أعلى

 

 

وضعت "الاتحاد للطيران"، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، قدمها في سوق الطيران الأوروبي بعد أن أصبحت أكبر مساهم منفرد في طيران برلين، سادس أكبر شركة طيران على مستوى أوروبا. لكن الاتفاقية - التي أنقذت بموجبها الشركة الفتية التي باشرت أولى رحلاتها عام 2003 "إير برلين"، ثاني أكبر شركة طيران في ألمانيا بعد "لوفتهانزا"، من الإفلاس - أثارت تحفظات بعض "الخبراء" الذين تحدثوا عن مخاطر هذه "الشراكة الحافلة بالمشاكل" و"الصفقة ذات حدين"، كما جاء في عدة صحف غربية، وبالذات الألمانية. وكانت "الاتحاد للطيران" أعلنت عن إبرام اتفاقية تقضي بزيادة حصصها في "طيران برلين" إلى 29،21 في المائة، مما اعتبره مسؤولو الناقل الإماراتي "خطوة إستراتيجية مهمة" تهدف إلى ربط وجهات الشركتين، إلى جانب "منح المسافرين فرصة هائلة للاستفادة من 239 وجهة موزعة بين 77 دولة في مختلف ربوع المعمورة". 

 

‏وبهذه الاتفاقية تصبح "الإتحاد" أول شركة منافسة من الخليج تساهم في شركة طيران مدنية أوروبية. ‏واتفق العديد من الخبراء الذين تحدثوا إلى صحف ألمانية وبريطانية وفرنسية وأميركية على أنه بهذه الصفقة ستفتح الباب أمام "إير برلين" للرحلات البعيدة عن طريق ‏أبو ظبي وتساعدها في التخلص من ضائقتها المالية وتعطيها المزيد من الوقت لمعالجة مشاكلها الهيكلية لرفع مستوى كفاءتها في أعقاب الخسارة التي منيت بها بسبب ارتفاع ‏أسعار الوقود وتراجع الطلب على السفر إلى شمال إفريقيا. ‏‏أما بالنسبة لـ"الاتحاد للطيران"، كما أشارت مجلة "ستيرن" الألمانية، فإن "الصفقة مع طيران برلين هي خطوة في طريق إستراتيجيتها ‏الكبيرة في توسيع قطاعي السياحة والتجارة في أبو ظبي للتقليل من الارتباط بالبترول". لكن مجلة "شبيغل" الألمانية قالت إن الخبراء بأغلبيتهم يتحفظون في إعلان فرحتهم ‏بالصفقة التي، في رأيهم، ليست كافية لإنقاذ طيران برلين على المدى البعيد وأن "إيجابيات هذه الصفقة ستعود بشكل أساسي للعرب الذين سيستفيدون من شبكة طيران برلين القوية في ألمانيا إضافة إلى فروعها في النمسا وسويسرا‏".وتحدث أحد الخبراء عن "‏خطر آخر يهدد طيران برلين بسبب هذه الشراكة المعقدة، وهو يتمثل في أنها قد تغلق الطريق أمامها عند ‏الدخول في تحالفات عالمية هامة".