الشافعي: هل استعد القطاع السياحى لما بعد كورونا
مدير تحرير عالم أسفار - فتحي الشافعي: هل استغل منتسبي القطاع السياحي أيام الحظر لإعادة ترتيب الاولويات ووضع الخطط الاستراتيجية وخارطة الطريق لما بعد جائحة كورونا ؟ لا شك ولا ريب أن العالم بعد الحظر وانقشاع الأزمة يريد أن يخرج ويعوّض حالة الاختناق التى عاشها أثناء السبات الاجباري خلال الحظر، وستكون السياحة بمختلف تصنيفاتها هي الخيار الامثل لجميع الشرائح. لا يقتصر السؤال هنا على وكالات السفر والمكاتب السياحية بل سيكون موجهه لمنتسبي واداراة الفنادق والمنتجعات السياحية وشركات الطيران وكل مقدمي الخدمات السياحية بمختلف القطاعات. قطعاً سوف تنتهى الأزمة، وتعود الأمور إلى مجاريها، وقطعًا هناك إجراءات لرفع كفاءة المنشآت الفندقية، الأهم أن تنطلق بقوة بعد العودة فتأخذ نصيبها لتعوض مافاتها. في هذا المقال سوف استعرض معكم انتعاش قطاع السياحة والسفربعد الجائحة، الانخفاضات المتوقعة في قيمة الخدمات السياحية، التركيز على المماراسات الوقائية كالنظافة والتعقيم، تراجع بعض الخدمات السياحية، اسعار تذاكر طيران زهيدة ومرونة أكبر في الحجوزات.
انتعاش قطاع السياحة والسفربعد الجائحة
مع زيادة قيود السفر حول العالم للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا، من الصعب تخيل كيف سيبدو قطاع السياحة والسفر بعدما تنقضي الأزمة، ولكن يعتقد الخبراء أن قطاع السياحة والسفر على النطاق العالمي قادر على العودة والانتعاش من جديد، كما حصل من قبل بُعيد الأزمات السابقة. حالياً، لا نعرف متى أو كيف ستنتهي جائحة الوباء، ولكن بمجرد تحسن أزمة الصحة العامة، سيحتاج المسافرون إلى رؤية تغييرات جذرية ملموسة، وانخفاضات كبيرة في الأسعار لتشجيعهم على السفر مرة أخرى، بحسب رأي الاقتصاديين.
انخفاض ملموس في قيمة الخدمات السياحية
أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم البحوث في قسم السياحة والضيافة بجامعة بورنموث في المملكة المتحدة، السيد آدم بليك، قال إن رغبة الأشخاص في السفر إلى أماكن لم تتغير، ولكنهم سيكونون أكثر حذراً بشأن أفعالهم"، و"سيحتاج المسافرون أكثر من مجرد إقناعهم أن السفر آمن، سيكونون بحاجة إلى رؤية التغييرات الملموسة الفعلية التي حصلت لجعل السفر أكثر أمناً". أما أستاذ الأعمال في كلية الفنادق بجامعة كورنيل في إيثاكا، نيويورك، كريستوفر أندرسون، فقد قال أن المسافرين المعتادين على الرحلات البحرية سيجدون أسعاراً منخفضة جداً مع إعادة تشغيل خطوط الرحلات البحرية، مضيفاً بإن التحدي الذي تواجهه شركات الرحلات في جذب العملاء بعد تصدر تفشي فيروس كورونا المستجد على متن السفن السياحية عناوين الصحف العالمية، واقترح أن إعادة تشكيل بعض السفن الجديدة، والتي لا تزال قيد الإنشاء، بغرف معيشة أكبر، وكثافة أقل للركاب قد تكون وسيلة لجذب عملاء جدد، اما بالنسبة لتناول الطعام، أوضح أندرسون أن الحد من خدمة بوفيه الطعام والاتجاه أكثر نحو تناول الطعام حسب الطلب عبر مستويات الأسعار قد يكون طريقة أخرى لطمأنة المسافرين الذين يشككون في سلامة السفر على متن رحلة بحرية.
