"سويسرا" الجميلة هي قلب أوروبا النابض
حامد العميري: هناك أيام لا تنسى، تحفر في الأعماق والذاكرة، وتبقى شاهدة على أحداث وفعاليات وأنشطة تؤرخ لعلامات ومحطات بارزة، وأيامنا المعدودة التي عشناها في هذا العالم الجميل، وهذا البلد البديع، سويسرا، قلب أوروبا. أيام قضيناها في بازل، المدينة الكلاسيكية، وبلد الكرنفالات الحضرية، ومحور التقاء حدود سويسرا وفرنسا وألمانيا، إحدى أكثر المدن روعة وجمالا، وكانت المتعة في سانت موريتز.. مدينة الأثرياء والأناقة والفن والطبيعة البكر. على متن الخطوط الجوية التركية الرائعة، حط الوفد رحاله في زيوريخ قادما من اسطنبول، وكان في استقبال الوفد مسؤول المكتب السياحي السويسري، ومن مطار زيوريخ الى محطة القطار الذي اقلنا الى بازل، وهي المحطة الاولى.
بازل قلب أوروبا:
تقع بازل على الحدود مع ألمانيا وفرنسا، مدينة مميزة وعالمية، تتنوع فيها الثقافات ويتميز سكانها بهذا، ويشار الى مدينة بازل في كثير من الأحيان بأنها بمنزلة العاصمة الثقافية لسويسرا، لأنها تتميز بالعديد من الثقافات المتنوعة، كما يوجد فيها عدد من المتاحف المشهورة عالميا جعلها نقطة جذب لعالم الفنون، ويعود تاريخ المدينة الى العام 1661 وتعتبر موطنا لأقدم مجموعة فنية عامة. في سويسرا نحو 40 متحفا ومعرضا فنيا ذات المستوى العالمي، تتميز بالمواضيع المختلفة وتنوع الثقافات الفنية، ما جعلها تناسب جميع الأذواق، ومن أشهر المعارض معرض «فوندايشين بايلر» الذي يعتبر المعرض الفني الأكثر زيارة في سويسرا لأنه يضم الفن الحديث والمعاصر. وعلى الرغم من غنى بازل بالكثير من الفعاليات، فإن هذه المدينة الواقعة على نهر الراين لديها الكثير لتقدمه، يعرف سكان بازل المحليون كيفية الاستفادة القصوى من التمتع بمباهج الحياة الحقيقية. فالمطبخ الرائع لا يقل أهمية عن الفن والثقافة، ويمكنك أيضا الاستمتاع بنشاط ترفيهي فريد من نوعه في فصل الصيف عندما تقام فعاليات «السباحة بنهر الراين» الرسمية، وهو تقليد سنوي. ولكن يمكنك الاستفادة من الغطس بالنهر في أي وقت تشاء، فقط عندما تقضي بعض الوقت السكان المحليون داخل وحول المياه في هذه المدينة المريحة على نهر الراين، فلا بد أنك ستكتشف بنفسك سبب اعتبار بازل بأنها تشبه المدن ذات طابع البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، تعد بازل نقطة انطلاق شعبية أو نقطة نهاية لرحلة نهرية بالسفينة. وتمثل بازل كذلك مدينة مثالية لرحلة عائلية، إذ يمكن استكشاف المدينة بشكل مريح من خلال رحلة نهرية على متن سفينة الراين، فهي فرحة للأطفال والكبار على حد سواء، ويبلغ عمر حديقة حيوانات بازل الشهيرة حوالي 150 عاما، وهي تستحق الزيارة في أي وقت من السنة.
