أعلى

 

 

منتزه العين للحياة البرية يوفر فرصة للاستجمام وأخرى للبحث العلمي ضمن أجواء صحراوية لا تخلو من الإثارة. تعتبر حديقة حيوان العين التي أسست عام 1968، منتزهاً برياً يقصده الباحثون والمهتمون من كل بلد. وهي اليوم تضم أكثر من 4000 حيوان من 186 نوعاً. تعطي الحديقة مثالاً على التزام الحكومة بالحفاظ على الحياة البرية على الصعيدين الوطني والعالمي.  ويعكس في الوقت نفسه البعد الثقافي التراثي المتأصّل في دولة الإمارات، إلى جانب الاهتمام بعالم الحيوان. حديقة العين مشروع لبرامج عالمية مهمة للحفاظ على الحياة البرية، وهي عضوٌ في "الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان والأحياء المائية. وتركز الحديقة في اهتمامها بحيوانات مناطق العالم القاحلة، فتهتم بالتكاثر بين بعض الفئات، وتقوم بحماية أخرى مهددة بالانقراض. وتتشارك مع مجموعات كثيرة رائدة في العالم للحفاظ على البيئة، ونشر الثقافة البيئية لدى الشعب الإماراتي والزائرين. ومن هذه المجموعات "الاتحاد العالمي لصون البيئة" و"هيئة البيئة ـ أبو ظبي" و"صندوق الحفاظ على الصحراء" و"حديقة حيوان سان دييغو. من أولى اهتمامات الحديقة، الارتقاء بالمنطقة المحيطة بها، وتحويلها إلى مقصدٍ مستدامٍ جديد، لتشكل ما يسمى بـ "متنزه العين للحياة البرية.

 

ويمنح المتنزه متعتين لزائريه، الأولى متعة التعلّم والاستكشاف، والثانية تلك متعة الجانب الترفيهي منه، في إطار مخطط لجعل منتزه العين أحد أفضل المقاصد السياحية على مستوى العالم. ويفتح المتنزه أبوابه للزائرين على مدار السنة، وفيها يكتشف الزائر خبايا وأسرار كل فصل من فصول السنة. هناك الحياة الصحراوية العربية والآسيوية والأفريقية، ويستطيع الزائر الدخول إليها عن طريق رحلات السفاري التي ينظمها المتنزه، وتستمر لمدة 25 دقيقة تمنح تمنح المشاهد خلالها، تجربة مفعمة بالإثارة وجمال الطبيعة. ويشكل منتزه العين للحياة البرية في مجال البحث العلمي مرجعاً أساسياً في منهج وأسلوب التعليم المحلين وربما العالمي أيضاً. فحديقة الحيوان التي يحتويها، والمتحف الموجود فيه يمنح فرصة لكل من يرغب بممارسة النشاطات التعليمية فيه، مثل الرحلات المدرسية المتوجهة نحوه، والمخيمات التعليمية خلال فصلي الصيف والشتاء. 

 

ويتواجد كل حيوان ضمن بيئة نباتية معينة ينبغي توفيرها له، ما يدفع الزائر إلى الانبهار والاستفادة من تشكيلة نباتات تعود إلى البيئة الطبيعية الأصلية، كالنخيل والصبار مثلاً. وتندرج الأشجار والأعشاب ضمن البرامج التعليمية، كنشاط تعليم زرع الأشجار والبستنة وكل ما يتعلق بالجغرافيا النباتية لتصبح بذلك مخبرا يقدم للمتعلمين حصصا تطبيقية لدروس نظرية تلقاها المتعلم في المدارس والمعاهد. واستطاعت الحديقة طيلة السنوات الماضية، أن تستقطب أعداداً هائلة من الزوّار، فهي وجهة سياحية هامّة في دولة الإمارات نافست بها مشاريع عالمية مماثلة.  وإضافة إلى الجانب البحثي والعلمي، شكّل هذا المكان المقصد الترفيهي الأول لآلاف العائلات الموجودة في الدولة، ومن مختلف الجنسيات. وأنشئ فندق المتنزه، ليضيف جانباً استجمامياً مميزاً تصلح أقسامه للكبار والصغار، ولكافة المستويات والحاجات. ليس من الغريب أن يتواجد مثل هذا المتنزه في مدينة العين، التي يطلق عليها أصلاً اسم "مدينة الحدائق" بمناخها المميز، وسلسلة الكثبان الرملية التي تحيط بها من كل جانب.