أعلى

 

 

 

تسعى لاتفيا حالياً إلى تقديم نفسها كوجهة أساسية للسياحة الاستشفائية. فالسائح يمكنه أن يستمتع فيها بالطقس وفق فصوله الأربعة، ويستنشق هواء نقياً منعشاً بسبب الغابات الممتدة على مساحات شاسعة من البلد، ويسبح صيفاً في بحرها الذي يبلغ طول شواطئه 420 كلم، إضافة إلى مياهها المعدنية الغنية بمادة الأيودين التي تساهم في شكل كبير في العلاجات المستخدمة من جانب اختصاصيين هم على درجة عالية من الكفاءة ويستخدمون أحدث التكنولوجيات التي تضاهي بجودتها ما هو متوافر في كثير من الدول الغربية. ويأتي إلى لاتفيا عشرات آلاف الزوار سنوياً من روسيا والبلدان الإسكندنافية وغيرها من الدول من أجل الخضوع إلى علاج استشفائي من أمراض مختلفة، أو لمجرد البحث عن الراحة النفسية والجسدية. ويوجد في لاتفيا أكبر عدد من العيادات الطبية الخاصة بين دول البلطيق وأهمها عيادة (premium medical clinic) التي تقدّم خدمات خاصة وسرية لشخصيات بارزة ترغب في إبقاء علاجها هناك طي الكتمان. ويُضاف إليها الكثير من العيادات والمستشفيات الحكومية التي هي بدورها على درجة عالية من التطور. وهذه العيادات، سواء أكانت خاصة أم حكومية، تشتهر بتخصصها في كثير من المجالات بدءاً من جراحة القلب التي حقق اللاتفيون فيها إنجازات كبيرة منذ أن نجحوا العام 2009 في زرع خلايا جذعية في قلب طفل، إلى الجراحة التجميلية المتطورة، مروراً بطب الأسنان ومعالجة العقم، وصولاً إلى معالجة الأورام المستعصية. وفي هذا المجال، تتفرد لاتفيا عن غيرها من الدول باستخدامها علاج «فايرو ثيرابي» (Virotherapy ) الذي يعتمد على دواء «ريغفر» الذي اكتشفته العالمة آينا موسينيس (Aina Muceniece) العام 1965 وخضع لأكثر من عقدين من التجارب.
 


ويُعد دواء «ريغفر» الذي يحتوي على فيروسات حيّة تم استخراجها من إمعاء الأطفال، ثورة في مجال الطب، وهو يعمل على مطاردة ومهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها، كما يعمل على إعادة توظيف جهاز المناعة. وتعتمد مستشفيات لاتفيا على هذا العقار وبينها مستشفى جامعة شرق ريغا (RIGA EAST UNIVERSITY HOSPITAL) المتخصصة بمعالجة الأورام السرطانية والمجهزة بأحدث المعدّات، إضافة إلى طاقمها الطبي الذي يتمتع بكفاءات عالية وخبرة واسعة (يجري أطباء المستشفى أكثر من 8000 عملية جراحية لمرضى السرطان في السنة). دواء «ريغفر» الذي سجّل في لاتفيا العام 2004، حصل العام 2011 على أهم الجوائز التي تمنحها الدولة. فهو ليس معدلاً وراثياً، ويقول أطباء لاتفيون إنه أثبت فعاليته في علاج سرطان الجلد، كما أنه يُستخدم إلى جانب العلاج بالأشعة والعلاج الكيماوي في معالجة سرطان البنكرياس وسرطان المعدة والأمعاء والكبد وغيرها. ويقول مسؤولون في مركز (LATVIAN VIROTHERAPY CENTER) إنهم يبحثون حالياً عن مستثمرين في أرجاء العالم بهدف نشر علاج «الفايرو – ثيرابي» لأن لديهم قناعة بأن «كل إنسان على الأرض له الحق بالحصول على هذا العلاج».


 
أما فترة النقاهة أو فترة ما بعد العلاج فهي مكفولة أيضاً في لاتفيا في منتجعات صحية وعيادات طبية راقية تعيد تأهيل المريض وتؤمّن له الراحة والسكينة بأسعار تنافسية وخدمات فائقة الجودة. وفي هذا المجال، يوفر منتجع» بلطيق بيتش» الواقع على ساحل «يورمالا»، والذي يعد المنتجع الأكبر والأفخم بين دول البلطيق، علاجات بأجهزة متطورة تكنولوجياً وباستخدام الوحول وبخاصة وحل «كيميري سيتي» المحلي المعروف بقدراته الشفائية، إضافة الى وحول البحر الميت المستوردة. ويؤمّن «سيغولدا بارياترك سنتر» الواقع في ريف لاتفيا الخلاب خدمات وبرامج تأهيلية فردية للذين عانوا اضطرابات صحية مختلفة، إضافة إلى تخصص هذا المستشفى بجراحة تصغير المعدة وجراحة العظام والاستبدال الكامل للورك والركبة. كما تؤمن هذه العيادات خدمات كاملة تبدأ من لحظة وصول المريض إلى المطار إلى لحظة مغادرته. ولاتفيا، كما يقول مسؤولون عن قطاعها الطبي، لديها القدرات الكافية والوافية كي تكون رائدة في مجال السياحة الطبية، غير أنها غائبة وبخاصة عن العالم العربي. وربما يكون هذا الغياب بفعل غياب الدعاية المطلوبة. لكن مسؤولين في القطاع الطبي اللاتفي يشيرون أيضاً إلى أن انجازات بلادهم الطبية ربما تكون مغيّبة بفعل فاعل، في إشارة إلى مواقف شركات أدوية عالمية يتهمها اللاتفيون بالوقوف في وجه تقدمهم وإنجازاتهم الطبية وآخرها اكتشاف عقار مضاد لمرض ألزهايمر، على ما يكشف المسؤولون الطبيون في لاتفيا.