أعلى

من يتحدث عن اسطنبول وجمالها الطبيعي لا يمكن أن تغيب عن مخيلته حدائقها الجميلة وأهمها على الاطلاق «يلدز» التي تعتبر من المعالم التاريخية الطبيعية للمدينة. وتتمتع حديقة (يلدز) بمساحات شاسعة على ضفاف البوسفور تعانق اسطنبول بأشجارها العتيقة التي جمعت من كل أنحاء العالم وأزهارها التي تحمل المكان بألوان زاهية زاوجت الطبيعة في فسيفساء ربانية.ويوجد بالحديقة محال لبيع الزهور وشتلات الزينة كما تنتشر النوافير في الحديقة التي يوجد بها أيضا مكان جميل للجلسات العائلية. وهذه الحديقة هي الأولى في اسطنبول التي تمكنك من مشاهدة جميع الزهور التي تشتهر بها تركيا في مكان واحد.ويقول المسؤول في بلدية اسطنبول الكبرى بهيتار أكن «ان هذه الحديقة الجميلة تمتد من عهد السلاطين وبالأخص في عهد السلطان عبدالحميد الثاني الذي كان مغرما ببناء وتنسيق الحدائق الجميلة». وأشار الى أنه تم انشاء هذه الحديقة الخيالية حول قصر (يلدز) على مساحات كبيرة وتم تنسيق الحديقة من جانب مهندسين معماريين وزراعيين أضافوا لمساتهم السحرية لبناء لوحة خلابة تتخللها النوافير المائية وبعض الأنهار الصناعية الجارية والبحيرات وتم جمع النباتات والزهور لزراعتها فيها من كافة أرجاء العالم. وأضاف أن هذه الحديقة تسحر عشاق الطبيعة بجمالها فتدفعهم الى السير على أقدامهم لاكتشاف كل بقعة فيها واستنشاق رائحة الورد والتربة ومتابعة مجموعات من الأسماك والبط وهي تلاعب بعضها بعضا.

 

كما أن زائر حديقة «يلدز» بإمكانه تناول وجبة الغداء دون الحاجة الى البحث عن مطعم آخر لاسيما أنه في أعلى ربوة في الحديقة يقع مطعم القصر وهو مطعم فخم يجعلك تشعر وكأنك قد غادرت زمانك الى أزمنة بعيدة بفضل ديكوراته الرائعة وطاولاته وزخارفه ومراياه المعلقة على طول الجدران باطاراتها الفضية والبرونزية. كما أن الزائر في هذا المطعم التاريخي مخير ما بين معانقة الماضي وتناول الغداء بالداخل في احدى الصالات أو معانقة الطبيعة على احدى الطاولات في العراء وقد زينت المكان نباتات غاية في الجمال وسط رؤية جزء كبير من الحديقة من الأعلى. يعرض المطعم لزائريه مقصفا مفتوحا يضم مختلف أنواع المأكولات التركية وعلى الخصوص الكباب وأيضا مختلف أنواع السلطات والحلويات ما يجعل الزائر يستمتع تحت الأشجار بأكلات طبيعية لن ينساها. وتعج الحديقة بآلاف الزائرين من مختلف الجنسيات يتمتعون بأشجارها النادرة والكثيفة حتى يكاد المرء يتخيل نفسه حينما يتوغل بين ممراتها وكأنه في غابات الأمازون. كما يتمتع الزائرون بالمساحات الشاسعة التي غطتها أزهارها الجميلة في ظل قانون تركي يعاقب كل من تسول له نفسه قطف وردة واحدة ما ساهم في الحفاظ عليها. انها مكان رائعة لاستعادة اللياقة البدنية والراحة النفسية حيث تمنح الزائر فسحة لتأمل الطبيعة وملامسة جمالها مباشرة. وحديقة يلدز توفر أيضا للمترددين عليها فضاء كبيرا لمختلف أنواع الأشجار التي تتشابك في شكل يجعل الزائر يتابع لوحة فنية رائع تمتزج فيها زقزقة العصافير مع اشعة الشمس المنبعثة وهي تخترق الفراغات بين أوراق النباتات والأشجار الباسقة. كما تضم قصر (يلدز) الذي استكمل بناءه عبدالمجيد الثاني في نهاية القرن التاسع عشر وهو بناء ضخم يبرز الرفاهية التي كان السلطان يعيش فيها ومن ساحاته يمكن التمتع بمشاهدة أجمل المناظر لمضيق البوسفور. وفي هذه الحديقة يتمتع الزائر بمنظر ساحر يجمع بين ثناياه أروع مفردات الطبيعة في آن واحد ومنها الشجر والماء والورد وتغريد العصافير انها لوحة فنية طبيعية تأخذه الى عالم آخر من الهدوء والاسترخاء بعيدا عن زحمة وضجيج المدن.