أعلى

 

 

رغم الأجواء الباردة جدا التي تشهدها المدينة المنورة، وعلى عكس السنوات الماضية في مثل هذه الأيام التي تعد خارج الموسم، دبت الحركة السياحية في المدينة المنورة، معلنة مولد موسم عمل جديد لفنادقها وعام جديد ربما لأبنائها الذين يقدمون الخدمة لزوار مسجد رسول الله - عليه الصلاة والسلام.  فمنذ انتهاء موسم الحج الماضي في منتصف المحرم وحتى الأيام القليلة الماضية, كانت الحركة السياحية في المدينة أكثر برودة وهدوءا من أجوائها خاصة في اتجاه المسجد النبوي الشريف، حيث تزامن دخول فترة توقف إصدار تأشيرات العمرة مع فترة إجازة المدارس للنصف الأول من العام، مما أدى إلى انخفاض عدد زوار المدينة النبوية وصولا لتسجيل نسب متدنية في إشغال الفنادق .. لكن الفترة الحالية جاءت لتنقذ نوعا ما القطاع السياحي من خسائر أكبر، حيث شهدت بداية هذا الأسبوع حركة للطلب على الفنادق في المنطقة المركزية بالارتفاع وصولا لتحقيق نسبة 50 في المائة، وهو ما أكده لنا عبد الغني الأنصاري رئيس لجنة الزيارة والسياحة في الغرفة التجارية والصناعية في المدينة. ويستثمر أبناء المدينة عادة مثل هذا التوقف السنوي في إصدار تأشيرات العمرة الذي يستمر ثلاثة أشهر في تكثيف الحضور للمسجد النبوي وأداء الصلوات فيه, إذ يشير صالح الفريدي وهو موظف في القطاع الصحي إلى استمتاعه بهذه الأجواء الهادئة نسبيا، حيث الأعداد معقولة والمساحات متوافرة في داخل المسجد على عكس أيام المواسم حيث الصلاة غالبا في الساحات المحيطة بالنسبة لأبناء المدينة الذين يأتون من بيوتهم المجاورة بعد رفع الآذان ليجدوا المسجد وقد امتلأ مبكرا بالزائرين. 

 

وإن كانت هذه الفترة الهادئة مفضلة بشكل أكبر لأبناء المدينة ومريحة بشكل أكبر لكثير من الأجهزة الخدمية المكلفة برعاية الزوار والمعتمرين، إلا أنها فترة غير مفضلة للقطاع الفندقي والسياحي بشكل عام, إذ تنخفض الإيرادات بشكل واضح تبعا لانخفاض الحركة السياحية مع توقف إصدار تأشيرات العمرة حتى مطلع الشهر الهجري الثالث.  وهنا يقول الأنصاري: إن تحقيق هذا الرقم في إشغال فنادق المدينة المنورة في هذا التوقيت بالذات يعد سابقة، إذ لم تبلغه الفنادق المحيطة بالمسجد منذ انتهاء موسم الحج، لكن الأنصاري أشار إلى أن العطل المدرسية في بعض دول الخليج العربي وعطلة عيد الاتحاد الإماراتي قبل أسابيع كان لها دور ربما في اعتبارها أرقاما تشغيلية مميزة لأيام قليلة في قائمة طويلة من الأيام ذات التشغيل المنخفض للفنادق.