أعلى

 

 

يمكن أن تعتبر جزيرة سامسوار الكائنة في شمال سومطرة بإندونيسيا في بحيرة توبا بحق جنة فريدة من نوعها بفضل جوها المعتدل الذي يسمح بتوافر محاصيل الفواكه الاستوائية والخضراوات طوال العام. في مطعم صغير اسمه ماروبا تملكه إيتا مانورونغ يتزايد تلهف الرواد على الطعام بعد أن تبدأ صاحبة المطعم في الطهي على بعد مترين فقط منهم في مطعمها الصغير. ويعد الينسون أحد المكونات المفضلة لديها وكذلك المكسرات. وهي تشرح ذلك قائلة «أفضل شيء تفصيص المكسرات وهي طازجة قبل تقطيعها إلى شرائح رقيقة وقليها مع البصل والثوم والخضراوات». كما يمكن طحن الخليط في هاون ليصبح عجينة مع إضافة بعض الأعشاب والتوابل الاخرى. وليس بالامر الغريب أن مطبخ قبائل الباتاك في جزيرة سومطرة جعلها تشتهر بأنها حزيرة التوابل. الكثير من التوابل التي تستخدمها مانورونغ في مطعمها تزرع في المنطقة التي تقع بجوار المطعم مباشرة. بل توجد شجرة أفوكادو وشجرة مانجو في الشرفة وأيضا إحدى أشجار الفاكهة الاخرى تظلل جدار المطعم.

 

وتتوافر التوابل بكثرة في المنطقة في حين يجري صيد الاسماك بشكل يومي في بحيرة توبا الكائنة على بعد 20 مترا فقط من الباب الرئيسي لمطعم مانورونغ التي تقول «نحن مرتاحون تماما هنا ولا أود العيش في أي مكان آخر». وأقرب مطار يبعد خمس ساعات بالسيارة في ميدان، لكن أي سائح يرغب في القيام بهذه الرحلة سينعم بوجوده في منطقة تقع على ارتفاع 900 متر فوق سطح البحر علاوة على اعتدال المناخ والجو الذي يريح الاعصاب. سامسوار تكونت بعد ثوران بركاني ضخم قبل قرابة 75 ألف عام حيث غطى الرماد البركاني أجزاء من آسيا بارتفاع بلغ نحو تسعة أمتار. أما جزيرة توبا فيبلغ طولها 100 كيلومتر وعرضها 30كيلومترا الامر الذي يجعلها أكبر بحيرة في إندونيسيا وأكبر بحيرة بركانية في العالم. وهناك أكثر من عشرين قرية تنتشر على ساحل البحيرة بينما تتخلل الغابات الهضبة البالغ ارتفاعها 800 متر تقريبا وهي غير مأهولة تماما تقريبا. وعند الوصول بواسطة السفينة يمكن التعرف بوضوح على المساكن التقليدية لقبائل الباتاك التي تأخذ شكل السفينة فور ظهورها من بعيد. وتقول مانورونغ «أجدادي كانوا يعيشون في واحد من هذه المساكن. والجاموس كان مخصصا له أسفل المنزل بينما الاسرة يخصص لها المكان العلوي». أما اليوم فصارت المنازل مزدانة باللوحات الفنية والرسومات المنقوشة بينما صار الجاموس يربى في الحظائر. ويمكن مشاهدة شواهد القبور التي تنتشر في المروج والحقول. والكثير من المنازل هي في نفس شكل مساكن الباتاك. وكلما كانت الاسرة ثرية، كان شاهد القبر يتسم بالبذخ وهذا يتضح أثناء القيام بجولة وسط مساكن الباتاك في أمباريتا. ويقول مرشد المتحف «هنا كان يجري طرح السجناء أرضا وإعدامهم ثم أكل لحمهم». وكتب ماركو بولو والسير ستامفورد عن تفشي عادة أكل لحوم البشر بين قبائل الباتاك ولا تزال المقاعد المصنوعة من الاحجار ترى في ساحة الدار حيث كان يجلس شيوخ القبائل لكي يقرروا مصير السجناء. الادهى من ذلك لا يزال الدم يشكل جزءا من غذاء الباتاك وخاصة في الاعياد إعداد أطباق مثل سانغسانغ وهو عبارة عن لحوم خنزير مطهية في الدم. ويمكن شراء الخضراوات والتوابل من السوق الاسبوعي الذي يقام في بانغوروران.