أعلى

 

إندونيسيا تمثل أكبر دولة أرخبيلية "دولة جزر" في العالم بعدد جزر يبلغ حوالي 18 ألف جزيرة بالاضافة إلى آلاف الجزر الصغيرة الأخرى غير المأهولة بالسكان التي لم يتم حصرها ولا يعرف لها أسماء، وتعتبر رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 238 مليون نسمة. دولة بهذا القدر والتنوع تستحق البحث والاهتمام، ومحاولة التعرف على ما يميزها عن غيرها من الدول ووفقا لمقولة "ليس من رأى كمن سمع" فإن أفضل سرد لذلك يكون مصدره شخص شاهد بنفسه كل ذلك.

 

وفي كتاب بعنوان "إندونيسيا أرض العجائب والطرائف" يشركنا مؤلفه الصحفي المصري سامي راتب في التعرف عن قرب على ما تضمه هذه الدولة من مظاهر وأجواء عاشها بنفسه حيث اتيحت له فرصة العمل الإعلامي لنحو اربع سنوات في إندونيسيا التي جذبته وقام بزيارتها مرتين بعد ذلك كانت آخرها في تموز/ يوليو 2011 حرص فيها على تدقيق ما لديه من معلومات قرر ان يتضمنها كتابه. والكتاب، الذي يقع في 120 صفحة من القطع المتوسط وأصدرته مؤخرا دار الإبداع للنشر يتضمن في صفحاته الأولى معلومات وحقائق عن اندونيسيا. وينطلق بعد ذلك في سرد بعض العجائب والطرائف التي رصدها في هذه الدولة ويدعم ذلك بمجموعة من الصور المعبرة الواضحة.

 

ويطلع المؤلف القراء على أكبر سحلية برمائية في العالم تعيش في إندونيسيا، كما يقص عليهم قصة المدينة الفرعونية التي أقيمت في إحدى ضواحي جاكرتا، ويحدثهم عن أكبر زهرتين في العالم تتواجدان في هذه الدولة الآسيوية.. كما يروي المؤلف قيام شاب مصري يعيش في جاكرتا بافتتاح كافتيريا تحمل اسم "التحرير" بالتعاون مع رجل اعمال اندونيسي وذلك تعبيرا عن التعاطف مع ثورة المصريين في ميدان التحرير. وهناك في بعض شوارع العاصمة جاكارتا نظام مروري خاص يحمل عنوان "ثلاثة في واحدة"، يقضي بعدم السماح للسيارات بالمرور في هذه الشوارع في ساعات معينة من اليوم إذا كان عدد الركاب في أي منها أقل من ثلاثة أشخاص.

 

وهذا النظام أوجد مهنة "الجوكي" حيث يقف اشخاص عند مداخل تلك الشوارع ومن ثم تتلقفهم السيارات الخاصة التي يقل عدد ركابها عن ثلاثة أشخاص نظير مبلغ معين من المال وذلك من أجل اكمال عدد الركاب إلى ثلاثة حتى لا تتعرض السيارة لتسجيل مخالفة لها. ويسرد المؤلف لقاءات مع نماذج من اصحاب مهنة "الجوكي" وهي مهنة من لا مهنة له يتحدثون فيها عن أسباب لجوئهم لذلك.

 

ويضم الكتاب بين دفتيه أيضا موضوعات عن غابة للقرود في بلدة أوبود بجزيرة بالي الاندونيسية، وعن السوق العائم بإقليم كاليمنتان الجنوبية الاندونيسي، وعن شرطة مرور قطاع خاص، وعن انسان الغابة الذي عاش 15 عاما مع اسرة من بني البشر والذي انتزعته الشرطة من الاسرة لمخالفتها القانون الذي يحظر تربية الحيوانات البرية وخاصة المهددة بالانقراض بالمنازل، والغريب أن الحيوان مات بعد ايام من فراقه الأسرة وذلك بالإضافة إلى موضوعات اخرى متنوعة.