أعلى

 

تزور أحد المواقع الإلكترونية لحجز فندق في مدينة ما، يسألك محرك البحث عن الموقع الذي تفضله، ومن ثم التصنيف والميزانية وبعدها تأتي حيثيات وتفاصيل أخرى.. وهذا ما يؤكد أهمية موقع الفندق، ولكن ما يأتي في الدرجة التالية وبنسبة مئوية متقاربة جدا «الخدمة». الموقع.. الموقع.. ثم الموقع هم العناصر الثلاثة الأهم في اختيار أي عقار، إن كان للسكن أو الإقامة المؤقتة في منزل أو فندق، والسبب لذلك لا يحتاج إلى ذكاء خارق، لأن الموقع هو الشيء الوحيد الذي لا نستطيع التحكم به في حين أن التفاصيل الأخرى يمكن التلاعب بها. ففي دراسة أميركية نشرت أخيرا سئل آلاف المسافرين عن كيفية وقوع اختيارهم على عنوان الإقامة في أي مدينة يزورونها وكانت النتيجة وكما توقعنا «الموقع»، خاصة في ظل ظروف اقتصادية معينة ومن قبل الطبقة المتوسطة من المسافرين ولكن نتائج الدراسة بينت أيضا أهمية «التجربة الشخصية» وتأثيرها بشكل واضح على جميع الذين شاركوا بالدراسة. 

 

وهنا «التجربة الشخصية» تعني بالدرجة الأولى الخدمة التي يتلقاها الضيف في الفندق وهذا ما يؤكد النظرية السائدة بأن المسافر العصري ينفق أكثر بكثير على الفندق بالمقارنة مع إنفاقه على أشياء أخرى في السفر. وهذا يعزز فكرة تطوير الفنادق لتتعدى مفهوم الإقامة والنوم، وهذا ما تسعى إليه الفنادق العالمية بكل أحجامها، والتشديد على الخدمة لتكون تجربة الإقامة فريدة تدعو الضيف إلى الحجز والإقامة مجددا في الفندق. في باريس تنتشر الكثير من الفنادق الجميلة التي تتميز بمبانيها التاريخية وخدمتها الرائعة، ولكن قد يكون من الصعب بأن تجتمع عدة صفات في مكان واحد. ففي زيارة لـ«الشرق الأوسط» لباريس منذ أسبوعين وقع اختيارنا على فندق «لو بريستول» الأنيق الذي يتميز بموقعه الجذاب على عدة أصعدة، فهو يحتل نقطة فريدة عند تقاطع 112 فوبور سانت أونوريه، وهو حاصل على عدة جوائز رفيعة على المستوى العالمي كان آخرها جائزة مجلة «إندرو هاربرز هايديواي» الأميركية واحتل الفندق مرتبة من بين أفضل 20 فندقا في مدينة وحصل «لوبريستول» وفندق باريسي واحد آخر على هذه الجائزة.


 
1- أهم 5 أسباب لاختيار «لو بريستول» 1 - يقع الفندق في واحدة من أعرق وأجمل المدن الأوروبية، باريس، وهذا يناسب المسافرين بحجة العمل أو النقاهة، فهو يقع على مقربة من قصر الإليزيه الرئاسي ونزل به عدد كبير من السياسيين، كما أنه مغناطيس المشاهير والفنانين، وانضم حاليا إلى قائمة المشاهير الذين نزلوا في الفندق أمثال مارلين مونرو وتشارلي تشابلن.. نجم كرة القدم ديفيد بيكام الذي وقع خياره على الإقامة في جناح «ذا إمبيريال» طيلة فترة انضمامه إلى فريق «باريس سان جيرمان». كما أن الموقع قريب جدا من الشارع الرئيسي الأشهر في باريس «الشانزلزيه» ولكن وفي نفس الوقت فهو لا يقع مباشرة عليه ليعطي نوعا من الخصوصية والهدوء للضيف. وبالنسبة للمتسوقين، فالموقع مناسب جدا حيث تنتشر أهم البوتيكات الفرنسية والعالمية على طول شارع «سانت أونوريه» ليتفرع منه عناوين راقية أخرى مثل «رو كامبون» وصولا إلى محلات تجارية كبرى مثل «لو برينتان» و«لا فاييت».


 
2 - الشعور بالدفء العائلي موجود في الفندق وتشعر به ما إن تطأ قدمك أرض البهو الرئيسي، فهو مملوك لعائلة أوتكر الألمانية وكان في الأصل قصرا تملكه عائلة خاصة، وحافظت عائلة أوتكر على هذه الميزة، ولم تؤثر عمليات التجديد والديكورات الجديدة على فقدان الفندق هويته الحقيقية، هوية القصر الراقي، فتمت المحافظة على أهم الجوانب التي تميز المبنى، مثل الرخام في البهو والأعمدة العملاقة والحديقة والجداريات الرائعة وحتى المصعد الرئيسي فلا يزال يحافظ على شكله القديم ولا يزال يسيجه باب من الحديد المطعم بالذهب. وفي نفس الوقت تمت الاستفادة من جميع الزوايا والأركان وتمت إضافة مرافق عصرية جديدة

 

