جزيرة روبن الأفريقية سياحية مميزة
تعد جزيرة روبن الواقعة في جنوب افريقيا رمزا جليا لانتصار الإرادة والروح الإنسانية على الظلم والاستبداد والتفريق العنصري ليس فقط لتلك الدولة الافريقية بل للعالم بأكمله. لجزيرة روبن الصغيرة التي تبعد 12 كيلومترا عن مدينة «كيب تاون» او رأس الرجاء الصالح تاريخ طويل يعود الى نحو 400 عام عندما كانت الجزيرة تعتبر مكانا للعزلة والنفي والسجن حيث كان الحكام ينفون اليها من يعتبرونه مثيرا للمشاكل والمنبوذين اجتماعيا. وخلال سنوات سياسة التمييز العنصري أصبحت الجزيرة معروفة عالميا كرمز للوحشية والظلم حيث كانت السلطات التي كان يسيطر عليها البيض حينها تنفي معارضي سياسة التمييز العنصري من الافارقة والأعراق الأخرى الى الجزيرة لعزلهم وتحطيم معنوياتهم حيث قضى بعض المطالبين بالحرية والمساواة أكثر من ربع قرن في سجون الجزيرة بسبب معتقداتهم. ولم تستخدم الجزيرة كسجن فقط بل ايضا كمركز تدريب ودفاع في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) كما وضع فيها مستشفى لعلاج مرضى الجذام والمعاقين ذهنيا ايضا (1846 ـ 1931) لأنه لم يكن هناك علاج شاف وفعال للجذام والأمراض النفسية والأمراض المزمنة الأخرى في القرن الـ 19. ويمكن للسائح ان يصل الى الجزيرة عبر عبارات خاصة يوفرها متحف ممتلئ بالصور والوثائق والمعلومات التي تحكي تاريخا طويلا لها ومآسي من سجن فيها من مناهضي سياسية التمييز العنصري.
وتستغرق الرحلة من رأس الرجاء الصالح الى الجزيرة نصف ساعة تقريبا حيث يمكن للسائح اذا أسعفه الحظ رؤية أنواع مختلفة من الطيور البحرية والثدييات البحرية ومنها الفقمات ذات الفرو والحيتان والدلافين. ومنذ 1997 يعتبر هذا المتحف مؤسسة ديناميكية لحفظ التراث الجنوب أفريقي ولديه برامج تعليمية للمدارس والشباب والبالغين كما يهدف الى تطوير السياحة والمرافق وإجراء البحوث المستمرة المتعلقة بالجزيرة. وعند وصول السائح الى الجزيرة يستقبله مرشدون من طلبة الجامعات وفرت لهم الحكومة هناك تلك الوظائف لمساعدتهم على العيش وإكمال دراستهم حيث يقدمون شرحا موجزا عن تاريخ روبن ومن ثم يأخذون السياح عبر حافلات خاصة الى السجن الرئيسي في الجزيرة الذي يعرف باسم «حفرة الهاوية». وهناك مفاجأة تنتظر السائح عند وصوله الى هذا السجن وهو ان المرشدين فيه كانوا نزلاء وسجناء سابقين قضوا سنوات عديدة من عمرهم وراء قضبانه امثال ليونيل ديفيس الذي حكم عليه في أبريل 1964 لمدة ستة أعوام بعد أن وجد مذنبا بالتآمر على ارتكاب أعمال تخريبية وهو الآن يعيش في الجزيرة مع أسرته باعتباره رئيس رابطة قرية جزيرة روبن. وبعد التجول في هذا السجن الشهير يأخذ المرشدون السياح في جولة في الجزيرة لرؤية أهم معالمها حيث يمكن التمتع بطبيعتها الخضراء الخلابة وأنواع الطيور الكثيرة.
وتستضيف جزيرة روبن نحو 132 نوعا من الطيور البحرية والمائية والبرية حيث توفر الجزيرة مأوى وملاذا آمنا لها حيث ان بعضا منها معرض لخطر الانقراض. والكثير من هذه الطيور يستخدم الجزيرة للتوالد والتجمع وبعض الطيور الأخرى مثل طائر الغاق المتوج وطائر البلشون المتوج الأسود والبطريق الافريقي (جاكس) تتربى على الجزيرة في محميات. وتتمتع الجزيرة بمعالم طبيعة خلابة وطقس رائع حيث تتراوح درجة الحرارة بين 18 و21 درجة مئوية إضافة الى تنمية المعلومات الخاصة بتاريخ هذه الجزيرة وما تحمله من معان إنسانية سامية.