حجوزات إلى تركيا تحقّق أرقاماً قياسيّة
مع حلول شهر رمضان المبارك، إندفعَ المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجيّ بأعدادٍ هائلة نحو تركيا لقضاء شهر رمضان والاستمتاع بسلسلةٍ من الاحتفالات التقليديّة التي تطبعُ الشهر الفضيل ببصمةٍ خاصّة. وشهدَ الطلبُ على الحجوزات من منطقة الشرق الأوسط إلى تركيا ارتفاعاً هائلاً في العام 2012 ليفوقَ أرقامَ العام الفائت بريقاً. وقد أظهرت الإحصاءات الرسميّة الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحيّة التركيّة إرتفاع عدد السيّاح القادمين من الإمارات العربيّة المتحدّة لتبلغ النسبة 80.34%، ومن البحرين 107.81%، ومن الكويت 104.32% ومن قطر 101.08%. في الواقع، تبلغ حركة السفر لدى المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجيّ أوجها ما بين شهر مارس وشهر سبتمبر، وبمناسبةِ حلول شهر رمضان المبارك في منتصف شهر يوليو هذا العام، فإنَّ مناخَ تركيا المعتدل سيشكّلُ من دون أدنى شكّ مقصداً وملاذاً جاذباً للزائرين الهاربين من حرّ المنطقة الخانق.
وفي هذا الإطار، صرّحَ الملحق الثقافي والإعلامي في المكتب الثقافي والسياحي التركي في دبي، السيّد سيدات غونولو أوغلو، في ما يختصّ بتصنيف تركيا "المقصدَ المفضّل" لدى المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: "تشكّلُ الضيافة التركيّة الأسطوريّة، وثقافة تركيا وإرثها فضلاً عن مطبخها العالمي ومناخها المعتدل عواملَ جذبٍ واستقطابٍ للسيّاح العرب. وبالطبع، لا يسعنا الإغفال عن الدور الرئيس الذي لعبته المسلسلات التركيّة في تعزيز هذا التوجّه". لقد اكتسبت المسلسلات التركيّة شعبيّة لا نظيرَ لها في منطقةِ الشرق الأوسط مع تهافت جموع المعجبين على الشاشات لمشاهدةِ باقة منوّعة من المسلسلات التركيّة على مدى أشهر السنة.
يشكّلُ شهرُ رمضان فترة مميّزة تشهدها تركيا حيث تنصهرُ التقاليدُ بالاحتفالات التي تعمّ أنحاء البلاد لترحّب بالزائرين في جوٍّ احتفاليّ روحيّ. تُقرعُ طبول السحور في أرجاء تركيا لتوقظ الصائمين من أجل تناول الوجبة الصباحيّة المبكرة التي تمنح الطاقة للجميع لكي ينطلقوا بنشاطٍ في يومهم. وتبرزُ الضيافة التركيّة المنقطعة النظير جليّاً خلال هذا الشهر الفضيل. فإذا قرعتَ باب غريبٍ تأكّد بأنّه سيدعوكَ مرحِّباً إلى مائدة الإفطار التي تضمّ من دون شكّ الخبز التركي الصّحي الفريد الذي يخبَزُ خلال شهر رمضان فقط.
تمنحكم إسطنبول خياراتٍ جاذبة لا تحصى ولا تعدّ. سوفَ ينيرُ جامع السلطان أحمد سماء اسطنبول ليلاً بأطيب التمنيّات الرمضانيّة المتأرجحة على الأنوار ما بين المئذنتين طوال شهر رمضان وخلال أيام العيد الاحتفاليّة الثلاثة التي تبشّرُ بختام هذه الفترة الاستثنائيّة. كما يتيحُ مسجد البردة الشريفة الفرصة أمام الزائرين لرؤية المقتنيات الأثريّة والذخائر النادرة التي تعودُ إلى النبيّ محمّد (صلعم). وإذا رغبتم في التلذّذ بأشهى الأطايب والأطعمة التركيّة، إليكم فيشان المقصدَ المنشود الذي يضمّ منصّات بيع وافرة ويعبق بأجواء السوق الاحتفاليّة التي تدعوكم إلى الجلوس وتناول أشهى الأطباق.
أظهرت الأرقامُ والإحصاءات بأنَّ المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجيّ يفضّلون التوجّهَ إلى اسطنبول وبورصة أي العاصمة الأولى للأمبراطوريّة العثمانيّة. يفسحُ تاريخُ بورصة العريق المجالَ أمام الزائرين للغوص في ثقافةِ الأمبراطوريّة العثمانيّة الزاخرة المتجسّدة في عددٍ لا يستهان به من المساجد والأبنية. ويضافُ إلى هذا التاريخ العظيم المناظر الطبيعيّة الخلابة وتقديم الجودة العالية مقابل الأسعار المعقولة مما يجعلُ بورصة الموقع الممتاز الذي ينشده السيّاح في المنطقة. يشكّلُ التقاربُ الثقافي والدينيّ الضارب في الأعماق بين تركيا والشرق الأوسط عاملاً محفزّاً لتهافت الزائرين إلى تركيا. ويضافُ إلى ما تقدّم الموقع الجغرافيّ الفريد للبلاد الذي يجعلُ من تركيا مقصداً منشوداً لا نظيرَ له في المنطقة.