أعلى

 

دخلت المفاوضات بين عملاقي تصنيع الطائرات «بوينج» الأميركية و«ايرباص» الأوروبية, وبين الناقلات الجوية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الشركات الإماراتية مرحلة حاسمة تمهيداً للإعلان عن صفقات وطلبيات قد تتراوح بين 200 إلى 250 طائرة جديدة بقيمة تقدر بنحو 150 مليار دولار «550 مليار درهم», وفقاً لمصادر بقطاع الطيران. وتفيد المصادر بأن المفاوضات التي تدور رحاها منذ عدة أشهر في المكاتب المغلقة وعبر «الفيديو كونفرانس», ومازالت جارية لحين التوقيع النهائي على الصفقات شهد ضغوطاً واسعة تمارس إما من قبل اللاعبين الكبار في قطاع النقل الجوي في المنطقة على الشركات المصنعة أو من قبل المصنعين أنفسهم على المشترين للحصول على أكبر عدد من الطلبيات لتعزيز مبيعات هذه الشركات للسنوات المقبلة خاصة أن ناقلات المنطقة تعد بين الأسرع نمو عالمياً. ومع انطلاق معرض دبي للطيران غدا الأحد تتجه الأنظار إلى الناقلات الوطنية «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» و«العربية للطيران» و«فلاي دبي» فضلا عن شركات الطيران الخليجية وفي مقدمتها الخطوط القطرية للإعلان عن طلبياتها الجديدة, والتي من شأنها أن تكشف النقاب عن المصنع الأوفر حظاً, والذي سيتم التوقيع معه بأكبر عدد من الصفقات في إطار المنافسة المحتدمة عبر السنين بين بوينج وايرباص على تصدر عرش سوق الطيران.

 

وفيما يرى مراقبون أن الكفة قد تميل إلى المصنع الأميركي «بوينج» خاصة بعد الإعلان عن نيتها البدء في برنامج لتصنيع طائرة ركاب جديدة من طراز 777-إكس الميني جامبو, والتي سيتم تحديد مصيرها قبل نهاية العام الحالي بناء على قوة الدفع التي ستمنحها لها الشركات المهتمة بهذا الطراز يرى آخرون أن عملاق التصنيع الأوربي «ايرباص» يتمتع بقدرات عالية ونفوذ كبير في أسواق الطيران بالمنطقة خاصة على صعيد الطائرات كبيرة الحجم وبعيدة المدى, وفي مقدمتها ايه 380 لهذا فمن الصعب كما يشير المراقبون التكهن لمن ستؤول إليه الحصة الأكبر من الصفقات التاريخية المتوقع إبرامها في معرض دبي للطيران لهذه الدورة. وتتوقع مصادر مختلفة أن تقوم شركة طيران الإمارات التي أبدت اهتماماً بطائرة بوينج الجديدة 777 اكس بدعم برنامج هذه الطائرة من خلال التقدم فعلياً بأول طلبيات شراء موقعة لهذه الطائرة كما وقفت وراء مشروع الايرباص ايه 380 وباتت أكبر زبون لها حتى الآن, وذلك بعد إعلان شركات عالمية نيتها شراء هذه الطائرة وفي مقدمتها شركة لوفتهانزا.

 

لكن ما زال هذا الأمر بحسب المراقبين معلقاً بمدى المرونة التي ستبديها بوينج في تنفيذ المواصفات التي اقترحتها طيران الإمارات, والتي دائما ما تتطلع لشراء ناقلات تواكب طموحاتها التوسعية, وتتماشى مع استراتيجيتها التشغيلية التي تعتمد على المحاور الجوية بدلا من النقاط. وكان تيم كلارك رئيس شركة «طيران الإمارات» قد دعا في تصريحات سابقة شركة بوينج لصناعات الطيران لتنفيذ المواصفات التي طلبتها طيران الإمارات للطائرة 777 اكس بما يمهد بحسب مراقبين لإعلان صفقة مرتقبة خلال الفترة المقبلة لاسيما وأن المفاوضات امتدت كذلك إلى شركة جنرال الكتريك المصنعة لمحركات الطائرة حول المحرك الذي سيتم تصميمه لهذا الطراز, وذلك في سياق خطط طيران الإمارات لتعزيز أسطولها بطائرات جديدة عريضة البدن لتحل مكان أسطول الطائرات 777.