زيوريخ هي المدينة الأكبر في سويسرا وعاصمة إقليم زيوريخ، وهي واقعة في وسط سويسرا على الرأس الشمالي الغربي لبحيرة زيوريخ. ويصل عدد سكان زيورغ إلى 380.500 نسمة، وهي منطقة ذات أهمية دولية كما أنها تعتبر محورا لسكك الحديد، والطرق، والملاحة الجوية، ومحطة سكة الحديد ترتبط مع كل أنحاء أوروبا، كما أن زيوريخ تعتبر الأكبر والأشد ازدحاما في البلاد، وتقدر مساحتها الإجمالية بـ99.88 كيلومتر مربع (38.56 ميل مربع).
يعود تاريخ زيوريخ إلى 7000 سنة، حيث تأسست من قبل الرومان، أثناء العصور الوسطى، وكانت تسمى في ذلك الوقت «Turicum» ثم كسبت المنزلة المستقلة والمميزة في الإمبراطورية الرومانية، وفي عام 1519 أصبحت مركز الإصلاح البروتستانتي في سويسرا الناطقة بالألمانية.
وزيوريخ مدينة عالمية بين المراكز المالية الأكبر في العالم التي تحتوي على عدد كبير من المؤسسات المالية المترفة العملاقة، كما أن أغلب مراكز البحث والتطوير مركزة في زيوريخ حيث النسب المنخفضة للضريبة التي تجذب شركات ما وراء البحار لإقامة مقارهم هناك. وطبقا لعدة استطلاعات من 2006 إلى 2008، اتضح أن زيوريخ تمتلك أفضل نوعية حياة في العالم، بالإضافة إلى كونها الأغنى في أوروبا. وتضم زيوريخ الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية النادرة مثل متحف فن «Helmhaus» المعاصر، «Wasserkirche» (كنيسة ماء)، وكاتدرائية «Grossmunster» ومساحات مائية تستند إلى مجرى «Limmat» النهري حيث يتدفق خارج بحيرة زيوريخ، التي تعد البلدة الأكبر في سويسرا.
وفي القرنين التاسع عشر والعشرين بشكل خاص جذبت الكثير من الكتاب البارزين، إضافة إلى الكثير من المتاحف، قاعات الحفلات الموسيقية والمسارح، ونحو 500 نادٍ موسيقي وديسكو، كما يعتبر شارع «Bahnhofstrasse» أحد شوارع تسوق سويسرا الأساسية. أما أهم الصحف المقروءة في زيوريخ فهي صحيفة «صحيفة زيوريخ يجديدة» (Neue Zurcher Zeuting)، وهي صحيفة سويسرا الأكثر مبيعا في زيوريخ حيث بدأت في النشر في عام 1780، مما جعلها واحدة من أقدم صحف اللغة الألمانية التي ما زالت موجودة حتى الآن. وتحتوي المدينة على جامعة زيوريخ وأحد معاهد تكنولوجيا سويسرا الرفيعة المستوى بين 1975 و2002 «اي تي إتش زد» التي تخرج من داخل قاعاتها التليدة 7 من العلماء (laureates) الحائزين على نوبل. ويقع مطار سويسرا الأكبر في «Kloten» قرب زيوريخ. كما أن المدينة تملك أفضل شبكة مرور حضرية مخدومة في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أنه أثناء العصور الوسطى طورت زيوريخ كمركز ديني وثقافي واقتصادي. وأثناء القرن الثالث عشر كسبت حقوقا أكثر بشكل تدريجي من الحكومة الذاتية، على الرغم من أنها بقيت جزءا هاما من الإمبراطورية الألمانية. وفي 1351 انضمت إلى الاتحاد السويسري، حيث أصبحت واحدة من الأعضاء البارزين بسرعة، مثلها في ذلك مثل بيرن، حتى كانت في مقدمة التطورات الجديدة حيث قاد القوات البروتستانتية في الإصلاح في القرن السادس عشر، السياسيون التحرريون الذين لعبوا دورا في تأسيس الدولة الفيدرالية الحديثة في 1848، كما أن رجال الأعمال في هذه المدينة المركزية كانوا العمود الفقري في الثورة الصناعية في سويسرا في القرن التاسع عشر.