أعلى

 

بيروت - قال وزير السياحة اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود إن موسم الصيف هذا العام سيشهد انتعاشا في حركة السياحة وقد تستقبل البلاد ما يصل إلى مليوني سائح في ظل توقعات بعودة السياح الخليجيين. وتأثر لبنان وهو مقصد إقليمي رئيسي للسياح الخليجيين الاثرياء عندما حذرت أربع دول خليجية مواطنيها من زيارة لبنان بعد الاشتباكات التي اندلعت هناك بين مؤيدين ومعارضين للانتفاضة السورية. وهوى عدد السياح الخليجيين للبنان 80 بالمئة في عام 2012 مما ساهم في تراجع اجمالي اعداد السياح للبلاد بحوالي 17 بالمئة عن عام 2011 ليصل العدد إلى حوالي مليون ونصف المليون سائح. لكن عبود كما الكثير من اللبنانيين يرى أن منع دول الخليج رعاياها من زيارة لبنان جاء بسبب خلاف سياسي بعد الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المدعوم من المملكة العربية السعودية إثر إستقالة وزراء حزب الله وحلفائه من الحكومة. وقال عبود في منزله الفخم على ساحل بيروت "المقاطعة هي سياسية أكثر مما هي أمنية أو لها علاقة بالوضع الأمني". واضاف " نأسف على الإنفجار الذي وقع في بوسطن... طبعا هو عمل إرهابي رهيب ولكن هل تحولت مثلا بلدان الخليج لمنع رعاياها من السفر إلى بوسطن أو إلى الولايات المتحدة الاميركية؟".

 

وكان الوزير يشير إلى انفجاري ماراثون بوسطن اللذين خلفا ثلاثة قتلى و176 مصابا في أسوأ هجوم تتعرض له الأراضي الأميركية منذ هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001. وتابع عبود "هناك عشرات حوادث الخطف في عدة مدن في العالم بأفريقيا بأميركا الجنوبية وبأميركا الوسطى... هل تحولت دول الخليج إلى منع رعاياها من السفر (لتلك الجهات)؟". وردا على سؤال حول توقع استقبال مليوني سائح هذا العام ارتفاعا من 1.5 مليون سائح في 2011 قال عبود "نعم اذا كان الوضع الامني جيدا". وخلال عام وثمانية أشهر من حكم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي يرأس حاليا حكومة تصريف اعمال شهدت البلاد أكبر أزمة نزوح للاجئين السوريين ترافقت مع خلافات سياسية واضطرابات أمنية ومواجهات في الشوارع. وبعد استقالة ميقاتي في ابريل/نيسان كلف الرئيس ميشال سليمان تمام سلام تشكيل حكومة مما أشاع جوا من التفاؤل على المستوى السياحي. وقال عبود "نعم نحن نعتبر العلاقة مع دول الخليج علاقة تاريخية... وبالتالي أعتقد أن الأسباب السياسية التي أدت إلى المقاطعة قد اختفت".

 

واوضح ان لبنان مستعد تماما "لموسم سياحي كما نتمناه وكل الدلائل تشير إلى أن الصيفية ستكون جيدة جدا سيما وأن سياح لبنان والذين كانون يعتبرونه الوجهة الأولى جربوا تركيا واوروبا وكل العالم وحسب ما نسمع من أصدقائنا الخليجيين أن لا أحد يأخذ حصة لبنان في قلبهم قبل ان تكون في عقلهم". ووجه دعوة الى السياح الخليجيين إلى زيارة لبنان قائلا "كلنا نريد أهل الخليج وكلنا نحبهم ونعتبرهم أساسا في الإقتصاد الوطني. ولا أحد نظر بمأساتنا بلبنان إلا إخواننا في الخليج". وقال عبود إن الاحصائيات النهائية لعام 2012 شهدت تراجعا في اعداد السياح بحوالي 17 بالمئة عن عام 2011 ووصل الرقم الى حوالي مليون ونصف سائح. واضاف انه في أول ثلاثة شهور من هذا العام كان هناك نقص عن العام الماضي بحوالي ثمانية بالمئة. واشار الوزير إلى أن لبنان يحاول تعويض خسارة نحو 300 ألف سائح كانوا يأتون عن طريق البر وتوقفوا بسبب الحرب في سوريا ولكن شركة طيران الشرق الاوسط تحاول تسيير رحلات إضافية لتعويض هذا النقص.

 

وقال عبود إن 80 بالمئة من السياح الخليجيين تغيبوا عن لبنان العام الماضي أما السياح الذين أتوا الى البلاد فكانوا من الاوروبيين وبعض العرب وخصوصا العراقيين بالإضافة إلى الأعداد المتزايدة من الاثرياء السوريين الذين حجزوا الفنادق الفخمة وانفقوا في البلاد. وأضاف "طبعا التوقعات كلها مرتبطة بالمقاطعة وعدم المقاطعة ولكن لدينا أسواق جديدة واعدة منها الاسواق الروسية ومنها أسواق امريكا الجنوبية واعتقد كلها واعدة وحتما اذا كان الوضع الامني جيدا سيكون عندنا سنة افضل من السنة الماضية". ومضى الوزير يقول "يجب ان يتذكر الجميع أن موضوع الاستقرار الأمني مرتبط ارتباطا مباشرا بالقطاع السياحي. أي عدم إستقرار أمني اذا كان واقعيا او إذا كان على شاشات التلفزة يؤدي إلى نتيجة أن يخاف السائح ان يأتي إلى لبنان".