تقع مدائن صالح في شمال غرب السعودية. وتبلغ مساحة موقع الحجر الاثري أقل من 15 كلم مربعًا وتتوزع على مجموعات من المقابر الكبيرة والصغيرة المحفورة في صخور وردية اللون وعددها 138 بعضها يتميز بالأبهة والفخامة. وتبلغ مساحة مدائن صالح او موقع الحجر الاثري اقل من 15 كلم مربعًا وتتوزع على مجموعات من المقابر الكبيرة والصغيرة المحفورة في صخور وردية اللون وعددها 138 بعضها يتميز بالابهة والفخامة تبعا لمكانة المتوفي وعائلته. وقد سيطر الانباط على الحجر (22 كم شمال العلا) واسمها قديما “حجرا”، من القرن الثاني قبل الميلاد حتى مطلع القرن الثاني بعد الميلاد مع مجيء الرومان الذين شنوا ثلاث حملات قبل إخضاعهم المنطقة. وتشير الالواح الاشورية الى وجود الانباط بين القرن الثامن والسابع قبل الميلاد في مناطق المشرق. وقد امتدت دولتهم من دمشق شمالا حتى مدائن صالح جنوبا وشملت سيناء وغزة ووادي عربه وشرق البحر الميت ونهر الاردن وحوران وجبل الدروز والبقاع . واستمرت حتى سيطرة الرومان عليها العام 106 ميلادي.
(الفريد) أبرز القبور
وقد تحكم الانباط بطريق البخور والعطور والتوابل قديما قبل أن يتحول الى طريق الحج الشامي والمصري بعد الفتوحات الاسلامية. وقاموا بحفر القبور وابرزها “الفريد” الذي اطلقت عليه هذه التسمية نظرا لفرادته في الحجم والزخارف المحفورة في واجهته البالغ ارتفاعها 22 مترا. وقد تم “تشييده لحيان بن كوزا وذريته”. وغالبا ما يكون هناك نسر او تيجان او زهرة اللوتس فوق مدخل القبر ونقش باللغة النبطية يشير الى تاريخ تشييده واسم صاحبه. وقد حدد تاريخ 22 قبرا ليس بالسنة فقط انما بشهري نيسان/ابريل وايار/مايو ايضا. وكتب فوق احد القبور ان تشييده كان “العام اربعين من حكم الحارثة الرابع” اي الموافق عام 23 ميلادي. من جهته، قال الشاب السعودي طارق العدوي من تبوك بينما كان برفقة شقيقه وعائلته “انها المرة الاولى. اشجع الجميع على زيارة المكان (…) شعرت بالرهبة فور مشاهدتي المقابر. ما هي هذه القوة التي حفرت الصخور على هذا الشكل؟”. ووفقا للمصادر التاريخية، فان “اهم نحاتين لدى الانباط هما عبد عبادة وخلف الله”. وقد بنى عبادة قبرا ضخما هو “قصر البنت” المخصص لابنته “وائلة وذريتها” العام 27 ميلادي. وهناك بضعة قبور بدا العمل في واجهتها لكنه لم ينته.
اهتمام بالأموات
وقد أبدى الانباط اهتمامًا ملحوظًا بأمواتهم وكانوا يتوسلون كبير الهتهم ذو الشرى، ورمزه النسر باشكال متعددة، ليصفح عن اخطائهم وكذلك مونوتو الهة الينابيع التي يرمز اليها بواسطة جرة من الفخار. وتؤكد المصادر التاريخية ان آلهة الانباط ورثها العرب في الحجاز وعبدوها قبل الاسلام وخصوصا اللات ومناه والعزة وهبل. كما عبد الانباط عشتروت الهة الخصب لدى الفينيقيين. الى ذلك، كان لهم اسلوبهم الخاص في الري وحفظ المياه فقاموا بنحت خزانات اما في الصخر او برك فوق الجبال. ويعبر السعودي الاربعيني احمد المغربي عن “الدهشة حيال عظمة المكان”، قائلا “انا في غاية التاثر (…) لم اتوقع ان تكون بهذا الحجم والضخامة. انها رائعة كيف قاموا بذلك وكم استغرقهم من الوقت؟”. يشار الى ان المقابر كانت مأهولة عندما اكتشفها الرحالة البريطاني تشارلز داوتي العام 1876. ويقول مسؤولون في المكان إن اعداد الزائرين كانت حوالى الاربعين الفا العام الماضي لكنهم يتوقعون ان تتضاعف العام الحالي مع المزيد من التسهيلات لزيارة الموقع. ويؤكدون ان الزيارة بحاجة الى اذن يمكن الحصول عليه من العلا او الرياض واكثر الاوقات ازدحاما تقع بين كانون الاول (ديسمبر) واذار (مارس) اي خلال فصل الشتاء نظرا للحرارة المرتفعة ربيعا وصيفا. وفي الموقع متحفان احدهما خاص بسكك حديد الحجاز الشهيرة التي عبرت المكان اوائل القرن العشرين والاخر لطريق الحج تم افتتاحهما قبل شهرين. وخط سكك حديد الحجاز الذي ربط بين دمشق والمدينة المنورة بدأ العمل فيه العام 1900 وانتهى العام 1908.