أحيانا تكون التلقائية في اتخاذ قرارات السفر جزءا من الإثارة، فالمسافر يقرر القيام برحلة إلى وجهته المفضلة ويجهز حقيبته على عجل وينطلق. ولكن هذا الأسلوب في السفر، على الأقل لغير المتمرس، قد يكون مدعاة للمتاعب. فلا بد من اتخاذ خطوات عملية مدروسة للسفر الآمن الخالي من المتاعب قبل بداية الرحلة وخلال العبور من المطارات وحتى الوصول إلى جهة السفر. ومراجعة بعض هذه الخطوات قد تجنب المسافر الكثير من المتاعب، هو في غنى عنها.
وقد تبدو بعض هذه الاستعدادات بديهية، ولكن العديد من المسافرين يواجهون متاعب لا حصر لها من جراء عدم الانتباه إلى التفاصيل. والأولوية بالطبع هي التأكد من أن جواز السفر صالح للاستخدام ويغطي طوال فترة السفر وفترة ستة أشهر بعد العودة أيضا حيث ترفض بعض الدول منح التأشيرات على جوازات سفر تقل صلاحيتها عن ستة أشهر. ولدى السفر إلى بعض الدول لا بد من الحصول على تأشيرات مسبقة والتأكد من سريان صلاحيتها قبل السفر.
1- جواز السفر ويعد جواز السفر وثيقة في غاية الأهمية ويجب الحفاظ عليه في كل الأحوال من الضياع أو السرقة. ويلجأ البعض إلى تصوير جواز السفر والوثائق الأخرى والاحتفاظ بهذه الصور إلكترونيا أو في حقيبة السفر للمساعدة في استخراج جواز بدل فاقد في حالة ضياع الجواز الأصلي. ولكن خوض هذه التجربة صعب والأجدر بالمسافر الحفاظ على جواز سفره من الضياع. وعند السفر لا بد من الاحتفاظ بجواز السفر وتذاكر السفر في حقيبة اليد أو في الجيب وليس في حقيبة السفر التي تشحن في الطائرة.
2- مراجعة توصية وزارة الخارجية قبل قرار السفر إلى أي جهة يتعين أيضا مراجعة توصية وزارة الخارجية بشأن المناطق الخطرة. وعادة ما تنشر وزارات الخارجية هذه المعلومات على مواقعها الإلكترونية وتنصح المسافرين بتجنب السفر إلى جهات معينة قد تكون عالية الخطورة. وتوفر بعض المواقع أيضا معلومات حول إجراءات الأمن الشخصي الواجب اتباعها في بعض الدول، وكيفية التصرف في حالات الطوارئ، ونبذة عن القوانين والقواعد العامة في الدول المستقبلة للسياح.
ومؤخرا أصدرت السلطات السعودية مثلا نصيحة بألا يحمل المسافرون مبالغ نقدية تفوق ما تسمح به قوانين بعض الدول. كما كانت مصر قد أعلنت بعض القيود على إخراج وإدخال النقد الأجنبي بما لا يزيد على عشرة آلاف دولار أو ما يعادلها. ويمكن الاستعاضة عن ذلك باستخدام باقة متنوعة من أدوات الدفع تشمل جزءا نقديا يمكن تحويله إلى العملة المحلية سواء في المطارات أو البنوك المحلية ومكاتب الصرافة، ثم استخدام الشيكات السياحية وبطاقات الدفع والائتمان، خصوصا في المنافذ الكبرى مثل الفنادق وشركات السياحة.
3- تحضيرات خاصة بالمنزل وهنالك أيضا بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها في حالات السفر وترك المنزل شاغرا، حيث يجب وقف تسليم الصحف والمجلات ووقف تشغيل التكييف الأوتوماتيكي وتفريغ البراد من الأطعمة التي قد تفسد بعد فترة، وفصل المعدات الكهربائية وأجهزة الكومبيوتر. كما يجب ترتيب زيارات من قريب أو صديق إذا لزم الأمر لري بعض النباتات أو العناية بحيوان أليف.
