أعلى

 

 

تقع العاصمة الإيطالية روما في الجزء المركزي الغربي من شبه الجزيرة الإيطالية، على نهر التيبر في إقليم لاتسيو الإيطالي، وتعتبر أكبر المدن الإيطالية على الإطلاق، فضلا عن كونها أحد أماكن ولادة الحضارة الغربية والإمبراطورية الرومانية، ولعل المسافر إليها سيرى في جميع شوارعها وساحاتها العامة أروع الآثار التاريخية العتيقة التي تدلل على الزخم السياحي الذي تتمتع به هذه المدينة التي عادة ما تجذب ملايين السائحين كل عام. فإذا كنت تخطط لزيارة روما، فيفضل أن تسافر إليها في شهر أبريل، أو مايو، وكذلك سبتمبر، وعليك بتجنب شهر أغسطس بشكل خاص لأن هذا هو شهر عطلة البلاد بأكملها، ولك أن تعلم أيضا أن السفر في بداية العام قد يكون غير ممتع لأن ساعات العمل للعديد من عوامل الجذب تكون أقل من المعتاد، كما يتم إغلاق بعضها تماما. وفي حال مكثت في روما لمدة أسبوع فستكون لديك الفرصة الكاملة لمشاهدة جميع المعالم التاريخية والثقافية وكذا الترفيهية ولكن إذا كان وقتك محدودا، فـ 4 أيام قد تكون كافية لمشاهدة جميع معالم الجذب الرئيسية فقط، فروما لم تبن في يوم واحد ومن ثم لا يمكن النظر إليها في يوم واحد كما يقول عنها زائروها.

 

وما إن تخرج من مطار فيوميتشينو بروما والذي يبعد 19 ميلا خارج المدينة سيكون بإمكانك استقلال القطار الموجود بالمطار والتوجه مباشرة إلى محطة القطارات الرئيسية والتي تسمى «تيرميني» وهي موجودة بالقرب من مركز المدينة، ولكن عليك بعد ذلك إيجاد وسيلة للوصول إلى فندقك، ويمكن أن يكون التاكسي هو الوسيلة الأفضل في هذه الحالة خاصة إذا كنت تحمل الكثير من الأمتعة أو تريد أن تجعل الأمور أكثر سهولة. وينصح الخبراء زائري روما بالبقاء في الفنادق القريبة من قلب المدينة، حتى يتسنى لهم الانتقال بسهولة إلى جميع المناطق التي ينوون زيارتها، وبطبيعة الحال، كلما اقتربت من مناطق الجذب سيرتفع السعر، ولكن بحسب النصائح الأمر يستحق ذلك، كما ينصح بالنظر إلى خريطة روما وحصر الفنادق الموجودة شرقي نهر التيبر وغرب محطة تيرميني والاختيار فيما بينها قبل الحجز، وفي العام تعتبر المنطقة الواقعة على امتداد نصف ميل بين ساحة نافونا وساحة بربريني هي الأكثر حيوية للإقامة.

 

وفيما يتعلق بمعالم روما، فيأتي «مبنى الكوليسيوم» في مقدمتها باعتباره أشهر المعالم السياحية في العالم، وهو مدرج روماني عملاق عبارة عن عدة مدرجات تأخذ شكل نصف دائرة وفى وسطه حلبة، وبني ما بين عامي 70 و72 بعد الميلاد في وسط المدينة، وقد استخدمت ساحته قديما في قتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية، ولهذا فإذا حالفك الحظ وقمت بزيارته ستشعر وأنت تقف على أحد مدرجاته بأنك تعيش بين الجماهير المحتشدة لمشاهدة القتال في العصر الروماني، وقد قالت أسطورة رومانية قديمة عنه «مادام الكولوسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره». أما في منطقة «الفورم الروماني» المكونة من الهياكل والمعابد الموجودة على تل الكابوتيل والتي يعد أشهرها الكيوريا أو مجلس الشيوخ الروماني، ومعابد كونكورد وساتورن، وبازيليقا جوليا، وبازيليقا أميليا، سترى أروع الآثار التاريخية تقف شامخة وكأنها تتباهى بعظمتها وتفردها، بما يؤكد على قوة الحضارة الرومانية القديمة التي استخدمت هذا المكان لإقامة الاحتفالات الدينية والمدنية وكذلك النصب التذكارية المختلفة.