مع اقتراب الطائرة من مطار «حليم بيردانا كوسوما» الدولي في جاكارتا، تبدو اليابسة من النافذة الصغيرة بديعة الاخضرار، تخترقها روافد الأنهر بمجاريها المتعرجة، عريضة وضيقة تسيل وسط الحقول كشرايين الجسم، فينعكس ضوء الشمس على المياه فتبدو مهيبة المنظر. إنها جزيرة جاوا أكبر جزر الأرخبيل الأندونيسي، وتضم أكثر من نصف سكان الدولة. شيئاً فشيئاً، يبدو المنظر أوضح مع اقتراب الهبوط، أنواع متنوعة من الأشجار والمزروعات، مناطق سكنية بعضها صفوف منتظمة وطابعها موحد، محاطة بأسوار من الأشجار الباسقة، وبعضها يبدو عشوائياً ومبان متواضعة تلاصقها مبان كبيرة وواسعة، لا بد أنها معامل وشركات. كما تبدو بحيرات عدة على مقربة منها ملاعب غولف متعددة، ثلاثة أو أربعة ملاعب.
المطار يقع في الجزء الشرقي الجنوبي من جاكارتا، على مسافة 40 كلم من قلب «المثلث الذهبي» وسط العاصمة. التدابير الأمنية مشددة عند نقاط الخروج، فيها كثير من دقة التفتيش للحقائب اليدوية، فلا يتكل على الطرق الإلكترونية فقط. ويجري التفتيش أيضاً بواسطة رجال الأمن بقفازاتهم البيضاء، وفي نظراتهم المؤدية شيء من الاعتذار لما يسببونه من إزعاج للمسافرين. وعلمنا بعد وصولنا الفندق، حيث تفتيش السيارات أيضاً ومرور النزلاء عبر بوابة تفتيش إلكترونية، أن جهاز مكافحة الإرهاب الوطني اكتشف خلية من 11 عضواً، وجهت إليهم تهمة التخطيط لنسف السفارة الأميركية، وأهداف ومصالح غربية في العاصمة.
الفندق مكتظ بالنزلاء، جلهم من أبناء البلاد، على عكس رواد فنادق سايغون الفيتنامية من السواح الأجانب. مظاهر الثراء غير الحديث واضحة في تصرفات النزلاء وفي ملبسهم وحسن تعاملهم ولياقتهم في الابتسام وإلقاء التحية بشكل عفوي. اللوحات الفنية المعلقة في فناء الفندق لافتة للنظر، رائعة الألوان الزاهية، إلا أنها تصور مخلوقات غريبة لا تتناسب مع جمال الألوان. وتكتشف لاحقاً أن هذا النمط من الفن هو الرائج، وتراه يزين صالات المطاعم والمقاهي من تماثيل ومنحوتات خشبية، فالألوان الزاهية هي المفضلة لدى معظم الآسيويين. ويبدو أيضاً مدى غنى أندونيسيا بالثروة الخشبية، حيث يستعمل الخشب بشكل واسع في تصاميم الفنادق الفخمة والغرف، وحتى في المصاعد الكهربائية، كما في المنتوجات الخشبية التي تعرض على الطرقات للسياح. وكذلك في صناعة المفروشات.
العاصمة الأندونيسية واسعة ومترامية الأطراف، تنقسم جغرافياً إلى نواح عدة: شمالية، جنوبية، شرقية وغربية، ووسطها يقع «المثلث الذهبي» بالمباني والفنادق والمراكز التجارية والبنوك ومطاعم الذواقة، وبالساحات الخضراء المزينة بالأزهار. وكذلك تنقسم هذه المناطق طبقياً، بين مناطق غنية تظهر وجود طبقة ثرية واسعة في البلاد وبين أحياء فقيرة وأسواق شعبية تظهر أيضاً أن «المثلث الذهبي» ليس التعبير الصحيح عن الواقع الأندونيسي. وإلى أقصى الشمال من الجزيرة يقع بحر جاوا حيث المراكز السياحية والمراكز التجارية ونوادي اليخوت وملاعب الغولف المتعددة التي تظهر أنها لعبة رائجة وسط الطبقات الغنية. بالإضافة إلى مركز طبي ضخم، وفيلات فخمة، قيل لنا إنها كانت مساكن المستعمرين الهولنديين.
