أعلى

يعود تاريخ ناخشبان (ناخيتشيفان) إلى 5.000 سنة، ما يجعل هذه المدينة المشهورة أحد أقدم المراكز الثقافية في منطقة القوقاز؛ فهي عاصمة جمهورية ناخشبان (ناخيتشيفان) المستقلة ذاتياً، التي تبلغ مساحتها 5.500 كيلومتر مربّع، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 450.000 نسمة، وتحدُّها جمهورية تركيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أرمينيا. يرجع تاريخ الاستقلال الذاتي لناخشبان إلى سنة 1921م حين تمَّ التوقيع على وثيقتين دوليتين مهمتين، وهما معادتا موسكو وقارص، حيث وضعت المادة الثالثة من المعاهدة الأولى والمادة الخامسة من المعاهدة الثانية، أسس الحكم الذاتي، وحدَّدتا مجال جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً. وبموجب هاتين الوثيقتين، فإن جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً التي أنشئت في عام 1924م، تُعدُّ جزءًا لا يتجزأ من جمهورية أذربيجان. تتكون جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً من سبع جهات إدارية، تضم 5 مدن و8 مقاطعات و206 قرية، وتشكل إقليماً مستقلاً ذاتياً داخل جمهورية أذربيجان بناءً على دستورها الجاري به العمل )1995(. ويعد المجلس الأعلى، المكون من 45 نائباً يشغلون مناصبهم لمدة 5 سنوات، أعلى سلطة تشريعية في الإقليم. ووفق دستور جمهورية أذربيجان ودستور جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً، يُعدُّ رئيس هذا المجلس أسمى مسؤول في ناخشبان. ويمارس مجلس الوزراء السلطة التنفيذية، فيما تتولى المحاكم ممارسة السلطة القضائية. تزخر ناخشبان بفضل موقعها الإستراتيجي، بتاريخ حافل في منطقة القوقاز حيث يُعدُّ تكوُّن وتطوُّر الثقافة التي تميزها، أحد أهم عوامل إغناء الحضارة الأذرية القديمة، كما أنها لازالت تساهم في المجال الثقافي في دولة أذربيجان حيث تكونت وازدهرت العديد من التقاليد الجهوية. وخلال تاريخها، ظلت مدينة ناخشبان عاصمة لسلالات ودول مختلفة كمملكة أتابكة أذربيجان )القرن الثاني عشر( وخانات ناخشبان )القرنان الثامن عشر والتاسع عشر( وجمهورية أراس ـ تورك ) بداية القرن العشرين.

 

تتوفر ناخشبان على آثار ومعالم تاريخية تشهد على غنى الثقافة التركية الإسلامية من قبيل البلدات والمدن القديمة، والحصون المنيعة والمآثر الطبيعية وشواهد القبور والأضرحة التي تُعدُّ مثالاً لروعة المآثر العمرانية. ونظراً لذلك، تمَّ جرد أزيد من 1.200 معلمة تاريخية، حيث تتمتع 57 منها بصيت عالمي، و496 منها بشهرة على الصعيد الوطني. وتُعدُّ ناخشبان بذلك أرض الإنجازات الثقافية الإسلامية على مر العصور، حيث تجسد مدى احترام التقاليد الوطنية والإنسانية والدينية، والحفاظ عليها، والاهتمام الكبير بصون وتعزيز وتثمين المآثر التاريخية والتراث غير المادي والثقافة. وفضلاً عن ذلك، ظلَّ تطوير العلوم والتعليم ضمن اهتمامات ناخشبان بما يضمن تعزيز إسهاماتها وإنجازاتها، لاسيما في مجال الثقافة الإسلامية. وفي هذا الصدد، تعمل العديد من المؤسسات والمراكز على متابعة وتنفيذ هذه المشاريع، من ضمنها قسم ناخشبان التابع للأكاديمية الأذرية للعلوم وجامعة ناخشبان الحكومية وجامعة ناخشبان ومعهد ناخشبان للمعلمين، بالإضافة إلى ثلاث مؤسسات للتعليم الثانوي المتخصص و الثانوية العسكرية حيدر علييف وخمس مدارس للتكوين المهني و216 مدرسة ثانوية. ونظراً لمؤهلاتها التاريخية والثقافية، ولإنجازاتها في الثقافة الإسلامية، وآفاقها التنموية، اختيرت مدينة ناخشبان عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة الأسيوية لعام 2018م، خلال المؤتمر السادس لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في باكو، في أكتوبر 2009م.