كل ما تود أن تعرفه عن دير سانت كاترين
مجلة عالم أسفار السياحية الالكترونية | 2021-12-13| Hits [433]
عالم الأسفار - فتحي الشافعي: دير سانت كاترين يقع في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى، بمدينة سانت كاترين. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم. يتربع دير سانت كاترين في أعلى منطقة مأهولة في سيناء بارتفاع 1600 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتحيط به مجموعة من أعلى الجبال في مصر بما في ذلك جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة، ويتميز بمناخ معتدل صيفاً شديد البرودة شتاءً حيث تكسو الثلوج قمم الجبال. تعتبر سانت كاترين أكبر محمية طبيعية في مصر من حيث المساحة التي تبلغ 5130 كيلومتر مربع، كما إنها مقصداً سياحياً يجتذب الحشود من المسافرين من جميع أنحاء العالم لزيارة الآثار الدينية والقيام بسفاري في الصحراء وتسلق الجبال، كما إن الدير يعتبر قطعة فنية فريدة تجمع بين الفسيفساء العربية والنقوش الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية. يفتخر دير سانت كاترين بالعديد من الكنوز والرموز الدينية الأكثر شهرة في العالم بما في ذلك جبل موسى ومقام النبي هارون والشجرة المعلقة، بالإضافة إلى الكثير من الهدايا القديمة التي تم إرسالها من قبل ملوك وأمراء العالم، كما يحتوي على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ورفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير بالإضافة إلى رفات القديسة كاترين. يفتح الدير يومياً من الساعة 9:00 صباحاً حتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية.
القيمة الأثرية:
يحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.
الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره. كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس. ويقوم على خدمة الدير بعض أفراد من البدو. إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية. يلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس عند دخول الدير، وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم الدير. المدخل الوحيد للدير كان باب صغير على ارتفاع 30 قدم، وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات. أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير.
المزارات داخل دير سانت كاترين
– كنيسة التجلي: تعد النقطة المحورية في الدير، وقد بنيت بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان أبن الإمبراطورة هيلانة، الكنيسة لديها باب خشبي ضخم عليه نقوش متقنة يقود إلى القاعة الضخمة التي تغطي جدرانها اللوحات الدينية، يستطيع الزوار رؤية المحراب المذهب الذي يعود تاريخه إلى عام 1612، والتابوت المزخرف الرائع الذي يحوي رفات القديسة كاترين.
– الشجرة المعلقة: بني دير سانت كاترين حول شجرة يقال أنها شجرة موسى عليه السلام التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، هذه الشجرة لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير حيث جرت محاولات لاستزراعها ولكنها باءت بالفشل.
– الخزانة المقدسة: إلى الغرب من كنيسة التجلي هناك سلالم تقود إلى متحف الدير الرائع والذي يعرف باسم الخزانة المقدسة، ويحتوي على مجموعات من المخطوطات الدينية القيمة بالإضافة إلى لوحة تعود إلى القرن الـ12 وواحداً من أقدم نسخ الإنجيل في العالم.
– مسجد الدير: الجدير بالذكر أن هناك مسجد صغير، قام الحاكم بأمر الله وهو أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر، على أن البعض وخاصة من المستشرقين يفسرون ذلك على أنه شكل من أشكال فرض السيطرة الإسلامية في ذاك الوقت، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور -الذي يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات.
– المكتبة: تقع في الطابق الثالث من مبنى قديم جنوب الكنيسة، وتتكون من ثلاث غرف تحوي آلاف الكتب والمخطوطات، بالإضافة إلى 2000 من لفائف البردي المكتوبة بلغات متعددة مثل العربية واليونانية والقبطية والسلافية والسريانية والجورجية والأرمنية والعبرية، ومن أهم مقتنيات مكتبة الدير الطبعة الأولى لكتب أفلاطون وهوميروس.
المزارات خارج دير سانت كاترين
– جبل موسى: يبلغ ارتفاع هذا الجبل 2285 متراً، الوصول إلى قمته رحلة شاقة تستغرق حوالي أربعة ساعات من خلال طريقان احدهما طريق حاد عبارة عن 2500 درجة حجرية والآخر عبارة عن مسار من الحصى في نهايته 500 درجة، وتحتوي القمة على كنيسة صغيرة بنيت عام 1930 ومسجد صغير بالإضافة إلى المنظر الرائع لقمم الجبال المحيطة التي تطفو فوق السحاب، وينصح الزوار بصعود الجبل قبل شروق الشمس.
– جبل سانت كاترين: أعلى جبل في سيناء حيث يبلغ ارتفاعه 2642 متراً، الصعود إلى قمة الجبل يتطلب لياقة بدنية جيدة وفي الأعلى تجلس كنيسة صغيرة، ويمكن للزوار مشاهدة خليج العقبة إلى الجنوب الشرقي والجبال العربية.