صيف جنيف هذا العام سيكون بغياب الخليجيين
عالم أسفار - سليمة لبال (القبس): تعاني قطاعات اقتصادية عدة في مدينة جنيف السويسرية من أزمة غير مسبوقة بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، خاصة قطاعي الفنادق والتجزئة، اللذين يعدان الأكثر تأثرا وعلى حافة الإفلاس، وفق تقرير لصحيفة لاتريبون دو جنيف. وأوردت الصحيفة السويسرية أن فندق ريشموند يستعد للإغلاق في 12 يونيو الجاري، ويعد هذا الفندق من بين أبرز فنادق مدينة جنيف من فئة خمس نجوم، والبالغ عددها 15 فندقا. ويأتي ذلك بعد أن أودع مجلس الدولة في جنيف مشروع قانون لتخصيص 4.5 ملايين فرنك سويسري لإنعاش السياحة في الكنتون، وهو المبلغ الذي اعتبرته دائرة التنمية الاقتصادية غير كاف. وقال المتحدث باسمها إن الأمر مقلق، وأضاف: «ننتظر ارتفاع عدد حالات الإفلاس خلال الأسابيع المقبلة، ونعمل ما في وسعنا لتجنب ذلك، إذ نقوم بمنح آجال أو سيولة». وقال المتحدث باسمها إن الأمر مقلق، وأضاف: «ننتظر ارتفاع عدد حالات الإفلاس خلال الأسابيع المقبلة، ونعمل ما في وسعنا لتجنب ذلك، إذ نقوم بمنح آجال أو سيولة». ومنحت دائرة التنمية الاقتصادية حتى الآن مساعدات بقيمة 40 مليون فرنك سويسري وقروضا بقيمة 60 مليوناً، لكنها تتوقع ألا يتم تعويض 30 مليوناً منها.
تحديات الفنادق:
سجلت فنادق جنيف انخفاضا معتبرا في الحجوزات، ويعد هذا القطاع من أكثر القطاعات التي ستتأثر خلال الفترة المقبلة، ووفق «لاتريبون دوجنيف»، فإن الصيف يبدو قاتما بالنسبة للفاعلين المحليين بسبب غياب السياح، خاصة الخليجيين منهم، وعزوف السويسريين عن قضاء فترة الصيف في المدن، إذ يفضلون التوجه الى جبال الألب حيث الهواء النقي. وقال مدير فندق ريشموند، أندري شوميناد: «لقد وضعنا عروضا بأسعار تفضيلية، لكنها حتى الآن لم تؤت ثمارها، الوضع الاقتصادي مقلق جدا ولست الوحيد الذي أقول ذلك، فالحدود مغلقة وكل الأحداث الكبرى التي كانت تشغل فنادق المنطقة تم إلغاؤها». من جانبه، رئيس جمعية فنادق جنيف، تيري لافالي، توقع انخفاض رقم أعمال فنادق جنيف هذه النسبة بنسبة 75 في المئة، ووفق دراسة حديثة صدرت عن المدرسة العليا للإدارة والسياحة في سويسرا، فإن ثلث المؤسسات الفندقية مهددة بالإفلاس. ويضيف تيري: «منذ أربعة شهور لم نسمع إلا الأخبار السيئة والخبر المفرح الوحيد هو تنظيم معرض جنيف الدولي للساعات في 2021». وتعد سياحة العمل ضرورية جدا بالنسبة لمدينة جنيف علاوة على الفنادق، فالمنظمات الدولية التي يقع مقرها في المدينة السويسرية تستقطب سنويا ليس أقل من 200 ألف شخص. وتقول صوفي دوبوي، رئيسة مؤسسة جنيف للسياحة، ان 70 في المئة من زبائن قطاع السياحة في جنيف، هم من الأجانب. وتضيف: «لا نستطيع إنقاذ الاقتصاد وما علينا القيام به هو الصبر ودعوة سكان المدينة لدعم المطاعم وتجار المنطقة والسفر داخل البلاد». وتراجع التردد على المطاعم والمتاجر بشكل كبير، ووفق دراسة أجرتها مؤسسة غاسترو سويس، فإن 40 في المئة من مطاعم جنيف تفكر في غلق أبوابها مجددا في يونيو المقبل.
في غضون ذلك، قال رئيس جمعية مقاهي ومطاعم وفنادق جنيف لوروان تارلانشون: «المناطق السويسرية الناطقة بالفرنسية هي الأكثر تأثرا بمرض فيروس كورونا المستجد مقارنة بسويسرا الألمانية، لأن العودة كانت بطيئة جدا، وأي صاحب مطعم يمكن أن يقول لكم ان رقم أعماله في تراجع، علينا أن نبتكر ونتكيف مع عادات الاستهلاك الجديدة، فخدمة التوصيل لا تزال تقاوم رغم إعادة فتح المؤسسات». والمعاناة نفسها تؤرق تجار جنيف، فطارق آدم، صاحب ورشة الخياطة «بيرانس»، قرر التوقف عن ممارسة هذا النشاط في منتصف مايو الماضي. وتتخصص هذه العلامة منذ 2007 في خياطة البدلات والقمصان على المقاس، وهي من تؤمن منذ سنوات بدلات أفراد فريق جنيف لكرة السلة وناديها لكرة القدم، لكنها لم تجد جمهورها خلال الازمة. وقال آدم لصحيفة لاتريبون دو جنيف: «تراجع نشاطنا بنسبة 40 في المئة في فبراير الماضي، لقد كان شهرا الإغلاق القسري قاتلين بالنسبة لنا، وهكذا تبخر الحلم الذي كان يكبر». وآدم ليس الوحيد، فدومينيك جبران، صاحبة محل الديكور «بوب إن» في شارع ستاند، قررت إغلاق محلها نهاية العام الجاري. وقالت: «سنرى إن كان الوضع سيتحسن، الأمر صعب جدا بالنسبة لتجارة التجزئة، والناس تعودوا على الشراء عبر الإنترنت، بينما أفضل مقابلة الزبائن والحديث إليهم».