أعلى

 

 

فتحي الشافعي – عالم أسفار: في ظروف استثنائية ومن تحت وطأة جائحة كوفيد-19 المستجد يحتفل العالم هذا اليوم باليوم العالمي للسياحة والذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام. وكان من المقرر أن تشهد العديد من مدن العالم السياحية فعاليات واجواء احتفالية ترفيهية وثقافية للتعبير عن سعادتها بهذا اليوم العالمي الذي تتوحد فيه السياحة العالمية تحت لواء مناسبة واحدة ولكن نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر على السياحة العالمية على الدول والمقاصد السياحية سيكون الاحتفال رمزي. تجدر الاشارة بان هذا اليوم العالمي قد اقرته منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 27 سبتمبر من كل عام، وهو يوماً دولياً للسياحة وذلك في دورتها الثالثة التي أنعقدت في طرمولينوس، إسبانيا، في سبتمببر من عام 1979م، على ان يكون اليوم العالمي للسياحة بداية من عام 1980م.

 

اليوم العالمي للسياحة في سطور:

* يعتبر اعتماد هذا النظام الأساسي علامة فارقة في السياحة العالمية. الغرض من هذا اليوم هو زيادة الوعي بدور السياحة داخل المجتمع الدولي وإظهار كيفية تأثيرها على القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
* في عام 2017م، كان عنوان اليوم العالمي للسياحة هو "السياحة المستدامة". بينما في عام 2018م، كان الموضوع هو "السياحة والتحول الرقمي" وفي عام 2019 كان الموضوع هو "السياحة والوظائف: مستقبل أفضل للجميع". في دورتها الثانية عشرة في اسطنبول، تركيا.
* قرار الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية هو تعيين دولة مضيفة كل عام للعمل كشريك للمنظمة في الاحتفال بيوم السياحة العالمي.
* قررت الجمعية في دورتها الخامسة عشرة في بكين، الصين، في أكتوبر 2003، الترتيب الجغرافي التالي الذي يجب اتباعه للاحتفالات بيوم السياحة العالمي: 2006 في أوروبا؛ 2007 في جنوب آسيا؛ 2008 في الأمريكتين؛ 2009 في أفريقيا و2011 في الشرق الأوسط.
* الراحل إغناتيوس أمادوا أتيغبي - النيجيري، هو من اقترح فكرة الاحتفال يوم 27 سبتمبر من كل عام بيوم السياحة العالمي، وتم تكريمه لمساهمته في عام 2009م.

 

أهمية قطاع السياحة في العالم:

أكدت منظمة السياحة العالمية أن قطاع السياحة حول العالم دعم 319 مليون وظيفة، بنسبة 10% من إجمالى العمالة فى العالم، أى واحدة من كل عشرة وظائف فى جميع أنحاء العالم تعمل بالسياحة، وذلك بعد أن شهدت حركة السياحة العالمية نموا كبيرا خلال العام 2018م. وتؤكد الأرقام الرسمية لمنظمة السياحة العالمية أن المساهمة المباشرة للقطاع فى إفريقيا، أدت إلى توفير فرص العمل لـ9.3 مليون فرصة عمل فى عام 2017، فى حين بلغت 9.6 مليون فرصة عمل بنهاية 2018، وعلى سبيل المثال لا الحصر فى جمهورية مصر العربية ساهم قطاع السياحة فى توفير 2.5 مليون فرصة عمل، أى ما يعادل 9.5٪ من إجمالى عدد الوظائف فى مصر. ومما لا يدع مجالاً للشك فان قطاع السياحة يعتبر من أهم القطاعات التى تخلق فرص عمل وتساهم فى توظيف عمالة جديدة، ورغم الازمة التى يعانى منها قطاع السياحة العالمى هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد الا ان هناك جهود دولية للحفاظ على تماسك منظومة السياحة والحفاظ على العاملين بالوظائف المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بالقطاع. وتعتبر السياحة مساهم فى أهداف التنمية المستدامة، وقد تم الاعتراف بمساهمة القطاع فى خلق فرص العمل على وجه التحديد فى الهدف الثامن حيث ينص على ما يلى: "أنه بحلول عام 2030، وضع وتنفيذ سياسات لتشجيع السياحة المستدامة التى تخلق فرص العمل وتعزز الثقافة والمنتجات المحلية".

 

السياحة الآمنة والصديقة:

كانت السياحة من بين أكثر القطاعات تضرراً من جائحة كوفيد-19، وأدت القيود المفروضة على السفر والانخفاض المفاجئ في طلب المستهلكين إلى انخفاض غير مسبوق في أعداد السياحة الدولية، مما أدى بدوره إلى خسائر اقتصادية وفقدان الوظائف. إن العاملين في الاقتصاد غير الرسمي هم الأكثرعرضة لخطر فقدان الوظائف في قطاع السياحة وإغلاق الأعمال بسبب جائحة كورونا المستجد. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تكون الوجهات الأكثر اعتمادًا على السياحة في الوظائف والنمو الاقتصادي هي الأكثر تضررًا. تمثل أزمة السياحة تهديدًا لمبادرات الحفاظ على الحياة البرية وحماية التراث الثقافي العالمي كذلك، وأدى الانخفاض المفاجئ في عائدات السياحة إلى قطع التمويل للحفاظ على التنوع البيولوجي. ومع تعرض سبل العيش للخطر في المناطق المحمية وحولها، من المتوقع أن ترتفع حالات الصيد الجائر والنهب. ومع إغلاق 90٪ من مواقع التراث العالمي نتيجة الوباء، فإن التراث الثقافي للبشرية معرض للخطر في جميع أنحاء العالم.

 

السياحة والتنمية الريفية 2020م:

ويأتي الاحتفاء بيوم السياحة لهذا العام 2020م تحت شعار "السياحة والتنمية الريفية" مناسبة دولية مع استمرار تداعيات جائحة (كوفيد- 19)، وفي ظل توقعات المنظمة العربية للسياحة والاتحاد العربي للنقل الجوي في سبتمبر الجاري بانخفاض الإيرادات السياحية عالميًا بنسبة 68% خلال العام الحالي مقارنة بعام 2019 بخسائر قيمتها 474 مليار دولار، وعربيًا بنسبة 69.1% أي بنحو 28 مليار دولار في ظل تطلع دول العالم قاطبة إلى استعادة حركة السياحة والسفر العالمية مستوياتها ما قبل جائحة فيروس كورونا، ومواصلة واستئنافها بشكلها الطبيعي كهدف رئيس  نظرا إلى أهميتها في الاقتصادات العالمية.

 

السياحة السعودية واليوم العالمي للسياحة:

تعمل وزارة السياحة السعودية منذ تأسيسها في عام 2000م على تأهيل وتطوير قطاعات السياحة والتراث الوطني في المملكة وإشراك المواطن في العملية السياحية من خلال رفع الوعي الاجتماعي وتثقيف المجتمع وتنميته سياحيا، وتنمية وتطوير وتأهيل المواقع التراثية والوجهات السياحية وتنفيذ البرامج والفعاليات والانشطة السياحية لتحقيق التنمية المستدامة. ولم تألوا وزارة السياحة السعودية جهداً لإضهار المواقع التراثية في المملكة بقيمتها التاريخية وأصالتها، لتعكس البعد الحضاري للمملكة والأهمية الثقافية والاقتصادية.

 

فتحي عبدالغني الشافعي
مدير وكالة عالم أسفار للسياحة والسفر
المنطقة الشرقية – السعودية
الموقع الالكتروني: www.assfar.org
البريد الالكتروني: assfar@assfar.org