أعلى

 

 

تمتلك محافظة دير الزور العديد من المقومات السياحية البيئية لإقامة مشروعات سياحية ناجحة تشكل مصدرا اقتصاديا هاما وتفتح آفاقا جديدة لتوظيف الأموال وتوفير فرص العمل بما يحقق التنمية المستدامة في المحافظة.  وتتمتع المحافظة بتنوع حيوي وبيئي حيث تضم طيفا واسعا من أنواع الطيور والنبات والحيوان والأسماك وفيها نظامان بيئيان مختلفان هما نهر الفرات والبادية التي تشكل أغلب مساحة المحافظة وتحتوي على الجبال والسهوب وتتوفر فيها المياه الجوفية والعديد من الأوابد الأثرية والمعالم التاريخية والحرف اليدوية التقليدية المتعلقة بالمسكن والملبس والمطعم والمشرب والصناعات الغذائية المعتمدة على الموارد المحلية من منتجات الأغنام والجمال.  ويقول المهندس الزراعي أحمد عصام آيدك الباحث في شؤون التنوع الحيوي إنه تم توثيق نحو 250 نوعا من الطيور و 122 نوعا من النبات و 17 نوعا من الثدييات و 10 أنواع من الزواحف و 34 نوعا من الأسماك في بادية المحافظة التي تضم الفيضات والصبخات وهي مناطق منخفضة يتجمع فيها الماء وذات تربة طينية تستقطب الطيور المهاجرة كالبشروت الوردي وأخرى مقيمة كالخواخات.

 

وأشار المهندس عامر رداوي مدير مشروع تنمية البادية في المحافظة إلى أن العديد من المناطق تمتلك عوامل الجذب لإقامة المشروعات السياحية فيها مثل جبل البشري الذي يرتفع 854 مترا عن سطح البحر ويتميز بطقسه المعتدل وتركيبته الصخرية الرملية الملونة وتنوع النباتات والشجيرات والأزهار التي تنمو على سفحه إضافة إلى المنطقة الواقعة بين كباجب والهريبشة والتي تتميز بتربتها الرملية الناعمة الصالحة لإقامة رياضة التزلج على الرمال وغنى هذه المنطقة بنبات الكمأة الذي يشكل عامل جذب سياحي وتجاري هام ومنطقة الدفينة التي تحوي في باطنها مياها كبريتية يمكن استثمارها بإقامة الحمامات الكبريتية إضافة إلى توفر العديد من أنواع النباتات والأعشاب التي تنمو في بادية المحافظة والتي تمتلك قيمة طبية عالية مثل نباتات القيصوم والعازر والشيح الأبيض والحنوة وغيرها من النباتات. ودعا الرداوي إلى إقامة المحميات الطبيعية في بادية دير الزور لتضم الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات والطيور التي تعيش في البادية مثل أشجار البطم الأطلسي والغزلان وطيور الحباري واستثمار تلك المحميات في مجال السياحة البيئية إضافة إلى إحياء الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية ومنع الحراثة العشوائية والرعي الجائر وتنظيم عمليات الرعي والصيد خلال أوقات محددة منعا من انقراض أي من أنواع الحياة البرية وحفاظا على سلامة الموائل الأصلية لها وبالتالي الحفاظ على التنوع الحيوي في بادية المحافظة وإقامة محطات تحلية المياه على الآبار ودعم الصناعات المحلية. وأشار إلى أهمية دور السكان المحليين في السياحة البيئية وضرورة العمل على رفع الوعي البيئي والسياحي لديهم وتمكينهم من استخدام الموارد الطبيعية واستثمارها بشكل مستدام وإكسابهم مهارات التعامل والتواصل مع الزائرين والسياح لافتا إلى ضرورة مشاركة وتعاون مختلف الجهات المعنية بالزراعة والبيئة والموارد المائية وتنمية البادية والسياحة في التأسيس للبنى التحتية اللازمة للقيام بالمشروعات المتعلقة بالسياحة. 

