أعلى

 

ما زالت لندن مركزا للجذب العالمي الأول للسياحة العلاجية والطبية، وخصوصا من الشرق الأوسط. وفي لندن تجري الأبحاث الطبية على قدم وساق ويقدم أطباؤها اختراقات علمية متتالية مما يجعل أمل الشفاء من أمراض عضالة أكبر منه في لندن عن أي موقع طبي آخر. وتتقدم لندن طبيا في مجالات أبحاث الخلايا الجذعية والزراعة الدقيقة لعلاج مرض السكر. وفي لندن تقع بعض أهم المستشفيات التعليمية في العالم مثل إمبريال كوليدج ومدرسة لندن للطب الاستوائي، كما أنها تستخدم أحدث التقنيات ومنها أجهزة روبوت جراحية دقيقة. وتجذب مستشفيات لندن المزيد من المرضي سنويا ممن لا يجدون علاجا مماثلا لحالاتهم في بلادهم. وعادة من تسافر العائلات مع المرضى وتقضي وقتا في لندن إلى حين الشفاء، ولذلك تخضع السياحة الطبية في لندن إلى منظمة حكومية لتشجيع لندن كمركز سياحة وطب عالمي، وهي منظمة «لندن أند بارتنرز» التي تأسست بدلا من هيئة «فيزيت لندن» التي كانت معنية بالسياحة فقط.

 

من بين أكبر شبكات المستشفيات في بريطانيا مجموعة سباير للعناية الطبية التي تدير نحو 40 مستشفى في أنحاء بريطانيا منها ثلاثة في لندن. وتنظم مؤسسة سباير إنترناشيونال كل الاحتياجات الطبية للمرضى من الخارج، وهي تعمل بصفة وثيقة مع السفارات والمكاتب الصحية والعسكرية والفرق الرياضية والشركات التي تتعامل مع الخدمات الطبية الدولية.

 

من المؤسسات الأخرى التي تعنى برعاية المرضى الأجانب «إتش سي إيه» الدولية التي تمتلك ستة مستشفيات وأربعة مراكز رعاية صحية في لندن من بينها «عيادة هارلي ستريت» ومستشفى لندن بريدج ومستشفى ليستر ومستشفى بورتلاند، ومستشفى الأميرة غريس. وتملك المجموعة 727 سريرا طبيا في لندن ولها 11 مكتبا دوليا تتعامل في كل الإجراءات من السفر إلى التأشيرات اللازمة.

 

ويعد مستشفى بورتلاند في شمال لندن أكبر مستشفى خاص في بريطانيا. وأخيرا حصل المستشفى على جهاز روبوت طبي ثمنه 1.5 مليون إسترليني اسمه دافنشي، وهو يسهم في الجراحات الدقيقة ويمنح الجراحين صورا ثلاثية الأبعاد لموقع الجراحة مما يزيد من دقة العمليات. وهو يستخدم في عمليات دقيقة للبروستاتا والكلي والقلب.

 

وهناك الكثير من المواقع الطبية على الإنترنت التي تعطي النصيحة للمرضى منها موقع الخدمات الصحية الحكومية (NHS) وخدمات من شركات خاصة مثل «توتال هيلث». تهدف هذه المواقع إلى تسليح المريض بالمعلومات حتى يتعرف على حالته ويختار أسلوب العلاج الملائم له ويختار الأطباء أو المستشفيات التي يريد العلاج فيها.

 

وتنقسم الخدمات الطبية في بريطانيا إلى أربعة أقسام جغرافية في إنجلترا وأسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية. وهناك الكثير من مستشفيات القطاع الخاص التي تقدم أيضا خدماتها للقطاع الحكومي. وتتفوق المستشفيات البريطانية في الكثير من الجراحات الطبية مثل جراحات التجميل، كما أن بها الكثير من المستشفيات المتخصصة في أمراض أو حالات بعينها. ويخضع الأطباء الذين يتلقون تدريبهم في بريطانيا إلى خمس سنوات من التدريب الطبي بالإضافة إلى فترات أخرى وفقا لتخصصهم. ويخضع الأطباء والمستشفيات إلى الكثير من أنواع الرقابة الدورية للتأكد من جودة مستوى الأداء. ولذلك يعتبر معدل وقوع الأخطاء الطبية في بريطانيا من أدنى المعدلات عالميا.

 

تفاصيل مهمة بعد تلقي العلاج هناك الكثير من الفنادق المجاورة للمستشفيات التي يمكن الاستراحة فيها مع معرفة أن الأطباء قريبون في حالة الحاجة إليهم. وبعد الشفاء يمكن الاستمتاع أيضا بتجربة سياحية ثرية، سواء في لندن أو في المدن البريطانية الأخرى. ويحتاج الزائر إلى بريطانيا بغرض العلاج إلى تأشيرة طبية يمكن التقدم للحصول عليها من على الإنترنت. وهناك الكثير من شركات تسهيل الزيارات الطبية تقوم بكل إجراءات الحجز والتسجيل في المستشفيات والترجمة والمتابعة. وتشمل الحالات القادمة إلى مستشفيات بريطانيا من منطقة الشرق الأوسط جراحات تغيير الركبة أو الحوض وجراحات القلب، بالإضافة إلى جراحة التجميل وعمليات الأسنان. وتستأثر لندن بالعدد الأكبر من المرضى العرب. وتعتقد مصادر بريطانية أن أسباب الإقبال العربي على لندن تتراوح بين الثقة في نوعية العلاج الذي يقدمه الأطباء في بريطانيا وتجنب قوائم الانتظار أو عدم وجود التخصص الطبي الكافي في البلدان التي يأتي منها المرضى.

