أعلى

 

مسقط – في وقت تتواصل فيه الاضطرابات السياسية في العالم العربي، سجلت سلطنة عمان نموا كبيرا في عدد السياح (الأوروبيين خاصة)، الأمر الذي يرده البعض للاستقرار السياسي والاهتمام الحكومي الكبير بقطاع السياحة. ورصدت التقارير المالية السنوية لشركات السفر والسياحة نظرة ايجابية لنمو وتطور قطاع السياحة العام الماضي في ظل الزيادة الملموسة في عدد الزوار والسياح القادمين للسلطنة وهو ما ادى الى تحسن نسب الاشغال واسعار الاقامة في الفنادق. واشارت التقارير الى نمو مكانة السلطنة كوجهة سياحية مفضلة وبديلة لدى السياح بفضل حالة الاستقرار في البلاد، فضلا عن الحملات الترويجية التي تمت العام الماضي في اطار الاحتفال بمسقط عاصمة للسياحة العربية. واشار تقرير شركة "عمان للفنادق" الى ان الانتشار الكبير للفنادق والشقق الفندقية الجديدة الذي استمر طوال عامي 2010 و2011 تباطأ بشكل كبير خلال عام 2012 وقد ساعد ذلك في الحد من تأثير المنافسة من قبل هؤلاء الوافدين الجدد لهذا القطاع خلال 2012.

 

وأكد أن المخاوف التي سادت خلال عام 2011 تبدد في أذهان الزوار والسياح المحتملين من أوروبا إلى السلطنة خلال عام 2012، ونتج عن ذلك وصول أعداد كبيرة من الزوار خلال هذا العام، ويرجع ذلك أساساً إلى التدابير الترويجية المختلفة التي اعتمدتها وزارة السياحة وشهد قطاع السفر الترفيهي نمواً جيداً. وساعد اختيار مسقط عاصمة للسياحة العربية عام 2012 من قبل وزراء السياحة العرب في قدوم أعداد كبيرة من الزوار، ومن المتوقع أن يساهم ذلك في إنعاش صناعة السياحة والسفر في السلطنة عام 2013. وبالنظر إلى الاحتجاجات وحالة عدم الاستقرار التي تسود بعض البلاد العربية حالياً فان الزوار المحتملين لتلك الدول سيضعون في الاعتبار سلطنة عمان كوجهة سياحية مفضلة. واضافت الشركة ان مشاريع البنية الاساسية الجاري تنفيذها والمشروعات الجديدة المتوقع الإعلان عنها في قطاع الضيافة، يتوقع أن يكون لها أثار إيجابية في استقطاب عدد كبير من رجال الأعمال إلى عمان أثناء تنفيذ وإنجاز هذه المشاريع وكذلك بعد الانتهاء من التنفيذ.

 

وفي نظرتها المستقبلية للقطاع، اوضحت الشركة ان التباطؤ في نمو أعداد الفنادق والشقق الفندقية والزيادة في عدد الزوار الوافدين عوامل ادت الى استقرار أسعار الغرف ونسب الأشغال الأمر الذي ساعد على زيادة الإيرادات خلال عام 2012.  ومن المتوقع أن يظل عام 2013 هادئاً فيما يتعلق بإضافة فنادق وشقق فندقية جديدة وتوقعت الشركة تواصل نمو أعداد الزوار خلال عام 2013 وما بعده بصورة كبيرة، سواء كان ذلك في قطاع الأعمال أو السياحة. وتساهم الاستثمارات الحكومية الجديدة في مشاريع البنية الاساسية، والبرامج الترويجية التي تنتهجها وزارة السياحة في تسليط الضوء على الطبيعة الجميلة والتراث العماني الموغل في القدم. ويتوقع أن يساهم قطاع السياحة بحوالي 2٫5 بالمئة من الناتج المحلي العماني بحلول 2020 مقارنة مع 1٫2 بالمئة هذا العام.

 

وتوقعت "عمان للفنادق" استمرار ارتفاع عدد الزوار خلال عام 2013، فيما أكدت شركة "فنادق الخليج" انها سجلـت إجمالـي إيـرادات 8.388 مليـون ريـال عمانـي (حوالي 21 مليون دولار). وقال تقرير شركة "عمان للفنادق والسياحة" ان الاقتصاد العماني سجل نمواً لافتاً على مدى السنوات الماضية ومن المتوقع المحافظة على هذا الاتجاه في عام 2013. ومع استمرار ارتفاع أسعار النفط ، يتوقع ازدياد الإنفاق الحكومي على السياحة، الأمر الذي سيساعد في دعم الاقتصاد خلال السنوات القادمة. وأكدت الشركة أنها استطاعت الصمود أمام المنافسة الناتجة عن ازدياد أعداد الفنادق والشقق المفروشة بشكل سريع، وتتطلع إلى عام 2013 بتفاؤل. واوضحت انه برنامج "الرؤية المستقبلية – عمان 2020" الذي يهدف لدفع عجلة الاستثمارات المستدامة للحكومة في مشاريع البنية الاساسية يشكل حافزاً للنمو في أعداد القادمين إلى السلطنة.