كالمروحة ثلاثة أقدام ونصف القدم تحت الماء، ولتنقذ نفسك حينئذ عليك الصعود إلى القمة.
وتكون القدرة حينئذ على التحمل حاجة ثانوية، الحاجة الأولى في مثل هذه المواقف هي القدرة على أن تبقى هادئا وتتصرف بمهارة، وأن تكون قادرا على المناورة الجسدية، بحيث تستطيع أن تبتعد عن الخطر.
وتعتمد أكثر الفترات مناسبة لممارسة ركوب الطوافات على مدى كفاية حجم الماء في النهر الجاري، ووفقا للشروط المذكورة آنفا تُعد الشهور من سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، ومن مارس (آذار) إلى مايو (أيار) هي أفضل المواسم لركوب الطوافات، لذا فإن معظم جولات الطوافات يتم ترتيبها من شهر سبتمبر، وحتى منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أو منتصف فبراير (شباط) حتى آخر أبريل (نيسان).
وتكون معسكرات ركوب الطوافات هذه بصورة يومية وأخرى ممتدة. وتقدر حجم روعتها وفق إحساسك بالمغامرة، وتبلغ مصاريف العائلة المكونة من أربعة أفراد شاملة الإقامة والأكل وركوب الطوافات لمدة 3 أيام وليلتين مبلغ 250 دولارا.
وتعرض كثير من الأنهار التي تنبع من أسفل من جبال الهيمالايا، وبعضها من شبه جزيرة الهند، رياضة ركوب الطوافات أيضا. كما تعرض مغامرات النهر الجنوبي في غوا بين شهري يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) www.goarafting.com.
والآن لنتحدث قليلا عن رياضة مائية أخرى، كالغوص الحر والسباحة تحت الماء المتوفر في غوا وجزر اندمان ونيكوبار ونيتراني، وهي جزيرة غير مأهولة بالسكان وتقع قبالة مدينة موروديشوار الساحلية الواقعة جنوب ولاية كارناتاكا الهندية. وقد أصبحت جزيرة المرجان هذه وجهة الكثير من المهتمين برياضة الغوص مؤخرا. وتُزار في معظم الأوقات نظرا لجزء الترفيه بها؛ فمنذ عامين انضممت إلى عائلة ابن عمي بمدينة بنغالور الهندية حين توجهوا إلى الجزيرة ليقضوا عطلة نهاية أسبوع طويلة بها يكتشفون خلالها أسرار العالم السفلي أو عالم البحار في موقعه الطبيعي.
لقد كان الوقت مساء عندما وصلنا إلى شواطئ مدينة موروديشوار. وقد دفعنا معلمو الغوص من غوا إلى منطقة حمامات السباحة التابعة لفندق نجمة واحدة لدورة توجيهية تعلمت خلالها الفروق الدقيقة للتواصل تحت الماء، وأساليب التنفس والتحكم في ضغط البحر، والتعامل مع معدات الغوص. وبنهاية الفصل اشتقنا كثيرا لممارسة الغوص في البحر.
في صباح اليوم التالي، تناولنا فطورا دسما وقمنا بملء سلة التنزه بعد ذلك، ثم استأجرنا مركب صيد لتقلنا إلى الجزيرة. وقمت بتطبيق ما تعلمته في دورة تدريبية في الغوص بالكامل، حيث قررت أن أوجه نفسي إلى مهمة ما تحت البحر عن طريق الغوص بأنابيب التنفس أو ممارسة السباحة، أو خلال جسم مائي، عندما جهزت نفسي بقناع للغوص وأنبوب يدعى أنبوب التنفس، وزعانف السباحة.
وعلى الرغم من ذلك كان الغوص أسهل كثيرا بالمقارنة بالسباحة تحت الماء. حيث يتيح لك الغوص إلقاء نظرة على عالم ما تحت الماء دون أن تتعمق داخل الماء. ويكون ممتعا جدا للأطفال والبالغين كذلك، وهو نشاط العائلة المفضل؛ فزيارة عالم ما تحت الماء المدهش سهل للغاية، كل ما تحتاج إليه هو أن تغطس مرة واحدة، وأن تكون مربوطا بحبل.
وقد قفزت في مياه بحر العرب الدافئة والصافية كالكريستال، وبمجرد أن غمست رأسي في الماء عشت تجربة أقل ما توصف به أنها تجربة خارقة؛ حيث كانت الرؤية واضحة تماما، واستطعت أن أرى قاع البحر بوضوح شديد.
ولهثت داخل أنبوب التنفس وأنا أرى جماعات من الأسماك الملونة تسبح بجواري، وبدا كمشهد من ضمن عشرات المشاهد التي تعرضها الأفلام الوثائقية التي رأيتها على قنوات الاستكشاف والجغرافيا.
وبدا البحر بأكمله كملعب يعج بالمرح والكثير من الكائنات الحية الجميلة متعددة الألوان، التي تندفع داخل وخارج الصخور الضخمة، ويختبئ بعضها بين النباتات البحرية، وقليل من البعض الآخر ينقر الثعابين المتحركة. ولحسن الحظ، لم يدركوا الأعين الدخيلة التي تراقبهم من أعلى، ولكن كان هناك الكثير من الغواصين الآخرين الذين يحملون أسطوانات أكسجين ثقيلة، ويهبطون ببطء إلى العالم المائي المظلم والعميق ليسبحوا مع الكثير من المخلوقات البحرية.
عدنا إلى القارب مرة أخرى، اكتشفت أنني أشعر باحترام جديد للعالم السفلي. وعندما كنت أودع جزيرة نيتراني، شعرت بالتبجيل مرة أخرى للتعدد الحيوي في الهند؛ حيث شعرت بروعة ما فوق الأرض وما تحتها أيضا! وبلغت تكلفة مرتين من الغوص، تشمل المعدات الكاملة ووجبات خفيفة على القارب وخدمات دليل الغوص 3000 روبية لكل غواص.
ومن الممكن أن تستمتع بالغوص والسباحة تحت الماء في غوا المشهورة عالميا؛ حيث تقوم شركة «نيكيس» بترتيب رحلات الغوص في غوا، بالتعاون مع الشركة رائدة الغوص الترفيهي في الهند. وتأسست عام 1994، وكان هو مركز الغوص الوحيد في شبه القارة الذي تعترف به منظمة بادي (المنظمة العالمية الرائدة لتعليم الغوص)، كما تتمتع غوا أيضا بعدد كبير من حطام السفن (يبلغ عددها 600 على طول الساحل) وسفن شراعية ضخمة، وحطام الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى عدد من السفن التجارية. ولا يزال هناك الكثير من السفن التي تنتظر أن يكتشفها الغواصون المحظوظون والمجازفون.
للتواصل زوروا موقعنا على الإنترنت nikkistravel.com