 

من جهته أشار المهندس محمد نويجي معاون مدير السياحة في دير الزور إلى موقعين مطروحين للاستثمار في بادية المحافظة هما موقع البانوراما غرب مدينة دير الزور ويبعد مسافة 11 كيلو مترا من مركز المدينة ويقع على مساحة 100 دونم ويتصف بمناخه المعتدل على مدار سبعة اشهر من السنة وقربه من الطريق العام والتجمعات السكنية وتوفر الخدمات الأساسية فيه من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف والطرق ويصلح لإقامة المخيمات والاستراحات الطرقية.  وأضاف أن الموقع السياحي الثاني المطروح للاستثمار في جبل البشري ويبعد مسافة 100 كيلو متر عن مركز المدينة ويقع على مساحة 50 دونما ويتصف بمناخه المعتدل وهوائه اللطيف وتخديمه بالطرق المعبدة الرئيسية التي تربطه بمدينة دير الزور ويصلح لإقامة المخيمات ومناطق الصيد البري وخاصة في فصلي الربيع والصيف . وبين أن المديرية أعدت برنامجا استثماريا لإقامة المنتجات السياحية ذات الطابع البيئي والتراثي في المنطقتين المذكورتين يتضمن إقامة الفنادق والمطاعم والمحال التجارية والمناطق الخضراء المفتوحة والمسطحات المائية وحدائق الألعاب ومركز الاستعلامات السياحي ومقهى الانترنت إضافة إلى تنظيم نشاطات التخييم وإقامة مضمار لسباق الخيل والهجن ومجمع رياضي ومسبح .

 

وأشار معاون مدير السياحة إلى أن بعض المستثمرين قدموا طلبات ترخيص لاستثمار عدد من الجزر النهرية في المحافظة لإقامة مطاعم و نزل خشبية وحدائق بيئية وألعاب أطفال وحدائق حيوان وطلبا آخر للترخيص لإقامة مطعم عائم هو عبارة عن سفينة نهرية تعمل كمطعم يجوب نهر الفرات وجميع هذه الطلبات قيد الدراسة. ولفت نويجي إلى أهمية التوسع في السياحة البيئية في المحافظة لتأخذ جوانب متعددة من الاستثمار السياحي كالمطاعم العائمة وتنظيم الرحلات بالسفن النهرية واقامة النزل في الجزر النهرية وفرش بعض الأماكن الصالحة للاستجمام في جانبي النهر بالرمال لتكون مشابهة لشاطئ البحر وإنشاء كورنيش رملي وتشجيع إقامة المخيمات قرب النهر لافتا إلى أهمية تجهيز البنى التحتية اللازمة لذلك بإنشاء المرافئ النهرية وتأهيل سرير نهر الفرات وتنظيفه وتحسين واقع ضفافه وتجريف النهر في المناطق الضحلة لضمان سير الزوارق النهرية وإزالة الطمي من مجاريه بما يكفل تحقيق المنسوب المتوازن في تلك المجاري وضمان ممارسة الأنشطة والألعاب النهرية فيه بشكل مريح ودائم . ودعا إلى إقامة المشروعات السياحية في بادية المحافظة كالنزل والمخيمات والمطاعم والاستراحات ومراكز الزوار ومشروعات إنتاج وتسويق الحرف اليدوية التقليدية وتنظيم النشاطات المرتبطة ببيئة البادية كالجولات على الجمال والأحصنة وممارسة المشي وفق مسارات محددة وأن تكون تلك المنشآت مستوحاة من البيئة المحلية للبادية وتنسجم مع الخصائص الاجتماعية والثقافية فيها بحيث تبرز في بنيانها وتجهيزاتها صورة الحياة في البادية وتقدم لنزلائها وروادها ما يجذبهم ويقدم لهم الراحة والمتعة مع إمكانية استخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والاستفادة من المياه الجوفية.