أعلى

 

تم بفاس إطلاق مشروع تأهيل وإنعاش المدارات السياحية بما فيها مدار الصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لفاس٬ الذي يندرج في إطار مشروع "الصناعة التقليدية وفاس المدينة" الذي تموله مؤسسة تحدي الألفية. جاء إطلاق هذا المشروع خلال ورشة نظمتها وزارة الصناعة التقليدية بتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية٬ خصصت للتعريف بالإطار العام للمشروع وطبيعته وأهدافه وأهم المستفيدين منه٬ وشارك فيها عدد من المحاضرين والفاعلين في المجال السياحي. ويهدف هذا المشروع٬ الذي يمتد لـ13 شهرا إلى استبدال أماكن تواجد عدد من لوحات التوجيه الخاصة بالمدارات السياحية ووضع أخرى جديدة٬ فضلا عن القيام بحملات ترويجية تستهدف السياح المحليين والأجانب.  كما يتوخى إحداث مجموعة من التغييرات على مستوى المدارات الحالية بهدف دمج المراكز الجديدة للصناعة التقليدية وعمليات ترميم المآثر التاريخية التي أجريت مؤخرا أو التي توجد في طور الإنجاز ضمن نسيج المدينة العتيقة لفاس٬ لاسيما ساحة للايدونة وفنادق السطاويين والشماعيين والسبيطريين وبركا٬ إضافة إلى مدرسة العطارين. ومن شأن هذا الورش٬ الذي يندرج في إطار الأعمال التي تقوم بها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس٬ أن يحول المدينة العتيقة للعاصمة العلمية إلى وجهة جذابة ومتميزة٬ وضمان اندماج وانخراط أفضل للصناع التقليديين. كما سيسهم هذا المشروع في تعزيز الروابط القائمة بين قطاع الصناعة التقليدية والموروث الثقافي والتاريخي والمعماري للمدينة العتيقة لفاس٬ وكذا القطاع السياحي٬ من خلال المساهمة في تحسين دخل الصناع التقليديين وخلق المزيد من فرص الشغل بالقطاع.

 

 

وأوضح محمد مفكر٬ الكاتب العام لوزارة الصناعة التقليدية المكلفة بتنفيذ المشروع٬ أن الهدف من تأهيل وإنعاش المدارات السياحية للمدينة العتيقة لفاس يتمثل في "تمكين زوار المدينة من الاطلاع عن كثب على الأعمال المتميزة التي أنجزها الصناع التقليديون داخل ورشاتهم"٬ مضيفا أن نجاح المشروع في مجمله رهين بعقلنة تدبير الوقت٬ وتعبئة كافة الأطراف المتدخلة من سلطات ومنتخبين وصناع ومهنيين. 

 

 

وشدد عبد القادر عمراني مدير مشروع "الصناعة التقليدية وفاس المدينة" بوكالة الشراكة من أجل التنمية٬ التي تدير المشروع٬ على ضرورة احترام آجال التنفيذ والانخراط الفعلي للصناع التقليديين في مختلف المراحل٬ وكذا توسيع المشاورات بين الفاعلين. يذكر أن قيمة تمويل مشروع "الصناعة التقليدية وفاس المدينة"٬ الذي يندرج في إطار الاتفاق الموقع سنة 2007 بين مؤسسة تحدي الألفية والمملكة المغربية تصل إلى ,9111 مليون دولار٬ منها 64 مليون دولار خصصت لتمويل عمليات تهم المدينة العتيقة وتصميم وتحديث وبناء عدد من المواقع التاريخية لمدينة فاس. ويهدف المشروع٬ بالأساس٬ إلى تشجيع النمو الاقتصادي والمساهمة في تنمية قطاع السياحة والصناعة التقليدية وتعزيز ورد الاعتبار للمعالم التاريخية والثقافية والمعمارية للمدينة العتيقة. وقد رصد برنامج مؤسسة تحدي الألفية مبلغا يقدر بـ,5697 مليون دولار أميركي لدعم الجهود التي تقوم بها المملكة في مجالات الحكامة الجيدة ومحاربة الفقر والتنمية البشرية.