فندق القصر وسط مدينة برج خليفة
كثيرون يقفون مندهشين أمام برج خليفة، وهو أعلى برج في العالم. انه بمنتهى الروعة ويجسد أقصى درجات الحداثة. لكن في ظلاله يوجد فندق كل ما فيه يذكر بالتاريخ. فندق القصر من مجموعة فنادق العنوان جوهرة مخفية نسبياً، لأنها تندمج بمجموعة مباني المدينة القديمة (أولد تاون) لمنطقة برج خليفة، ويظلله عمالقة من حديد وزجاج في وسط المدينة. يتميّز الفندق بتصميم مستوحى من أسلوب العمارة التقليدية، فيغمر الزوار بأجواء العراقة المحلية. وكل تفصيل فيه منفّذ بمنتهى الدقة. عند الدخول عبر البوابة الضخمة للفندق من بولفار دبي مول، كل شيء ينقلب رأساً على عقب. ينتقل الزائر بلحظة إلى حالة تاريخية حيث تعود لتحيا البداوة وأصول الضيافة العربية. الفندق الذي يقع خلف سوق البحار الملحق بدبي مول، يبعد سنوات ضوئية عن ضوضاء دبي مول. وتلفت الداخل إلى ردهة الفندق تلك البركة الصغيرة حيث تطفو على صفحة مياهها المترقرقة أوراق الورود وتعلوها قبة مذهبة. إنه سحر الشرق الذي لا يُخفى. من خلف الواجهات الزجاحية العملاقة للردهة، تتشابك أشجار النخيل ويتسرب الضوء عبر أوراقها المسننة تلك يتراءى من خلالها طيف العملاق الكبير، برج خليفة. وعندما يعبر الضيف ردهة الفندق الأساسية إلى ساحته الداخلية، يُخيّل إليه أنه حلّ في واحة تظلّلها القناطر المسننة وأشجار النخيل. كل شيء في ديكور الفندق شرقي بامتياز. المقاعد المصنوعة من الخشب المنحوت أو المصرصع بالصفد، إلى الألواح الخشبية المزخرفة التي تزيّن الجدران، كلها تجعل "القصر" قصراً بكل معنى الكلمة.
الغرف فسيحة، تطل على البرج، أو أفضل من ذلك، على القسم الداخلي من وسط المدينة التلقيدية الطراز. في هذه الناحية، لا شيء سوى الأشجار والمياه والكثير من السكون المفاجئ نظراً لكوننا بالقرب من أكبر مركز للتسوق في العالم وأعلى برج على وجه الأرض. الالواح الخشبية المزخرفة بالنقوش العربية تجعل من الجدران في الغرف تحفاً فنية، تزيدها جمالاً الإضاءة الخفيفة. الغرف ليست في غاية التطور التقني، فالهواتف عادية وأنظمة التلفزيون ليست من أحدث طراز. فعدا منصة الآي بود من "تيفولي" الفاخرة وآلة نيسبريسو للقهوة، لا يبدو أن شغف التكنولوجيا يجتاح المكان. لكن ذلك ليس بالضرورة أمر سلبي. إنه مكان متناغم مع بيئته، وهو جميل. وفي قلب السكون اللافت داخل الفندق، لا يغيب عن فكر الزائر للحظة إنه بامكانه أن يمشي أمتارا قليلة ويصبح داخل سوق البحار، ومن ثم داخل دبي مول، بين مئات آلاف الزوار. إن كان هناك من معلم في "ذي بالاس" يجسد روح المكان، فهو بالتاكيد حوض السباحة. فمن لا يحب أن يسبح في بركة يحدّها من جهة قصر عربي ومن جهة أخرى بحيرة خلفها ناطحات السحاب والبحر؟ أما اللحظة التي لا تقاوم، فهي التمدد على تلك المقاعد المريحة ومشاهدة الشمس تغيب بين الأبراج وتضيع في البحر عاكسة، وهجها الأحمر على واجهات برج خليفة الذي يظلل المكان بأسره. كل ذلك مع مشروب بارد أو مع شيشة بنكهة النعناع.يضمّ القصر مطعمين من الأكثر فرادة في دبي، الأول بفضل غنى أطباقه، والثاني لموقعه الذي لا يُضاهى. "أسادو" مطعم أرجنتيني يقدم اللحوم الأرجنتينية الفاخرة المشوية على الطريقة التقليدية. أما طبقه الأبرز، فهو طبق صغير الماعز المشوي. أما "ثيبتارا"، فهو اسم على مسمى. وهو يعني بالتايلاندية "سحر على المياه". يقع هذا المطعم على جزيرة اصطناعية داخل بحيرة برج خليفة. تحيط به الشرفات وشعلات النار التي ينعكس تموجها على المياه. فيشكّل منصة رائعة لمشاهدة عرض نافورة دبي مول. الديكور الداخلي ملكي تايلاندي أصيل، وسحر المكان يوقف الزمان لبرهة، في "قصر" مصنوع من أحلام دبي.