أعلى

 

تعتزم شركتا موانئ دبي العالمية واستثمار العالمية تحويل السفينة “الملكة اليزابيث الثانية “كيو إي 2”، أشهر سفن الرحلات البحرية في العالم إلى فندق فاخر يضم 300 غرفة، ونقلها بشكل دائم إلى ميناء راشد. وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس إدارة استثمار العالمية، إن تحويل السفينة (كيو أي 2) التي تمتلكها “استثمار”إلى فندق فاخر، تأتي في إطار استراتيجية الشركة لتحويل ميناء راشد إلى ميناء سياحي متكامل، لافتاً أن الشركة ستطور محطة الركاب الحالية إلى متحف بحري يعرض تاريخ الملاحة في الدولة، ويضم 25 ألف قطعة بحرية أثرية. وأكد ابن سليم خلال مؤتمر صحفي عقد في دبي أمس أن الشركة تدرس حاليا العديد من خيارات التمويل، لافتاً إلى أن الحصول على هذه التمويلات أمر مؤكد في ظل الموقف المالي القوي للشركة والجدوى الاقتصادية للمشروع. وأضاف أن الشركة بدأت في تلقي عروض الأسعار من المقاولين والاستشاريين، وهي العروض التي تحدد بدورها تكلفة تحويل السفينة “كيو أي 2” إلى فندق عائم تمهيداً للبدء في مرحلة التنفيذ.  وأضاف أنه من المتوقع إنجاز تطوير المتحف وتحويل السفينة إلى فندق في غضون 18 شهراً، وخلال هذه الفترة ستواصل السفينة نشاطها كموقع لإقامة الفعاليات الحصرية، والأنشطة السياحية".

 

 

وكانت شركة استثمار التابعة لمجموعة دبي العالمية اشترت السفينة “كيو إي 2”، في صفقة بلغت قيمتها إلى 100 مليون دولار، وتعد السفينة في حد ذاتها وجهة سياحية من الطراز الأول.  ومن المقرر إرساء السفينة بجوار محطة الرحلات البحرية القديمة في ميناء راشد الذي سيصبح المقر الدائم للسفينة، حيث سيتم تحويلها إلى فندق فاخر يضم 300 غرفة، مع مرافق فائقة الجودة، في حين سيتم تطوير المحطة نفسها إلى متحف بحري. وحول اختيار مشغل الفندق من بين العلامات الفندقية العالمية، قال ابن سليم إن شركتي موانئ دبي العالمية واستثمار العالمية تتفاوضا حاليا مع ثلاث مشغلين للفنادق، من بينهم مجموعة “جميرا". وأوضح أنه مع إنجاز مشروع تحويل السفينة إلى فندق فاخر، ستعرض مجدداً مجموعة الأعمال الفنية التابعة للسفينة، وغيرها من الأصول التاريخية المكتسبة التي تراكمت على مدار أربعة عقود من الإبحار كواحدة من السفن السياحة الرائدة عالمياً. ولفت إلى أن عملية تحويل السفينة الأشهر عالميا سيتم جنباً إلى جنب مع إنشاء المتحف البحري المتصل بها، مشيراً إلى أن السفينة التي يبلغ طول السفينة 293 مترا، وكانت تحمل على متنها أكثر من 2900 سائح خلال رحلاتها ستشكل منطقة جذب سياحي رائدة في ميناء راشد، تضاف إلى عوامل الجذب الأخرى بالميناء كوجهة رائدة للرحلات البحرية على مستوى الشرق الأوسط.

 

 

وتقوم موانئ دبي العالمية بتوسعة مرافق ميناء راشد لتلبية الطلب المتزايد على سياحة الرحلات البحرية. وقال ابن سليم إن وجود سفينة (كيو أي 2) في ميناء راشد ستساهم في نمو وتطور المدينة كمقصد سياحي رائد، إذ تعتبر السفينة التي يتبعها العديد حول العالم أيقونية بحرية، مؤكدا أن تطوير المرافق على متن السفينة سيتم مع الحفاظ في الوقت ذاته على صبغتها التاريخية التي تعتبر جزءاً أساسياً من جاذبيتها".  من جانبه، قال محمد المعلم، نائب الرئيس الأول، ومدير عام موانئ دبي العالمية – الإمارات، إن: “تحويل السفينة إلى فندق فاخر في ميناء راشد، جنباً إلى جنب مع المتحف البحري، سيعزز موقع الميناء كمركز رائد للرحلات البحرية، وكذلك أهمية دبي كوجهة سياحية عالمية، وهي خطوة لتطوير الميناء ليصبح مقصداً سياحياً قائماً بحد ذاته". 

 

 

من جهتها، قالت ليلي جيرامي، مديرة المشروع، والمتحدثة باسم “كيو إي 2”: إنه على الرغم من خروج السفينة من خدمتها في مجال الملاحة البحرية إلا أنها لا تزال تتمتع بالهيبة الملكية التي تجتذب الكثير من الاهتمام، حيث تحظى باهتمام وحماسة بالغتين بسبب تاريخها الزاخر، كما أنها لا تضاهى في نمط الفخامة والهيبة. وبلغ عدد السفن التي استقبلها ميناء راشد خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 71 سفينة، على متنها 275 ألف سائحاً، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 145 سفينة و500 ألف سائح بحلول عام 2015، وفقاً لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، الشريك الاستراتيجي لموانئ دبي العالمية. وتشهد سياحة الرحلات البحرية في دبي نمواً سريعاً، إذ استضافت محطة الرحلات البحرية في ميناء راشد خلال العام الماضي نحو 108 سفن رحلات بحرية، تحمل 396554 راكباً. وفي أبريل 2012، رست خمس سفن سياحية في محطة دبي للرحلات البحرية في وقت واحد، على متنها أكثر من 19 ألف سائح، وهو أكبر عدد من الزوار تم التعامل معه في ميناء راشد في يوم واحد. وتهدف عملية التوسعة التي تنفذها موانئ دبي العالمية لجعل ميناء راشد قادرا استيعاب ما يصل إلى سبع سفن رحلات بحرية عملاقة في وقت واحد، مما يساهم في تعزيز مركز دبي على صعيد خريطة السياحة البحرية العالمية. ويساهم تطوير مرافق محطة الرحلات السياحية البحرية في ميناء راشد في دعم استراتيجية دبي طويلة المدى لتحفيز النمو والتنمية في القطاع السياحي المحلي القوي تقليدياً، حيث يتضمن مشروع تطوير ميناء راشد العديد من الفعاليات الترفيهية، والمتاجر والمطاعم، والتي لن تكون قاصرة على المسافرين بحراً فقط، بل ستكون مفتوحة للعامة، للاستفادة منها والاستمتاع بها.