أعلى

 

 

الثروات الثقافية لدى كثير من الأمم أصبحت محطات استقطاب للسياح؛ الذين تنصب اهتماماتهم أثناء وصولهم للدولة المقصودة نحو زيارة معالمها؛ والتعرف علي ملامحها الثقافية عن كثب، وهنا تبرز أهمية العمل على تطوير وتحديث المعالم السياحة لأي دولة من دول العالم لتتحول إلى مزارات ثقافية تشبع نهم السياح للمعرفة.  ويهدف هذا النوع من السياحة إلى إشباع الرغبة في المعرفة وتوسيع دائرة المعلومات الثقافية والحضارية والتاريخية لدول العالم ومصر.  وقد نشأت السياحة الثقافية منذ اكتشاف الآثار المصرية القديمة، وفك رموز الحروف الهيروغليفية وحتى الآن لا تنقطع بعثات الآثار والرحالة السائحون ومؤلفو الكتب السياحية عن مصر. وقد صدرت مئات الكتب بلغات مختلفة، وكانت وسيلة لجذب السياح من كل أنحاء العالم لمشاهدة مصر وآثارها وحضاراتها القديمة من خلال متاحفها القومية والفنية والأثرية.

 

د. سيد علي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة قال: لم تعد السياحة الثقافية في وقتنا الحالي مقتصرة في مفهومها على الثروات التاريخية، وإنما أدخلت عليها عناصر جديدة، وذلك باستحداث مناسبات واستغلال ظروف معينة بما يحقق تنويع المنتج السياحي لجذب شرائح جديدة من السائحين والزوار، ينتج الاشتراك في المناسبات بما يصاحبها من تسهيلات السفر ومهرجانات واحتفالات، فرصة مغرية للسفر وأن إحياء الدروب الأثرية المحلية. ويهدف إحياء المسارات إلى توسيع الدائرة السياحية لكي تشمل مناطق متنوعة تحتوي على مقومات سياحية مختلفة، وقادرة على المساهمة في عملية التطوير السياحي.

 

بينما يري د. كمال أحمد بكلية الآثار جامعة القاهرة أن نشاط المراكز الثقافية في هذا المضمار يمكن أن يكون رافداً ناجعاً لتنشيط السياحة الثقافية؛ سواء بالنسبة للسياحة الداخلية أو الوافدة، وتستطيع هذه المراكز أن تقدم العروض والنشاطات الفينة التي تجتذب السائح، من خلال ما تقوم به من نشاطات ثقافية متنوعة كالمحاضرات والحفلات الموسيقية، كما تلعب معارض صور المواقع السياحية دوراً كبيراً في التعريف بها، وخلق التفاعل مع المشاهد الذي يأخذ القرار بالسفر بناء على القناعات والقيم التي يحملها، والتي تدفعه إلى اختيار الجهة المطلوبة للسفر. وتقوم المعارض الخاصة بالحرف والصناعات اليدوية ومعارض الفنون التشكيلية ومعارض الأزياء والمأكولات الشعبية بدور كبير في التعريف بالتراث الثقافي.