بعيداً عن «سريالية الواقع» ... بثقافة نثر الزهور ونقش قانٍ على الجبهة، تستقبلك غوا Goa الإمارة الهندية الأصغر التي رزحت تحت الإستعمار البرتغالي حتى إحتلّت حيواته بسرمدية مترامية في الأحياء المزدحمة. تقع غوا على الساحل الغربي للهند في منطقة كونكان، وتحدّها ولايتا ماهاراشترا وكارنتاكا فيما يشكل بحر العرب واجهتها الغربية. البراري في رحم البيوت وليس العكس، هذا ما تدهش له العين حيث اللغة لونية بحرارة التوابل وأريج المانغا. هذه الصفحات غير مخصّصة لعشاق سياحة رفيعة الترف. فغوا منطقة حارة بمناخها وحادة ببساطتها. ولعل تشارك وقع زيارتها بمثابة تشاطر قراءة كتاب غير متكلّف الزخرف، إنما يحتبس أزمنة من الثراء الروحي والثقافي..
«زوري» كل سنة مرّة ...
حشد من الإستقبالات يطالعك لحظة الوصول إلى مطار دابوليم في ولاية غوا التي تعود ب«العقارب» البيروتية ساعتين ونصف الساعة إلى الوراء. وجهتك جوا ؟ فأنت حتماً لم تخطّط للإقامة في مكان ينأى عن الطبيعة. يعتبر منتجع «زوري» Zuri الرمال البيضاء» الخيار الأمثل والأقرب بعد رحلة طويلة، حيث الخيال والرمل مسحوق أبيض. فموقعه على ضفاف شاطئ فاركا يجسّد روح غوا الحقيقية ونكهتها التي تعتبر ملاذاً آسراً لكل الحواس. هنا على تلك الصخور الترابية اللون يمرح الغربان. دعكَ من الرمزية وتذكرْ ما تعنيه البومة للأديبة الرائعة غادة السمّان.