المزعج في جاكارتا نظام السير إلى يمين الطريق وحيث المقود أيضاً، كما في كل الدول التي استعمرتها بريطانيا، بالإضافة إلى الازدحام الخانق للسيارات والعربات والأعداد الهائلة من الدراجات النارية. وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن العاصمة تأتي في المركز الثالث من حيث نسبة التلوث بعد مكسيكو وبانكوك. فالانتقال لمسافة كيلومترات معدودة قد يأخذ ساعات عدة. وهذا ما حصل معنا فعلاً عند انتقالنا لزيارة سوق تقليدي ورد في منشور الرحلات Pasae Baru، ويعني «السوق الجديد» لكن ليس فيه أي شيء يدل على ذلك. حالياً هو يتألف من مكان واسع من طبقات عدة، ومؤلف من حوانيت صغيرة مكتظة تباع فيها الملابس التقليدية الرخيصة وأدوات الزينة والساعات العالمية المقلدة. لقد بني هذا السوق إبان فترة الاستعمار الهولندي، وكان الموقع الأول وقتها حيث تباع الكماليات والحاجيات التي تحتاجها وتستهلكها الجالية الهولندية والطبقة الغنية من الأندونيسيين.
ومن الغرابة، أيضاً في جاكارتا، قلة الأرصفة للمشاة، بخاصة في المناطق الحديثة الإنشاء. هناك وسائل للنقل العام، من باصات ومترو، ينتظرها الركاب فوق منصات حديدية تعلو عن مستوى الطرقات، ويستعملونها ذهاباً وإياباً. وحرارة الطقس تبقى طوال النهار في حدود 30 درجة مئوية، صيفاً وشتاء، وعلى رغم هطول الأمطار خلال أيام إقامتنا. فذلك لا يفسد بهجة زيارة الأماكن السياحية و «المولات» والمتاحف، والجامع الكبير الذي يعتبر أكبر مسجد إسلامي في كل آسيا. توقفنا عند ساحة Merdeka المزدانة بأنواع رائعة من الزهور، يرتفع فيها نصب تذكاري هو أقرب إلى مسلة فرعونية، علوه 132 متراً، بوشر بناؤه عام 1961 واستغرق إنجازه 14 سنة، ومبنى من الرخام الجميل المطعم بالذهب، تعلو قمته شعلة مضيئة تمثل قوة الأمة وكذلك تخليداً للرئيس أحمد سو كارنو ورفاقه من أبطال الاستقلال. وعند القاعدة الواسعة أقيم متحف للتاريخ الأندونيسي.
ثم انتقلنا إلى «مدينة بانافيا»، وهي في الواقع ضاحية من ضواحي جاكارتا القريبة، تضم آثاراً من الحقبة الهولندية كالقلعة البحرية المحاطة بسور ضخم، ومجموعة من المباني الأوروبية الطراز التي أعيد ترميمها في فترة السبعينات من القرن الماضي، وتحول بعضها إلى متاحف، وهي الآن الأسرع نمواً وعمراناً. وسط هذه المنطقة المرممة، تقع ساحة تمان «فتح الله»، وإلى القرب منها السوق التجاري التقليدي «كالي بازار»، عند القناة التي تشق المنطقة إلى ضفتين، في الغربية منها يقع ما تبقى من المنازل الخاصة التي بنيت خلال القرن الثامن عشر، ومع مجرى القناة إلى الشمال يقع الجسر الهولندي الأثري ويسمى «جسر سوق الدجاج» والذي بني إبان القرن السابع عشر. في اليوم التالي كانت الزيارة إلى «Bogor» الواقعة على بعد 60 كلم جنوب جاكارتا، والرحلة إلى هذه المنطقة الجميلة تستغرق مدة أربعين دقيقة. كانت هذه المدينة عاصمة الدولة خلال فترة الاحتلال البريطاني القصيرة، عدد سكانها اليوم حوالى الثلاثة ملايين نسمة. يفضّلها أبناء الجالية الهولندية، بخاصة خلال فصل الحر الرطب. هي على علو 290 متراً فقط عن سطح البحر، واسمها في الأصل “Buitenzorg”. وتعتبر حالياً ملجأ الطبقة الأندونيسية الراقية، حيث أقيم المزيد من البيوت والفيلات. وهي مفضلة لجمال أماكنها ولطقسها الأقل حراً من جاكارتا، وتحتفظ بقنواتها المائية القديمة وأنهرها، وسقوف بيوتها من القرميد الأحمر، كما أنها تضم جوامع وكنائس أيضاً.