3 - مطعم «إبيكور» صاحب نجوم ميشلان الثلاث هو سبب إضافي وأساسي لزيارة الفندق والإقامة به، وبعد التجربة ولقاء الشيف البارع «إيريك فريشون» يمكن الجزم بأن ما يمكن تذوقه في هذا المطعم لا يمكن أن تتذوقه في أي مطعم آخر في المدينة، وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» استهل الشيف فريشون حديثه بالقول «أهلا بكم في المطعم الفرنسي التقليدي الحقيقي»، قالها بطريقة لا تخلو من الشقاوة والظرف والفخر، ومعه كل الحق، فأطباقه هي ترجمة حرفية لأقواله فهو يعتبر أن المنتج هو الأهم في مطبخه وهو ما يحدد لائحة الطعام وليست المواسم، بعكس ما يقوله الطهاة، فهو يعتبر أن جودة المنتج هي من جمالية الطبق، وعن رأيه بالمطبخ الجزيئي «Moleculaire» فهو لا يحبذه ولكنه يعتقد أنه أعطى زخما للمطبخ العصري وساهم في انتشاره ولكن برأيه فهو أقرب إلى العلوم منه إلى المطبخ. ويفضل فريشون الأطباق الكلاسيكية، ومن أهم أطباقه «الماكاروني» المحشوة بالكمأة والـ«فوا غرا» وطبق الدجاج المطهو في المثانة، وسألناه عن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وما يفضل تناوله في المطعم الذي يجيء إليه بمعدل مرة بالأسبوع أحيانا، فقال إنه يأتي لتناول الطبقين المذكورين وهو ليس متطلبا أبدا ولا نحضر أي طبق خاص له، فهو يحب لائحة الطعام كما هي ويأتي إلينا من أجل طعامنا. وعما إذا كان يطهو بحسب ما يفضله الزبون أو ما يفضله هو شخصيا، رد مبتسما: «أنا أناني أطهو ما أحبه ولكني كريم، لأني أشاطر الناس ما أحبه» فهو يبتكر ما يحبه هو شخصيا من أطباق ويعشق الكمأة في موسمها القصير، وشدد على أهمية حب مهنة الطهي حتى تكون النتيجة جيدة، وقال: عندما آكل شيئا يعجبني أفكر دائما في الطاهي الذي أعد الطبق وبشخصيته، فالأطباق هي ترجمة لشخصية الطاهي». فريشون يسافر كثيرا ويتعلم من أسفاره أسرار وتاريخ المطابخ الأخرى، وبسؤاله عما إذا كان يفضل أن يكون المطعم خارج الفندق، فكان الجواب: «بالطبع لا، فما يقدمه فندق على مستوى (لو بريستول) للمطعم يصعب أن يحصل عليه أي مطعم منفصل، فالإمكانات المادية تساعد الطاهي على الإبداع وهذا ما يفعله الفندق الذي يسعى إلى تقديم الأفضل». ومن المطاعم الرائعة الأخرى في الفندق والتي تقع تحت إشراف فريشون أيضا، مطعم فوبور 114، فأجواؤه أقل رسمية ولكن أطباقه تشهق بالنكهة.


 
4 - سبا لا بريري La Prairie، من الصعب أن تجد فندقا في وسط المدينة يوفر مساحة للراحة، إلا أن «لو بريستول» استفاد من المساحات واختار واحدة من أهم الماركات في مجال التجميل، فسبا لا بريري اسم سويسري بارز، يقدم للزبائن فرصة اختبار المستحضرات المميزة من خلال جلسات التدليك والتقشير وعلاجات الوجه وغيرها، في أجواء هادئة، وبعض غرف العلاج تطل على الحديقة، وفي فصل الصيف يمكن فتح الأبواب المطلة إلى الخارج لتنشق الهواء العليل وفي نفس الوقت تلقي العلاجات المميزة، ومن أشهرها «سيغنتشار مساج» وهو عبارة عن جلسة تدليك، تعيد إليك الحيوية في مدة 50 دقيقة. ويوجد أيضا بالطابق الأعلى للفندق بركة سباحة داخلية تطل على أجمل وأشهر معالم المدينة، تخضع حاليا لعملية ترميم وتغيير ديكور، ويوجد أيضا ناد رياضي وصالون لتصفيف الشعر للنساء وآخر للرجال.


 
5 - الخدمة، هي ثاني أهم سبب لاختيار الفندق، فـ«لو بريستول»، يتميز بخدمة عالية جدا، تليق بنجومه الخمس، يقدم الخدمة المناسبة لكل شخص على حدا، فرجال الأعمال لهم حصتهم والأزواج أيضا، والعائلات وخاصة الأطفال، فلهم الحصة الأكبر، فيقدم الفندق جواز سفر لكل طفل، يدون عليه المعلومات الخاصة به، وخلال الإقامة يتمكن الأطفال من اللعب مع القط «فرعون» النازل الدائم في الفندق وهو موجود طوال الوقت في البهو، كما يوجد أيضا أرنب في الفندق، يستطيع الأطفال إطعامه وزيارته من وقت إلى آخر، ويوجد بمحاذاة السبا الصحي ناد صغير خاص بالصغار، فيه شاشة تلفزيون وألعاب إلكترونية وغيرها تشرف عليها جليسات أطفال متخصصات، يقمن بالاهتمام بالأطفال في الوقت الذي يخضع فيه الأهل للعلاج في السبا.