أعلى

  

 

أين هي الأزمة في اليونان؟ ربما تحجب الطبيعة الخلابة للبلاد صور التشاؤم، لكن بالنسبة إلى زائر سائح متفرغ، فإن الأزمة لا تبدو مرئية في أي مكان. وبالتأكيد لم يكن ممكنا رؤيتها في الجزر حيث المقاهي الفاخرة لا تتقاضى مبلغ زهيد مقابل علبة مرطبات، الأمر الذي يشجعها على إبقاء أبوابها مفتوحة حتى ساعة متأخرة من الليل في آخر موسم الصيف. والزوار ليسوا جميعهم من السياح الأجانب، ففي جزيرة هيدرا التي تبعد ساعتين عن مدينة بيرايوس كان معظم الزوار من اليونانيين.

 

  

 

يقول يوناني فيما هو ينتظر مشاهدة حفل موسيقي: " اثنيا تحترق، لكننا بخير هنا"، وفي طريق جانبي في جزيرة سيروس العاصمة القديمة للشحن، وحيث يجري تعبيد الطرق بالرخام غالي الثمن، يتحدث موظف سابق في الخدمة المدنية عن العاصفة الاقتصادية ، فيقول عن جهود التضييق على النظام الضريبي المختل للبلاد: "لن يتغير شيء هنا". وفي بريطانيا، في المقابل، يبدو التشاؤم سائدا، علما ان البلاد لم تصل بعد إلى مرحلة الركود الاقتصادي، لكن في اليونان، فإن الجميع يعتقد أن القلق حيال مستقبل بلادهم المالي لا يعنيه. ربما لان اليونانيين متمرسون على استضافة السياح، فلا يشعرون الضيف بالخوف الذي ينتابهم. لكن الأمر لا يبدو كذلك، فالطبيعة قد أنعمت عليهم بالجمال كما هو حال الشعب الألماني، وبالتالي لماذا القلق؟ والإشارة الوحيدة التي تدل على القلق هو صوت المسبحة التي يحملها الرجال من كل الأعمار، والصوت على ما يبدو يشعرهم بالرغبة في التدخين أكثر مما يشعرهم بالخوف من تخلفهم عن سداد الديون.