المنستيرالتونسية مدينة سياحية بامتياز
بغض النظر عن الظروف التي خدمت مدينة المنستير (نصف مليون ساكن) وجعلتها منتجعا سياحيا بامتياز، ومركزا تعليميا لا نظير له في تونس، لكونها ظلت وعلى مدى يزيد على 50 سنة مدينة الوزراء والحكام في تونس، فمن بين 18 وزيرا في عهد بورقيبة كان عدد الحقائب التي تمنح لمدينة الرئيس 15 حقيبة. ليس ذلك فحسب، بل إن 80 في المائة من ميزانية الدولة كانت تصب في تلك المناطق (المنستير وبقية الشريط الساحلي على مستوى الوسط وحتى حد الشمال الغربي. لقد جعلت السلطة السابقة في تونس من المنستير، مدينة من فئة 5 نجوم، وهي اليوم أجمل مدينة في تونس، وأكثرها ثقلا سياحيا وتعليميا. إذ إن الكثير من السياح يؤمون المنستير بحثا عن الهدوء والراحة، وعن الهواء النقي، فهنا لا يوجد دخان عوادم السيارات، ولا ضجيج محركات الدراجات النارية، ولا اكتظاظ الذي هو سمة الكثير من المدن. ورغم توفر الدراجات ذات العجلات الأربع، وأماكن الجري، واستخدام الخيول وحتى الجمال للتنقل بين منتجعات المنستير الكثيرة والبالغة رقما كبيرا (نحو ألف منتجع).
رغم ذلك هناك الكثير مما يمكن للزائر أن يلاحظه في المنستير، وأول ما يلمسه هو الهدوء التام، والنظافة التي تشكو من غيابها مدن كثيرة في العالم بما في ذلك بعض المدن التونسية. ومدينة المنستير، التي تبعد 24 كيلومترا عن مدينة سوسة و80 كيلومترا عن مدينة القيروان التاريخية، مدينة تاريخية يعود تأسيسها للقرن الرابع قبل الميلاد، حيث كانت تسمى في العهد الفينيقي بـ«روسبينا» وأطلق عليها اسم المنستير في العهد البيزنطي، ثم الروماني بعد سقوط قرطاج في 146 قبل الميلاد، بل قبل ذلك بمائة سنة، حيث خاض فيها يوليوس قيصر أول معاركه التي تكللت بالنجاح، وظلت تونس مستعمرة رومانية حتى قدوم الفاتحين المسلمين في العقد الخامس للهجرة الموافق للقرن السابع الميلادي، وقضوا على القائد الروماني جرجير، وطردوا البقية إلى ما وراء البحار، واتخذ المسلمون المنستير حصنا بحريا لحماية العاصمة القيروان في ذلك الحين. وتزخر المنستير بالكثير من النزل (من جميع الفئات) ومعظمها منتجعات سياحية، من بينها منتجع، أوريونت بالاس، الواقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ويحتوي على 5 مطاعم فاخرة ومتنوعة، ومسابح داخل الغرف وخارجها وخدمات فندقية من أرقى ما تفتقت عنه ذهنية صناعة الترفيه في العالم. وتتمتع غرف منتجع أوريونت بالاس، على شرفات مطلة على البحر وعلى الطبيعة الغناء، وعلى شوارع هادئة فتعطي للزائر الانطباع والشعور الذي ينتاب زائر البحر والغابة والمدينة في نفس الوقت.
ويجد عشاق التنس والمولعون بكرة الطائرة والغولف ورماية السهم والمتيمون بالساونا، والمعتادون على الجري وممارسة الرياضة واللياقة البدنية صباحا أو مساء وفي كل الأوقات ضالتهم في المنتجع الكبير. كما يوجد فندق «مونستير تسنتر» وهو من الفنادق الجميلة وتحتوي غرفه الـ186 على جميع الخدمات الإعلامية، وتحيط بمسباحه كراس للاستلقاء وأماكن مخصصة لهذا الغرض. وهناك فندق الصحراء، والذي تطل غرفه التي تزيد على الألف غرفة على الحدائق الجميلة الغناء التي تميز مدينة المنستير عن سائر المدن الأخرى، وهو كغيره من فنادق المنستير يوفر أماكن لممارسة الهويات المختلفة. وهناك غير بعيد، فندق مازري الذي يطل على البحر هو الآخر، والقريب من ميناء المنستير، والذي يطلق عليه البعض في تونس «المرسى»، وهو قريب أيضا من المطار ومن مرفأ المدينة الرائعة. وبالفندق 52 غرفة نوم و3 أجنحة، وتمتاز غرفه بلوحات ورسوم متنوعة تدخل الطبيعة إلى غرف نوم الزوار. ويمكن للزائر الحصول على أماكن خاصة به وبأسرته على البحر ككوخ بحري من القش وكذلك استئجار دراجة أو سيارة. وجميع فنادق المنستير تتوفر فيها خدمات المكيفات ويمكن التحكم في مستوى درجة الحرارة داخل الغرف. وهناك غير بعيد، تقع عشرات الفنادق من بينها فندق طلاس فيليج سكانس، الواقع على مساحة 15 هكتارا، وهو الآخر على شاطئ البحر، وتحيط به حدائق خضراء تحمر خجلا في أطرافها أو تصفر ذوابانا في خدمة زائريها أو تأخذ ألوانا مختلفة حسب الموقف الذي اختاره زارعوها لتعبر هي بألوانها عنه. وغرف الفندق البالغة 486 غرفة واسعة ومريحة، وتتناسب مع جميع الأذواق.
كما توجد به 5 مطاعم تحتوي على كل ما لذ وطاب وما تفتقت عنه الذهنية المحلية والعالمية من أصناف الأطعمة. كما توجد بالفندق ملاعب لرياضات مختلفة، ومركزا للعلاج. وتتمتع المنستير بكورنيش غاية في الروعة. والمار من كورنيش المنستير لا يستمتع بالهواء النظيف والنسيم العليل فحسب، بل يستعرض الكثير من المشاهد التي تتراءى له تباعا وهو يهرع على بساط من الآجر (البلاط) الرفيع كخيل جامحة، أو يمشي الهوينى في تأمل سقراطي عميق. فهنا مقام العالم الجليل المازري، وهناك جزر وتلال وسط البحر لا يمكن الوصول إليها سوى عبر عبارات أو زوارق أو سباحة، وتضم هذه الجزر والتلال أماكن للترفيه ومطاعم ومقاهي. وقد لا يضطر الزائر للذهاب لتلك الأماكن سوى لإشباع الفضول، إذ إن تلك المطاعم والمقاهي الجميلة والنظيفة منتشرة على طول الكورنيش الجميل وأجمل ما فيه نظافته وخلو أطرافه من النفايات، حتى أعقاب السجائر لا يمكن رؤيتها في ذلك المكان الساحر.