أعلى

 

إن دار المصيف بكل تأكيد هو أندر جواهر مدينة جميرا، هذا المكان الساحر في ظلال برج العرب على شاطئ مدينة دبي التي تحولت في غضون عقد من الزمن إلى المدينة الأكثر جذباً للسياح في العالم العربي. إنه فندق لا يعرفه كثيرون، فهو بعيد عن الأنظار وأقل إبهاراً من فندق القصر أو مينا السلام، فندقي مدينة جميرا الآخرين، كما أنه هادئ ومريح بشكل استثنائي. الوصول إلى هذا الفندق يكون على متن العبارة، أو القارب التقليدي الصغير، على الممرات المائية التي توفّر للزائر زاوية فريدة لتأمل مدينة جميرا التي تُعتبر بنظر كثيرين أجمل ما في المشهد السياحي في دبي. العبور إلى الفندق يشكّل تجربة ساحرة بكل معنى الكلمة. وبالرغم من حداثة البناء، هناك شيء من البندقية أو مدينة بروج البلجيكية في هذه الرحلة إلى المنازل العربية الطراز المبعثرة التي تشكل مجتمعة فندق دار المصيف. كما أن زخرفات واجهات فندق القصر المجاور المتلآلة فوق المياه وجمال الممرات المائية تذكر بشيء من القناة الكبرى في البندقية. الفندق حديث، إذ افتُتح قبل أقل من عشر سنوات، إلا أنه بالتأكد ليس مبتذلاً. فخم بالتأكيد، لكنه يبتعد عن المبالغة.


منازل عربية مبعثرة بين زرقة المياه وخضرة الحدائق

"دار المصيف" باختصار هو مجموعة من المنازل العربية المبعثرة بين الممرات المائية وشاطئ الخليج والحدائق الخضراء. كل منزل مبني بالطراز الخليجي مع أبراج الهواء التقليدية وألواح الجبس المزخرفة والشرفات الخشبية. يضم كلّ منزل في دار المصيف حوالى 11 غرفة وجناحاً، ويتمتع كل من هذه المنازل باستقلالية لوجستية، فيمكن لزوار الفندق أن يسجلوا دخولهم في المنزل نفسه، ما يسهل هذه العملية التي قد تتسم بالتوتر في الفنادق الكبرى. كل ذلك يتم بعيداً عن أنظار العيون الفضولية، كأنما الذي يأتي إلى هذا المكان لم يأت لإبهار الناس بل ليعيش الراحة والرفاهية في إطار عائلي أو شخصي.


غرف غارقة في النور

"جناح البحر"، وهو من أجمل غرف الفندق، فسيح يغمره اللون الأبيض المطعم بأقمشة زمردية تتألق في الضوء المنساب من الأبواب المفتوحة على زرقة الخليج. وتذكر الأبواب الخشبية وقطع الأثاث التقليدي والمريح بالجوّ العام لمدينة جميرا. كل شيء في الجناح يحاكي الرفاهية. الأقمشة المرصعة بقطع الزجاج الملونة أو بالخرز تعلي من شأن المكان. أما الحمام، فقد يكون من الأكبر بين جميع الفنادق. في كل مكان تفوح رائحة البخور والعود، حتى أن مستحضرات العناية والنظافة في الحمامات تحتوي على تلك الرائحة الآسرة التي تسكن المخيلة لفترة طويلة. هناك دفء في المكان، وشيء من رائحة الحرية تأتي من البحر بكل تأكيد، وتدفع الزائر للانطلاق فوراً الى ملاقاة الرمال البيضاء الممتدّة تحت الشرفة مباشرة.


بعيد وقريب

الإقامة في دار المصيف تعني أنك بعيد عن كل شيء، وقريب من كل شيء. ففي النهاية، أنت لست في المالديف أو بورا بورا، بل في قلب دبي، المدينة ذات الحيوية الاستثنائية في الخليج. وبعد يوم على الشاطئ، يوفر الفندق فرصة للاستراحة في مجلس مشترك مفتوح في فترة بعد الظهر لنزلاء غرف المنزل الواحد. وفي هذه الفسحة يمكن احتساء شراب أو كوب من الشاي، أو افضل من ذلك، الدردشة مع زائر من هونغ كونغ وآخر من كندا أو من النروج. لا شك أن دار المصيف يترك أثراً، وهو ليس مجرد فندق فخم آخر، بل محطة تسكن الذكريات.