النظافة والتعقيم شعار قطاع الضيافة
سيشهد قطاع الضيافة سواء أكان ذلك رحلة بحرية أو إقامة فندقية، تركيزاً على النظافة والتعقيم بشكل مستمر، تغيير ألية العمل السابقه بأن يغيروا الكيفية ورصد وتنظيف البيئة المحيطة التي يتفاعل معها الضيوف، وسيحتاج المسؤولون إلى إبلاغ الضيوف بهذه التغييرات من أجل زيادة مستوى الامان الصحي للمقيمين وهو ما يؤكد علية نائب الرئيس الأول لشركة تحليل الضيافة "STR"، جان فريتاج، على ضرورة التعقيم، مشيراً إلى "الإجراءات الجديدة المرئية" اللازمة لإظهار مدى نظافة المنشآت. حيث وأوضح فريتاج، سواء كان ذلك يعني مطهرات اليد في كل مكان أو تطهير الأسطح الصلبة بانتظام، سيكون هناك نظام واضح يتم إبلاغه للعملاء، بقول: "هذا ما نقوم به للحفاظ على سلامتك".
إقامة فندقية منخفضة
من المتوقع إنخفاض أسعار الفنادق في الولايات المتحدة بنسبة 30% خلال أسبوع 21 مارس/آذار، و "ستنخفض الأسعار بالتأكيد قبل أن ترتفع فيما بعد وهي نتيجة طبعية لجلب العملاء وتحفز المسافرين. تاريخياً، أثبت أوقات الأزمات، مثل نهاية الأزمة الاقتصادية في عام 2009، أن ارتفاع أسعار الغرف الفندقية يستغرق ضعف الوقت الذي يستغرقه انخفاضها.
لن ينهار قطاع الضيافة لكن ..
قرأةً للأرقام والمعطيات بًعيد الازمات الأقتصادية السابقة، من المتوقع ثماسك وثبات قطاع الضيافة والفندقة العالمية، ولكن سيكون هناك تغير وتبدل في شركات التشغيل الفندقية وهو أمر غير مرئي للضيوف في كثير من الحالات. وستتبدل بعض إداراة الفنادق خلف الكواليس، ولكنها ستظل تعمل بالطريقة والالية نفسها إما تحت العلامة التجارية ذاتها أو ستتنتقل لعلامات أخرى. أما الفنادق المحلية ستشهد انكماش او خروج من سوق الضيافة لعدم القدرة على مقارعة الفنادق ذات العلامات الدولية.
تراجع الأقامة في منازل العطلات
لاشك بأن أحد ميزات الفنادق ذات العلامة العالمية خياراً لا مناص منه للمسافرين لمزيد من الأمان مقارنة بمنازل العطلات. سيكون قرار المسافر لخيارات السكن البديلة له تداعيات قد تؤدي الى تراجع الشركات والتطبيقات مثل موقع "Airbnb" و " ivhglobal" و " homeaway" و " vacatia" ومواقع تأجير مساكن الإجازات الأخرى. ولعل المعضلة الرئيسية لهذه المنشآت أنها لن تكون قادرة في التواصل مع الضيوف واقناعهم بأمكانية توحيد معايير التنظيف الصارمة التي تمارسها الفنادق ذات العلامة العالمية.
تذاكر الطيران منخفضة ومرونة أكبر
من المتوقع إن تلجاً شركات الطيران لتخفيض أسعار التذاكر لتحفيز المسافرين من ناحية، وأحرى لتعويض الخسائر التشغيلية التي خسرتها اثناء توقف الرحلات، وليس هذا فحسب بل ستقدم شركات الطيران سلسلة من التنازلات وخيارات إعادة الحجز المرنة أقل صرامة ورسوم الإلغاء والتغيير رمزية، وعروض للحجوزات المبكرة لضمان بيع المقاعد