ويطلق على «بوغور» اسم (Kota Hujan) أي مدينة المطر، لأنها أكثر الأماكن مطراً في جزيرة جاوا، وشعبها مضياف ويحسن معاملة الزوار والسياح، لكن قلة منهم تتكلم اللغة الإنكليزية على نقيض الفيتناميين الذين فرض عليهم إجبارياً في المدارس تلقي هذه اللغة. توجهنا إلى منطقة «Ragunom yoo» ليس بعيداً عن بوغور، طاف بنا «الميني باص» في رحلة سافاري ممتعة داخل حديقة الحيوان التي أنشأت عام 1974 على مساحة 135 هكتاراً من الغابات الخضراء الكثيفة، وصعد بنا الباص إلى مناطق جبلية لساعات عدة. تضم الحديقة حوالى أربعة آلاف حيوان، لأكثر من أربعمائة فصيلة. كما تضم أكثر من خمسين ألف نوع من الأشجار، لأكثر من ألف فصيلة نباتية، من أبرزها شجرة جوزة الطيب المعروفة بالـ Moscade. وحديقة الأحياء النباتية هذه تأسست عام 1811 كحديقة تابعة للمسكن الصيفي الخاص بالحاكم الجنرال ستانفورد رافيلز، والذي أسَّس سنغافوره بعد انتقاله إليها. ثم تولى كاسبر راينورلند مهمة رعاية الحديقة وتطويرها لتصبح مركز أبحاث استوائياً علمياً.
ويتوقف الباص بنا عند الظهيرة وسط الغابة، وتقترح الدليلة المرافقة تناول الطعام. وكانت رائحة الدجاج المشوي والخضار والسمك على الطريقة الأندونيسية كفيلة بجلوس البعض بعد تردد حول الطاولة، وكان حقاً طعاماً شهياً تفوح منه أنواع البهارات. وقد تجمهر حولنا الصبية من باعة المنحوتات الخشبية، للاستفادة من السياح حيث تجري عملية المفاصلة على السعر بإشارات الأيدي وبضعة كلمات إنكليزية. وإلى منطقة الشمال الشرقي من الحديقة الاستوائية مر بنا الباص من أمام القصر الرئاسي الصيفي الذي كان مقراً للحاكم العسكري لجزيرة جاوا، وهو قصر جميل مترامي الأطراف، تحيط به أسوار بيضاء اللون، ويطل على بحيرة تزينها أزهار «الناتوفار» التي تعيش وتطفو فوق سطح الماء، بالإضافة إلى فئات من الغزلان الجميلة.
أكبر دولة إسلامية
أندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، هي عبارة عن أرخبيل مكون من 17508 جزر مختلفة الأحجام، 6000 منها فقط مأهولة بالسكان، 242 مليون مواطن، على مساحة أقل بقليل من مليوني كلم مربع. وتحتل موقعاً استراتيجياً غاية في الأهمية بين آسيا وأستراليا. جيرانها: سنغافورة، الفيليبين، بابوا غينيا، تيمور الشرقية وماليزيا. مساحتها الواسعة، وجزرها المتعددة والمختلفة الطبيعة والمناخ، من أراض برية تطلّ على بحر الصين، جعلتها تصنف كثاني أعلى مستوى في التنوع البيولوجي بعد أستراليا في العالم. إلا أنها من بين الدول الثلاث الأكثر تلوثاً في العالم، مع المكسيك والبرازيل. غنية بمواردها الطبيعية من ماء ونفط وغاز ونحاس وذهب، الغابات تغطي 60 في المئة من أراضيها، وساحلها يمتد 80 ألف كلم.