سانت موريتز:
تعتبر سانت موريتز السويسرية من أشهر مدن سويسرا وأجملها حيث الكثير من المنتجعات الرياضية الشتوية التي يذهب إليها محبو التزلج ونالت المدينة شهرة كبيرة منذ تنظيمها لأحداث رياضية عالمية وهي أولمبياد 1928 و1948، وتصنف الآن من أفضل الوجهات السياحية في العالم. تسمى مدينة سانت موريتز بمدينة الأثرياء لأنها تجمع بين الأناقة والرياضة والفن والطبيعة البكر والتفرد والصفاء، تشكل المدينة واسطة العقد بين أهم المدن السياحية في العالم، متكئة في ذلك على ما تشهده من تنوع الأحداث وتباين الأنشطة التي تجذب السائحين، كأحداث مهرجانيها للفنون المسرحية، و«دا جاز»، اللذين يجتذبان الزوار والمشاركين من جميع أنحاء العالم، ليستمتعوا، على هامش مشاركاتهم، بجمال هذا المنتجع الساحر النائم في حضن جبال الألب، في وقت تضمن السبا الحصرية في المنطقة وجولات العربات المثالية الكثير من الراحة والاسترخاء كذلك. في الصيف، تعد بحيرات سانت موريتز مقصدا أساسيا لمحبي رياضة الطيران الشراعي والقوارب الشراعية، كما تستضيف المدينة سنويا العديد من المسابقات الصيفية والشتوية، ومنها سباق وايت تورف للخيل، المميز في فصل الشتاء على بحيرتها المتجمدة، إضافة إلى العديد من الرياضات الشتوية مثل السكي بورد والبولو. وغالبا ما يطلق على سانت موريتز لقب حاضرة جبال الألب، حيث العديد من الفنادق الفاخرة، والمنتجعات الصحية والمتاجر الراقية، والموجودة كلها ضمن محيط من الجبال والبحيرات الألبية، وبشكل وسطي، تشرق الشمس على مدى 322 يوما في السنة في سان موريتز الواقعة في انغادين العليا على ارتفاع 1856 مترا فوق سطح البحر. ولتلك المدينة الساحرة تاريخ مضيء في عالم الضيافة وفن الطهي، الذي تواصل وضع معايير جديدة فيه يوما بعد يوم، ففي عام 1896، على سبيل المثال، فتح أول فندق بالاس أبوابه في سان موريتز، ولا يزال فندق قصر بادروتس بالاس يقدم لضيوفه أعلى مستويات الرفاهية حاليا. ويبقى المنتجع الألبي المتطور حاضرا مع الأفضل عندما يتعلق الأمر بفن الطهي، إذ تقدم المطاعم الحائزة جوائز عالمية وبيوت الضيافة التقليدية مأكولات لا تضاهى على مدار السنة. وتحتوي المدينة على القرية الجبلية الحضرية التي تعد جنة حقيقية للتسوق بفضل عدد لا يحصى من المحلات والمتاجر المتميزة ومحلات المجوهرات ومتاجر الأثاث الشهيرة. وتتميز كل من العمارة المعاصرة والتاريخية بمكانها هنا، إلى جانب العديد من المتاحف والمكتبات والمعالم. وتتمتع سان موريتز بطرق مواصلات جيدة بشكل استثنائي، ويمكن الوصول إليها بسهولة بالسيارة، أو القطار، أو الحافلة أو طائرة خاصة، ويمكن السفر مباشرة إلى المطار المحلي من المطارات الدولية في زيوريخ، وجنيف، وبازل، وميلانو، وميونيخ.
فنادق عالمية
فندق كولوم الذي افتتح في العام 1856 تعود ملكيته الى كولوم يوهانس بادروت وهو من الفنادق المميزة في المدينة، حيث يقع على ضفاف بحيرة سانت موريتز ووادي إنغادين. وساهم الفندق في العام 1864 بانشاء الرياضة الشتوية المتنوعة من خلال العطلات الشتوية لمعظم شعوب أوروبا والعالم، لذلك احتفلت سويسرا والمنتجع الذي يقع فيه الفندق بمرور 150 عاما على السياحة الشتوية وكان ذلك في موسم 2014 /2015. ويتمتع الفندق بجو لا يضاهى من الفخامة والتقاليد والراحة الحديثة والضيافة الدافئة ويحتوي على 164 غرفة من أحجام مختلفة، ما يجعلها مناسبة لقضاء العطلات العائلية. وتوفر معظم الغرف اطلالة رائعة على بحيرة سانت موريتز ووادي إنغادين، في حين يطل عدد قليل منها على المنتجع ومنطقة Corviglia للتزلج.