أعلى

 

 

مدير تحرير عالم أسفار - فتحي الشافعي: العالم أجمع يعيش حالة صدمة وهلع بسبب جائحة كورونا وانتشاره في اصقاع المعمورة غير تاركاً شريحة عمرية او رقعة جغرافية. وزاد الامر سوءً عدم التوصل للقاح ناجع يوقف زحفه المخيف والمرعب، مما تسبب في تعطيل لمناحي الحياة وانتكاسة في مختلف القطاعات الاقتصادية ولعل الاكثر تأثراً بهذه الجائحة هو قطاع السياحة والسفر والتراجع القياسي لهذا النشاط بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

 

كورونا يصيب قطاع السياحة في مقتل

 

السياحة تأثرت بشكل مباشر بفيروس كورونا، بسبب توقف الرحلات وإقفال حدود الدول فيما بينها وارتفاع حالات الحجر الصحي لكل دولة على حدة، الامر الذي أدى إلى توقف 80٪ تقريباً وهو أدنى مستوياتها التاريخية. معهد منتدى السياحة العالمي صرح قبل 3 أسابيع بإن الخسائر الاقتصادية التي مني بها قطاع السياحة العالمي مايزيد على 600 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل الخسائر إلى تريليون دولار في العام الخالي 2020م. وستطال تداعيات الجائحة التشغيل، حيث من المتوقع فقدان 50 مليون وظيفة. ومن جانبها باتت شركات الطيران على حافة الإفلاس بسبب توقف أكثر من 93%من حركة الطيران العالمية. وصرحت "ForwardKeys" شركة التحليلات، بإن ما يصل إلى 48200 رحلة مع 10.2 مليون مسافر ألغيت بسبب الحظر، وتتوقع "إياتا" الرابطة الدولية للنقل الجوي أن تصل خسائر شركات الطيران حول العالم إلى 113 مليار دولار قابل للزيادة والوصول لما هو أسوء.

 

تأثرالنمو العالمي سينعكس على قطاع السياحة

 

منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) حذرت، من خطورة كورونا والعجز الراهن عن مواجهته وتأثير ذلك على الاقتصاد الدولي، وتوقعت أن يتراجع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة أقل من 2.4٪ تقريباً، وفي حالة عدم الوصول للامصال الاستشفائية لهذه الفايروس القاتل سريعاً سيخفض النمو إلى 1.5٪ في هذا العام 2020م،  في حين يتوقع قسم العولمة والاستراتيجيات التنموية بالأونكتاد تباطؤ النمو العالمي بسبب الجائحة، حيث أن العجز سيكون تقريباً 2 تريليون دولار في الدخل العالمي، و220 مليار دولار في الدول النامية. كما توقع أنه في أسوأ السيناريوهات سينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 0.5%، بمعنى خسائر مالية تُقدر بنحو 2 تريليون دولار. استمرار الجائحة اعلان لتعثر قطاع السياحة. إذا ما استمر هذا الوباء بالفصل الثاني من هذا العام فسيواجه قطاع السياحة تهديد حقيقي لنهاية وشيكة ولن تكون هناك مساحة أخرى لإنقاذه، وهو أمر حتمي بعد أن اتخذت الحكومات والبنوك كل الخيارات التيسيرية الممكنة واستخدمت جميع الأدوات المالية المتاحة ولم تعد هناك حلول تحفيزية ممكن توقف تقدم الانكماش والتراجع.

 

لماذا الخوف من تعثر قطاع السياحة

 

تشعر الدول  بالقلق من تعثر قطاع السياحة، حيث أوضحت أخر الإحصائيات الصادرة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة أن هذا الخطر يُهدد نحو 50 مليون وظيفة في هذا القطاع عبر العالم ، بانخفاض يقدر بنحو 12 و14%. ففي بعض البلدان، تسهم السياحة بالنصيب الأكبر من إجمالي الناتج المحلي، وتُعد أكبر مصدَرٍ للعملات الأجنبية وتوفير فرص العمل، لاسيما للفئات الأكثر احتياجا والنساء والشباب. وقد تحولت هذه الأزمة الصحية بالفعل إلى أزمة اقتصادية وطنية في العديد من البلدان النامية التي تعتمد بصورة كبيرة في إجمالي ناتجها المحلي على عائدات السياحة – بنسبة 20% لحوالي 37 بلداً.

 

الأمل في تجاوز الازمة

 

من الصعب التنبؤ بتاريخ محدد للتعافي من هذه الجائحة، لكن على المدى القريب، تتبع الحكومات وشركات القطاع الخاص تدابير لإدارة الأزمة بُغية حماية قطاع السياحة قدر المُستطاع.  وحيثما تمكنّا من تنسيق الإجراءات المختلفة وتحقيق التكامل فيما بينها، فسيمكن التعافي من هذا الوضع بصورة أسرع على الأرجح. حالياً البنك الدولي يتعاون مع شركائه لتوفير معلومات وبيانات موثوقة حول ما يمكن توقعه وما يمكننا تعلمه من الأزمات السابقة التي أضرت بقطاع السياحة  – مثل الأزمة المالية العالمية وإنفلونزا الخنازير وفيروس سارس وموجات تسونامي وفيروس إيبولا. وحيثما توفرت بالفعل برامج سياحية بالتعاون مع عملاء الوجهات السياحية، فسندرس توجيه موارد تلك البرامج للمساعدة في التغلب على الأزمة الحالية، ودعم حكومات البلدان المتعاملة معنا فيما يتخذونه من تدابير لجعل السياحة أكثر استقراراً وقدرة على مقاومة الأزمات واستعدادا للتعافي الذي سيأتي في نهاية المطاف.