تضم أندونيسيا 300 مجموعة اثنية و743 لغة ولهجة محكية من قبل أقوام دينية وعرقية عدة، أهمها اللغة الجاوية (نسبة لجزيرة جاوا) التي يستعملها 42 في المئة من الشعب، بالإضافة إلى أعراق ولغات هندية وصينية وأوروبية وعربية. ومع كل هذا التنوع والخلاف، يحتار السائح أمام تواضع هذا الشعب ولطفه الذي يفوق الوصف حقاً، ومن المؤكد أن هناك مبرراً لترفع الدولة الأندونيسية شعاراً وطنياً هو «الوحدة في التنوع». لكن البلاد تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في سرعة النمو السكاني وتسارع النشاط الاقتصادي والصناعي مما يشكل خطراً بيئياً مؤكداً. إن ضعف أداء مؤسسات الدولة على رغم الجهود المبذولة ونقص الموارد يهددان الثروات الحرجية والغابات والمحميات الطبيعية، بالإضافة إلى الإهمال والعجز في منع الحرائق أو تلافيها وإلى الإفراط في استغلال الموارد البحرية وبشكل عشوائي.
الغالبية المسلمة التي تكون المجتمع الأندونيسي، من المعتدلين سياسياً والوسطيين دينياً، عارفون أصول دينهم ودنياهم والمعادلة واضحة: تطور ونمو وازدهار البلاد أدت خلال السنوات الأخيرة إلى انحسار نشاط المجموعات المتطرفة، فقد اعتقل من أعتقل وقتل من قتل وانكفأ العديد منهم إلى مجموعات صغيرة نائمة أحياناً، تفلت من قبضة البوليس. ويلخص أحد المسؤولين الأمنيين الوضع كالتالي: «إذا كنا نريد وقف العنف، فالقوة وحدها لم تعد كافية، من الضروري توعية المواطنين والحد من الخطاب العنفي المتشدد، ومزيد من الدراية وتعزيز نظام الاتصالات والرقابة. والعمل على التفاهم مع القوى والمنظمات القريبة لتعزيز التقارب بين الأديان والثقافات، وحثّها على الحد من إهانة المعتقدات الإسلامية». ومن ناحية أخرى، تعيش منطقة جنوب شرقي آسيا حالة من التوتر، تشتد حيناً وتهدأ أحياناً، وذلك على وقع التحرك الصيني. فمنذ خروج المارد الصيني من القمقم، غدت الصين قوة اقتصادية ومالية كبرى، هي الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية. وبدأت تسعى إلى ترجمة هذه القوة إلى نفوذ وسيطرة.
فبعد مشكلة الجزر مع اليابان، والتي لم تجد بعد طريقاً إلى حلها، برزت قضية سيطرة الصين على منطقة بحر الصين الجنوبية كلها، وقررت بكين ابتداء من مطلع السنة الجديدة تفتيش كل السفن الأجنبية التي تدخل هذه المنطقة، والتي تعتبرها ضمن مياهها الإقليمية. وكان سبق للصين أن حاولت تهدئة مخاوف جيرانها، وبأنها حريصة على أن تحظى كل الدول بحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي «وفقاً للقانون الدولي» كما قال مسؤولوها. والمعروف أن بحر الصين الجنوبي منطقة غنية بالنفط والغاز، وهو أقصر طريق بين المحيطين الهادي والهندي. وتزعم الصين سيادتها على البحر بكامله، فيما تزعم دول المنطقة (أندونيسيا والفيليبين وتايوان وفيتنام وبروني وماليزيا) سيادتها على الأجزاء القريبة من مياهها الإقليمية.