4- التطعيم ضد الأمراض الذهاب إلى بعض الدول الاستوائية يلزمه تطعيم ضد بعض الأمراض الوبائية وتحتاج بعض هذه الإجراءات إلى أوقات متفاوتة. ولذلك فالتخطيط للتطعيم قبل ثلاثة أشهر من السفر ضروري حتى تكون له فاعلية.
5- الذهاب إلى المطار ويتعين الذهاب إلى المطار قبل ساعتين من السفر لإنهاء إجراءات السفر والمرور عبر بوابات الأمن. وحتى إذا كانت إجراءات السفر واختيار المقعد على الطائرة متاحة مسبقا على الكومبيوتر المنزلي، فالمسافر يحتاج لبعض الوقت لتسليم الحقائب وإنهاء إجراءات الأمن، وربما التسوق من الأسواق الحرة. وتبدو فترة 90 دقيقة مناسبة كحد أدنى لهذه الإجراءات ولكن من الأفضل توفير وقت أطول تحسبا للظروف، فربما تطول طوابير بوابات الأمن أو يكون المطار مزدحما.وعلى المسافر طبع بعض المعلومات والاحتفاظ بها في كل الأوقات. وهذه تشمل: رقم رحلة الطيران، واسم الشركة الناقلة، وموعد الإقلاع، وصالة الإقلاع. وفي حالات الترانزيت يجب أن يعرف المسافر هذه المعلومات جيدا بالإضافة إلى طباعة تذكرة السفر أيضا. من المعلومات الأخرى التي سوف يحتاجها المسافر رسالة حجز الفندق ورقم أو إيصال الحجز، ووثيقة تأمين السفر. كما يجب أن يحمل المسافر معه رخصة القيادة الخاصة به.
ويختلف الوزن المسموح به لكل مسافر وفقا للشركة الناقلة والدرجة التي يسافر عليها. وفي الدرجة السياحية في معظم الشركات لا يزيد حجم الوزن المسموح به على 20 كيلوغراما لكل مسافر. أما الأوزان الزائدة فيدفع المسافر تكلفة الحمولة الزائدة للشركة. ويتعين على المسافر الالتزام بالحمولة المسموح بها له، خصوصا إذا كانت الرحلة مع أكثر من شركة طيران، وفي هذه الحالة لا بد من الالتزام بالحد الأقصى لأقل الشركتين تسامحا مع الوزن الزائد.
6- إجراءات المطار ويجب على المسافر أن يضع اسمه ورقم هاتفه الجوال على الحقائب المشحونة، مع إضافة ورقة داخل الحقيبة باسمه وعنوان إقامته في بلد الوصول. وهناك نحو 23 مليون حقيبة تفقد سنويا من شركات الطيران في العالم، وهذه المعلومات تساهم في رجوع الحقائب لأصحابها في أسرع فرصة ممكنة. ويجب نزع أي أوراق متعلقة برحلات سابقة من على الحقيبة قبل تقديمها للشحن. ولا يجب شحن أغراض ثمينة في الحقائب المشحونة بالطائرة. ولدى إغلاق الحقيبة يجب استخدام أقفال معتمدة حتى يمكن فتحها إذا لزم فحص الحقيبة من الداخل من دون كسر أقفالها. ويلجأ البعض إلى وضع علامات أو ملصقات معينة على الحقائب للتعرف عليها بسهولة ومنع الآخرين من أخذها عن طريق الخطأ.
