برلين الالمانية تزدهر سياحياً
لم تشهد برلين من قبل ما تختبره مؤخرا سياحيا، فهي حطمت الأرقام القياسية في العام 2010 من حيث عدد غرف الفنادق المشغولة وكذلك من حيث الزوار... واليوم تنبت الفنادق في كل مكان، آخرها "ولدورف أستوريا" الذي يعتبر من آخر صيحات الفخامة والترف. قبالة محطة "زولغيشر غارتن" المركزية، عمال منكبون على تلبيس المبنى من الخارج. من المتوقع أن يفتح فندق "ولدروف" أبوابه في كانون الأول/ديسمبر. ومن المزمع أن يكون هذا الفندق المقسم إلى 32 طابقا بعلو 118 مترا أعلى مبنى غرب برلين، على مرمى حجر من ساحة "كودام"، العصب الحيوي للمتاجر في العاصمة الألمانية. ويرتقي هذا الفندق إلى مصاف طموحات مجموعة هيلتون التي تعتزم أن يكون تصميمها الأخير من أجمل المباني وأفخرها في العاصمة الألمانية بالإضافة إلى استقطاب نخبة الذواقة بفضل كبير الطهاة الفرنسي بيار غانيير (الحائز ثلاث نجوم في دليل ميشلان. لكن فندق "ولدورف أستوريا برلين" لا يندرج في عداد 25 فندق قيد البناء في برلين يتراوح تصنيفها ما بين نجمتين وخمس نجوم. في العام 2010، فتحت حوالي عشرين مؤسسة جديدة أبوابها، ومن المزمع افتتاح قرابة 15 فندقا جديدا هذه السنة أيضا بالإضافة إلى "عشرات المشاريع الجديدة المرتقبة للعام 2012، حيث نبلغ 120 ألف سرير مقابل 112 ألف سرير اليوم"، على ما أعلنت الوكالة البلدية "فيزيت برلين. وأشار رئيس بلدية برلين كلاوس فوفيرايت منذ فترة وجيزة إلى أن "السياحة لم تزدهر بهذه السرعة في أية مدينة أوروبية أخرى خلال السنوات الأخيرة".
وقد تخطت برلين في العام 2010 عتبة العشرين مليون غرفة فندق مشغولة والتسعة ملايين سائح نصفهم من الأجانب، مضاعفة بالتالي أداءها منذ العام 2000. وبعد عقدين على سقوط جدار برلين، التحقت العاصمة الألمانية بركب كبرى العواصم السياحة، فتساوت مع لندن في المراتب وقلصت الفارق مع باريس إلى مرتبة واحدة فقط. وتجمع الدراسات على أن العاصمة الألمانية قد حشدت المزايا جميعها بمعالمها التاريخية الراقية مثل الآثار البروسية وإرثها النازي وشقيها الغربي والشرقي، وبفيض الثقافة الفريد من نوعها ونمط عيشها المواكب لآخر الصيحات وسمرها. وتمتاز برلين عن غيرها من العواصم السياحية بأسعارها التنافسية التي تناسب الميزانيات الصغيرة والعائلات. في العام 2010 أثمرت السياحة رقم أعمال بلغ 9 ملايين يورو في العام 2010 مما شجع المشاريع الإنمائية.. من فنادق فاخرة أو غريبة التصاميم إلى نزل مراعية للبيئة أو تلك المنخفضة التكلفة مرورا بالشقق التي يمكن استئجارها لفترات قصيرة. فبرلين التي تضم اليوم 800 فندق تشهد طفرة فنادق، على مختلف أشكالها وألوانها. وبعد افتتاح فندق "سكانديك" الفاخر في ساحة "بوتسدامر بلاتز" مؤخرا، من المرتقب افتتاح فندق "ستو" (5 نجوم) قرب منتزه "تيرغارتن" كان في ما مضى مقرا السفارة الدنماركية. وهو سوف يزخرف بتصاميم حديثة جدا. وتشير الإحصائيات إلى أن برلين التي تأتي أكبر من باريس بتسع مرات من حيث المساحة، تستقطب بالإضافة إلى الألمان أجانب يتزايد عددهم يوما بعد يوم من بريطانيين وإيطاليين وهولنديين وأسبان وأميركيين وفرنسيين وسكاندينافيين.