 

مستقبل زاهر وتتوقع مصادر طبية أن تتضاعف السياحة العلاجية في بريطانيا في السنوات الخمس المقبلة، وهو تيار يشمل أنحاء العالم الأخرى أيضا. وتعود أسباب هذه الزيادة إلى عدة عوامل منها سهولة الحصول على المعلومات حول المستوى الطبي في الدول المختلفة وتشجيع هذه الدول للسياحة العلاجية ووجود مؤشر دولي لمستويات العلاج العالمية وتوافر وثائق التأمين الطبي الدولية. وتوفر حكومات الخليج تغطية تكاليف العلاج في الخارج لمواطنيها إذا اقتضت الحاجة. ويختار المرضى العرب لندن لمعرفتهم بمدى الحرفية والتخصص الطبي والرعاية التي يلقونها خلال وجودهم فيها. ولا تدخل التكاليف في اعتبار معظم المرضى القادمين من منطقة الخليج. وتشكو الجهات الطبية في العاصمة البريطانية من ناحيتها من صعوبة الحصول على تأشيرات الدخول للسياح وللأغراض العلاجية. وتسهم هذه التعقيدات في تقهقر لندن التنافسي مع مراكز العلاج الأخرى المتاحة في العالم للمرضى من العالم العربي ومن مواقع أخرى.

 

نماذج متخصصة من المراكز الأخرى التي ترحب بالزوار العرب في لندن مؤسسة «بوبا» التي يعمل المركز الدولي لها من مستشفى كرومويل غرب لندن. فهذا المركز يعمل على ترتيب كل احتياجات الزائر العربي وتشمل خدماته: مساعدة المريض على اختيار العلاج الملائم له، ترتيب المواعيد والدخول المستعجل للمستشفيات، تقديم المشورة للقادمين من الخارج ورعاية الاحتياجات الغذائية الخاصة فيما يتعلق بالأكل الحلال. وتقدم المؤسسة كذلك خدمات الترجمة.

 

ولدى المؤسسة الكثير من الأطباء والإخصائيين الذين يتحدثون اللغة العربية بالإضافة إلى الإنجليزية. وللمؤسسة قسم لكبار الزوار يقدم خدمات طبية على مدار الساعة مع حراسة وسرية تامة في أجنحة فاخرة بالإضافة إلى غرف مجاورة للمصاحبين للمريض. وفي حالات تكفل الحكومات أو السفارات بتكاليف العلاج لا يطلب القسم سوى خطاب ضمان من السفارة المعنية. ولا يتطلب تحديد موعد مع إخصائي سوى إرسال فاكس بوثيقة استطلاع تنشرها الشركة على موقعها الإلكتروني. وتتضمن المعلومات المطلوبة اسم المريض وعمره وتاريخه الطبي ولياقته البدنية وسبب طلب العلاج. وبعد مراجعة المستشفى للحالة تقدر له التكاليف وموعد الحضور. وبعد القبول يتحدد الموعد النهائي وتسهم المؤسسة في المساعدة على استخراج تأشيرة الدخول. ولا يوجد للمؤسسة في الخارج إلا ثلاثة مكاتب تمثيلية في ليبيا وقبرص والصين.

 

مؤسسة طبية شهيرة أخرى في لندن هي «إمبريال برايفت هيلث كير» (المركز الملكي الخاص للرعاية الطبية)، وهو يعالج نحو 40 ألف مريض سنويا من بريطانيا وأنحاء العالم. ولدى المؤسسة 450 استشاريا في كل التخصصات الطبية والجراحية. ويعتمد المركز على أحدث طرق التشخيص وأعلى مستويات العناية بالمرضى لدرجة العناية المركزة. وينزل المرضى في غرف خاصة ذات حمام وتتوفر للمرضى وجبات غذائية ملائمة صحيا وثقافيا ودينيا. ويتخصص المركز في الكثير من الحالات التي تشمل أمراض القلب، الولادة، أمراض الصدر، العناية بكبار السن، أمراض الدم وجهاز المناعة، قسم الأعصاب، وأمراض الكلي. واشتهر المركز بأن لديه وحدة توليد عالمية نزلت فيها أخيرا الدوقة كيت زوجة الأمير ويليام ورزقت فيها بابنهما جورج. ويقع المركز في وسط لندن بجوار المعالم السياحية المشهورة فيها. ويتبع المركز قواعد الدفع المسبق أو خطابات الضمان التي تطلبها كل المستشفيات الأخرى التي تعالج المرضى من خارج المملكة المتحدة.