حقائب اليد أيضا يجب أن تلتزم بمعايير معينة في الحجم والوزن، لأنها توضع في رفوف علوية في الطائرة، ذات أحجام محدودة. وتسمح معظم الشركات بحقيبة يد واحدة على شرط ألا تحتوي على آلات حادة أو ولاعات سجائر أو علب إيروسول. وفي بعض المطارات تطلب السلطات إخراج أجهزة الكومبيوتر الدفتري من الحقائب لفحصها خارج الحقائب. ويجب أيضا الاحتفاظ بأي سوائل، في حدود 100 مليغرام، في أكياس شفافة وإخراجها من الحقيبة لفحصها منفردة. ولا يسمح الآن بحمل زجاجات المياه أو المشروبات والعبور بها من منافذ الأمن، حيث يجب شراء السوائل من داخل المنطقة الحرة وقبل الإقلاع إذا لزم الأمر. ويجب الاحتفاظ بأي أدوية شخصية أو مبالغ نقدية أو وثائق مهمة في حقائب اليد.
7- إجراءات الأمن أثناء المرور من بوابات الأمن يجب الاحتفاظ بجواز السفر وبطاقة الصعود للطائرة في حقيبة اليد أو الجيب لسهولة اطلاع المسؤولين عليها. ولا بد من ارتداء أحذية سهلة الخلع حيث تطلب بعض المطارات خلع الأحذية قبل المرور عبر البوابات. وبالطبع يجب أن يخلع المسافر عنه كافة الأدوات المعدنية مثل قطع النقود والساعة والحزام حتى لا ينطلق إنذار بوابات الأمن.
ويجب إبلاغ شركات الطيران بسفر ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يمكن أن تقدم لهم الشركات كل المساعدات المطلوبة من الانتقال بمقاعد متحركة إلى التوصيل الخاص إلى الطائرة. وتقدم الشركات هذه الخدمات مجانا ولا تمنع هذه المساعدات عمن يطلبها بحكم القانون، وإلا تعرضت للمساءلة وفق قواعد العمل التي تمنع التفرقة ضد هذه الفئات من المسافرين.
8- السفر بغرض الطبابة وفي حالة إجراء عمليات جراحية، لا بد من استشارة الطبيب حول فترة النقاهة اللازمة قبل القيام برحلات طيران، وهي فترات تختلف بين حالة وأخرى، وتكون في المتوسط أسبوعا إلى عشرة أيام بعد إجراء الجراحة. وتمنع القوانين الدولية نقل المسافرين الذين يعانون من أمراض معدية، ولذا يجب التأكد من الشعور بصحة جيدة قبل رحلات السفر الجوي. ويمكن للمسافر إبلاغ شركات الطيران قبل السفر بحاجته إلى أنواع معينة من الطعام مثل الطعام النباتي أو الخالي من مواد معينة قد تسبب له حساسية. من الناحية الصحية أيضا تقوم الشركات برش الطائرات القادمة من بعض الجهات لتطهيرها من حشرات ناقلة للأمراض. ولا يعد هذا الرش ضارا بالإنسان.
9- أدوات مهمة ولا يجب أن ينسى المسافر محولات الأكباس الكهربائية التي تختلف من بلد لآخر وقوة التيار ما بين 220 أو 110 فولتات من بلد لآخر. ويلجأ البعض إلى الاحتفاظ بحقيبة طبية صغيرة معهم، خصوصا لدى سفر العائلات بها رشاش «سبراي» مطهر وكريم مضاد للدغات البعوض وأقراص مضادة للإسهال وأقراص أسبرين ولصقات بلاستر.
10- استئجار السيارات ولدى استئجار سيارات لا بد من التأكد من نوع الوقود اللازم لها قبل التوجه إلى محطات الوقود والالتزام بقواعد المرور المختلفة من بلد لآخر. ولا بد من حمل بعض الخرائط أو أجهزة الملاحة للطريق وبعض زجاجات المياه، وكريم مضاد للشمس للأطفال. ويجب شحن وحمل أجهزة الهاتف الجوال في كل الأحوال لطلب النجدة في حالات الطوارئ. بعد كل هذه الاحتياطات، من المرجح أن تكون الرحلة خالية من المتاعب حتى يستمتع بها المسافر ومن معه في الرحلة.