أعلى

 

أظهرت دراسة أعدتها «رابطة تسويق المدن السياحية الأوروبية»، أن برلين هي المدينة الأوروبية الأكثر نمواً في المجال السياحي. وعلى رغم أنها مازالت تحتل، لجهة عدد السياح الذين يزورونها والبالغ 11 مليوناً تقريباً العام الماضي، وعدد الليالي التي يقضونها فيها والبالغ نحو 25 مليون ليلة، مركزاً أدنى من المدن السياحية المشهورة مثل لندن وباريس، إلا أن أي عاصمة أوروبية لم تحقق حالياً معدلات نمو مرتفعة في عدد زوارها كما حققت برلين، والتي بلغت 10 في المئة عام 2012. واحتلت هامبورغ المرتبة الثانية لجهة نمو السياحة خلال الفترة ذاتها، بينما سجلت عواصم ومدن أوروبية أخرى مشهورة، مثل روما وبرشلونة، معدلات نمو عادية، في حين تراجع عدد السياح إلى العاصمة الإسبانية مدريد وجزيرة مايوركا الإسبانية. وأكد الأمين العام لمؤسسة تسويق المدينة «فيزيت برلين» بوركهارد كيكر، أن «صدى الانفتاح الذي تؤمنه برلين لكل زوارها، والتجدد المستمر الذي تعيشه، انتشر في كل أصقاع الدنيا وأدى إلى جذب استثنائي للسياح».

 

وأطلقت الرابطة على برلين لقب «بووم تاون» بعد نمو عدد الليالي السياحية فيها بمتوسط بلغ 8.8 في المئة سنوياً خلال السنوات الخمس الماضية. ولا يبدو حتى الآن أن النمو السياحي سيتراجع هذه السنة على رغم فصل الشتاء الطويل والقارس الذي شهدته، فارتفع معدل الليالي السياحية في الأشهر الأربعة الأولى من السنة إلى 7.5 مليون ليلة، نسبتها 9.1 المئة، مقارنة بالعام الماضي، كما زاد العدد الإجمالي لزائري المدينة 18.7 في المئة.

 

وأكدت الدراسة أن العاصمة الألمانية تحقق دخلاً كبيراً من السياحة، إذ يصرف كل سائح يومياً 35.70 يورو. وأكدت وزيرة الاقتصاد في حكومة ولاية برلين كورنيليا إيزر أن «العاصمة فرحة بأن تكون محبوبة إلى هذه الدرجة من زوار الداخل والخارج». وفي وقت تواصل العاصمة برلين جذب مزيد من السياح، محققة زيادة نسبتها خمسة في المئة ومسجلة انخفاضاً طفيفاً في عدد العاطلين من العمل فيها، من المقرر أن يحرمها الإحصاء السكاني الذي نشر أخيراً، وهو الأول الذي يجري منذ أكثر من عقدين، من أكثر من نصف بليون يورو من المساعدة التعاضدية السنوية المعقودة بين الولايات الـ16. وستكون برلين أكبر الخاسرين نتيجة الإحصاء الذي أظهر أن عدد سكانها أقل بخمسة في المئة عملياً عما كان يُعتقد سابقاً، أي يبلغ 3.2 مليون بدلاً من 3.38 مليون. ويعني ذلك أن العاصمة ستخسر 515 مليون يورو سنوياً، سيوزع القسم الأكبر منها على المدن والبلدات التي ارتفع عدد سكانها. وشكّكت حكومة الولاية في صحة الإحصاء السكاني لبرلين، وطالبت بإعادة عملية التعداد.