الأندونيسيون العرب!
يدين الأندونيسيون للعرب بإدخال الدين الإسلامي إلى قلوبهم وإلى الدولة المسلمة الأكبر في العالم. علاقات وثيقة مع معظم الدول العربية والإسلامية، بخاصة مع المملكة العربية لسعودية ومع مصر حيث يتخرج آلاف العلماء والمدرسون من الأزهر. بالإضافة إلى الروابط الثقافية والإنسانية. من دون أن ننسى العلاقات الوثيقة والصداقة التي جمعت بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس أحمد سوكارنو، بالإضافة إلى العلاقات السياسية بينهما في وضع حجر الأساس لبناء حركة الدول غير المنحازة في باندونغ. وصل التجار المسلمون من منطقة Gujart الهندية إلى شواطئ جنوب شرقي آسيا في وقت مبكر من العصر الإسلامي، وأقرب دليل إلى تواجدهم في المنطقة يشير إلى القرن الثالث عشر في شمال جزيرة سومطرة، ثم انتشروا تدريجياً إلى باقي المناطق مثل جاوا وسومطرة وبالي مع حلول القرن السادس عشر. واختلط الوافدون بالقاطنين، فتبادلوا التجارة والثقافة، فالتجار العرب كانوا يحملون معهم البضائع والعقيدة الإسلامية التي لاقت خير استقبال وقبول.
بنت النخب الأندونيسية ذات الجذور العربية ثروات مالية وفيرة عبر التبادل التجاري وقطاع العقارات خاصة في منطقة «باتافيا» التي تعتبر جاكارتا الحديثة، وتعيش هذه الطبقة في بيوت وفيلات واضحة الفخامة. وخلال نهوض حركة التحرر الوطني، عانت الجاليات العربية أيضاً من ضغوط المتطرفين الوطنيين إلى جانب المستعمرين، مما دفعهم عام 1913 إلى إنشاء منظمات وجمعيات تدافع عنهم وتحافظ على مصالحهم، وكان لهم زعيم عرف في المشرق العربي هو عبد الرحمن باسندوه. وثمة منطقة على طريق جاكارتا إلى بوغور، تبدو من بيوتها وجوامعها ومطاعمها، كلها كتابات باللغة العربية، ووجوه سكانها من ذوي القسمات العربية غير الآسيوية، ويقصدها السياح من الخليج.
جوزة الطيب: أميرة الأشجار الاستوائية
شجرة يطلق عليها الغرب اسم الـ moscade، والاسم العلمي لها myristica fragrans، تزرع في الأماكن الاستوائية خاصة في أندونيسيا والهند وسريلانكا. علوها حوالى عشرة أمتار، دائمة الخضرة، وعند نضوجها، تتحول ثمارها إلى غلاف صلب، وتعتبر من فصيلة البسباسية. عرفت قبل التاريخ الميلادي، واستعملت كالبهار لتطييب الطعام، استعملها قدماء المصريين دواء لآلام المعدة. واستعمل العرب زيت جوزة الطيب في صناعة المراهم التي تعالج داء الروماتيزم، كما استعملوها منبهاً جنسياً قوياً مع التحذير من الإفراط باستعماله. وحالياً تستعمل جوزة الطيب مبروشة لتعطير الحلوى، وفي صناعة العطور ومعاجين الأسنان. وتلقب الشجرة بأميرة الأشجار الاستوائية، وتشبه شجرة الإجاص، ثمرتها كروية أميل إلى اللون البني. وتحتوي مادة الـ Myristicin التي تسبب النشوة والهلوسة في حال الإكثار من تناولها. حرم استعمالها العديد من الفقهاء المسلمين، كما منع بعض الدول كالسعودية استعمالها إلا إذا كانت مخلوطة مع توابل أخرى بنسبة أقل من 20 في المئة.