أعلى

 

 

في تصريح مبشر بازدهار السياحة في إقليم كردستان كشف وزير البلديات والسياحة سمير مصطفى «أن عدد السياح القادمين إلى إقليم كردستان بلغ العام الماضي مليونا وسبعمائة ألف سائح قدموا من مختلف المحافظات العراقية ودول الجوار، ما در على خزينة الإقليم مبلغا يتراوح بين 500 - 600 مليون دولار». وأضاف «أن الوزارة تستعد خلال العام الجاري لاستقبال أعداد أكبر، ولذلك هيأت الكثير من الخيم والمراكز لإيواء السائحين القادمين خلال الموسم السياحي بربيع وصيف العام الجاري». وتعتبر كردستان منطقة سياحية جاذبة من حيث طبيعتها الجغرافية واستقرارها الأمني، ولكنها تعرضت بسبب الظروف السياسية التي عاشتها خلال العقدين الماضيين إلى إهمال كبير، وغاب عنها السياح الذين كانوا يتدفقون عليها في مواسم الصيف في العقود السابقة، وهذا ما دفع بحكومة الإقليم لمراجعة ذاتية ووضع خطة استراتيجية لإحياء البنية التحتية للسياحة كما فصل ذلك نادر روستي المتحدث الرسمي باسم وزارة البلديات والسياحة، حين أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة وضعت خطة للسنوات الخمس المقبلة تتركز على إيلاء أهمية أكبر بالمواقع السياحية واستحداث مشاريع سياحية بالتعاون مع القطاع الخاص والمستثمرين، وتطمح الوزارة إلى رفع عدد السياح إلى نحو مليونين ونصف المليون سنويا، ورفع عائداتها من السياحة إلى مليار ونصف المليار دولار، وتخطط بالتعاون مع هيئة الاستثمار العليا بإقليم كردستان إلى طرح مشاريع كثيرة تصل إلى حدود استثمار 9 مليارات دولار.

 

هذه الأرقام الطموحة التي تحدث عنها روستي تستند على معطيات هيئة الاستثمار التي أعلنت عن الكثير من المشاريع المطروحة للاستثمار منها بناء مدن سياحية وإنشاء مرافق سياحية كبرى كالفنادق والمتنزهات والمطاعم وغيرها، مؤكدا «أن حكومة الإقليم تعمل من جانبها على إحياء البنية التحتية كالطرق والمواصلات وإيصال خطوط الكهرباء إلى المواقع السياحية وتجديد المرافق التي أهملت خلال السنوات السابقة».ويستعد إقليم كردستان لاستقبال موسم سياحي جيد، خصوصا مع اقتراب حلول أعياد نوروز التي تستقطب بدورها الآلاف من سياح الدول المجاورة، خصوصا من إيران التي يستغل شبابها الكردي انفتاح إقليم كردستان على الثقافات المختلفة لتمضية عيدهم القومي فيها كما في السنوات السابقة. واستعدادا لذلك قال متحدث الوزارة «هيأنا خلال هذا الموسم 10 آلاف من الخيم المؤقتة لإيواء السياح القادمين، خاصة بعد أن عجزت الفنادق والموتيلات من استيعاب الأعداد الهائلة من السياح القادمين من دول الجوار العام الماضي، ومن خلال تجربتنا عملنا هذا العام على زيادة عدد المرافق السياحية، وفعلا نجحنا بزيادة عدد الموتيلات بنسبة 20% والفنادق بنسبة 10% والقرى السياحية بنسبة 5%، وأعددنا أكثر من 10 آلاف غرفة إضافة إلى الخيم المؤقتة التي سيتم توزيعها على السياح في هذا الموسم».

 

وأشار نادر روستي إلى «أن الوزارة أصدرت مؤخرا دليلا سياحيا مهما جدا، هو الدليل الإلكتروني وبحجم صغير يمكن وضعه في الجيب ويمكن استخدامه بـ28 لغة في العالم، وهذا الدليل مؤشر فيه جميع المواقع السياحية في العراق بضمنها المواقع السياحية في إقليم كردستان، وفيه خطوط الطرق والمواصلات التي تؤدي إلى جميع تلك المرافق حسب رغبة حامل الدليل دون أن يحتاج إلى سؤال أحد عن تلك المواقع، كما خصصنا رقما خاصا لاتصال السياح في حال عجزهم عن إيجاد مكان لمبيتهم، حيث سنرشدهم إلى الفنادق أو الموتيلات أو المواقع التي بإمكانها إيواؤهم». وكشف متحدث الوزارة «من خلال تجاربنا المستمرة ولتحسين أداء المرافق السياحية أعدنا النظر بالوزارة بدرجات بعض تلك المرافق، حيث تم تنزيل درجات الكثير من الفنادق وحذفنا نجمات من عدد منها، كما عملنا على تطبيق المعايير الدولية بالنسبة للفنادق من الدرجات العليا». وأشار إلى «أن الوزارة أرسلت 30 كادرا للتدريب في المراكز السياحية المتقدمة بدول العالم، وتعمل حاليا على فتح معهد خاص بالسياحة يشرف عليه الدكتور ماركوس وهو من اليونان، الذي يعمل حاليا على تدريب عدد من أصحاب الفنادق والمطاعم من الدرجات العليا، ويؤمل أن يفتتح المعهد تحت إشرافه في غضون الفترة القليلة المقبلة، لتهيئة الكادر السياحي الذي تنطبق عليه مواصفات ومعايير السياحة المتقدمة في العالم».