أعلى

 

تزخر الإمارات بفرص استثمارية واعدة خلال الأشهر الـ12 المقبلة يصحبها ضغوط تضخمية متوقعة سريعاً ما ستنتهي لتعم الفائدة جميع إمارات الدولة مدفوعة بنظرة مجتمع الاستثمار الأكثر إيجابية في أعقاب فوز الدولة باستضافة معرض “إكسبو 2020” بحسب دراسة لمؤسسة “سي بي آر إي” الشرق الأوسط للأبحاث. وقال مات جرين رئيس بحوث واستشارات الإمارات في المؤسسة: ستشهد إمارتا الشارقة وعجمان زيادة في أسعار الإيجارات السكنية ارتباطاً بدبي كما هو معتاد تقليدياً مع ترجيح بدء مشاريع بناء جديدة نتيجة لذلك, وسيؤدي هذا أيضاً إلى تحسن في البنية التحتية والمرافق بدءاً من العقارات والتجزئة وانتهاءً بوسائل المواصلات. وبين أن التجزئة تتحرك بوتيرة مثيرة للاهتمام خلال هذه الفترة في دولة الإمارات فالإقبال على مراكز التسوق في دبي هو الآن في أعلى مستوياته مع تلقي دبي مول أكثر من 100 ألف زائر أسبوعياً, ومع توقع تضاعف عدد السياح خلال السنوات السبع المقبلة فإن هناك حاجة واضحة لتطوير مراكز تجزئة جديدة. وأشار مات إلى أن دبي تضم حالياً نحو 2,2 مليون متر مربع من مساحات التجزئة, وتخطط بعض أكبر مراكز التسوق في المدينة للتوسع بما في ذلك دبي مول وابن بطوطة ومول الإمارات، لافتاً إلى أن آخر تقرير من “سي بي آر إي” لـ”تطورات مراكز التسوق” بين أن لدى دبي ما يقرب من نصف مليون متر مربع من مساحات مراكز التسوق قيد الإنشاء.

 

وأوضحت دراسة “سي بي آر إي” بأنه قد يبدو أن التعجيل ببناء مساحات التجزئة في دبي بهذا الشكل الضخم أمر مبالغ فيه، إلا أن قطاع الأعمال يظهر جدوى هذه الخطوة. ففي عام 2012 دخلت 25 علامة تجزئة دولية جديدة إلى السوق, وهو ما يعكس الإيجابية تجاه المدينة. وأفاد بأن دولة الإمارات لا تزال وجهة مفضلة لتجار التجزئة الدولية, حيث تبرز أبوظبي على وجه الخصوص مع امتلاكها مشاريع تجزئة ضخمة قيد التطوير في سعيها نحو ترسيخ اسمها بين وجهات التسوق والترفيه الرائدة. وستقوم مراكز التجزئة الجديدة مثل جاليريا, أو المرتقب افتتاحها قريبا مثل ياس مول, بإبراز مكانة أبوظبي وجلب العلامات التجارية الجديدة ومفاهيم التجزئة إلى المنطقة. ولفت إلى أن أبوظبي تمتلك حاليا أكثر من 800 ألف متر مربع من مساحات التجزئة الجديدة قيد التطوير الأمر الذي يضعها بين المدن الرائدة عالمياً في تطوير مراكز التسوق. وأشار مات إلى أن التنوع في التركيبة السكانية الشابة, والاستهلاك المنزلي العالي, والإدراك القوي بالعلامات التجارية, ومفاهيم التجزئة الحديثة يواصل في تقديم نظرة مستقبلية تفاؤلية قوية لتجار التجزئة, وتحتل دبي الآن المرتبة الثانية بعد لندن من حيث عدد العلامات التجارية الرائدة, وقد تتجاوز دبي لندن بحلول عام 2020 كوجهة التسوق الأكثر تنوعاً وشمولاً في العالم.

 

وأشار إلى أن افتتاح أول مباني مطار آل مكتوم الدولي في الأشهر الأخيرة من حملة الترشيح لمعرض إكسبو, وهي الخطوة التي أرسلت إشارة واضحة للعالم بنوايا دبي تتمثل في إنجاز الأمور بسرعة وبشكل صحيح, لافتاً الى أن المبنى الأول بالمطار يحظى بقدرات استيعاب نحو 7 ملايين مسافر سنوياً. وقال: “مع البنية القائمة, يمكن توسيع المحطة بسرعة لاستيعاب ما بين 10 إلى 12 مليون مسافر سنوياً كما يتوقع المخطط الرئيسي لدبي وورلد سنترال حركة ركاب تقارب 30 مليون مسافر بحلول عام 2020”. كما أن المطار هو الخيار الأمثل لمعرض إكسبو, لأنه مبنى المطار الوحيد الذي يرتبط مباشرة مع مركز رئيسي للموانئ والخدمات اللوجستية ضمن منطقة حرة واحدة الأمر الذي سيترك أثراً دائما للمدينة, وسيؤدي بلا شك إلى ترسيخ دبي وورلد سينترال كأهم المراكز التجارية في العالم. وشدد التقرير على أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به الآن بعد أن نجحت دبي في اقتناص المعرض, ولديها الثروة إلى جانبها للقيام بذلك مشيراً إلى أن 90% من سكان العالم يمكنهم الآن الوصول إلى دبي في رحلة واحدة بالطائرة دون توقف. وقال “يمكن أيضاً لثلثي العالم السفر إلى دبي في غضون ثماني ساعات أو أقل, ولدى دبي البنية التحتية المناسبة والقيادة الحكيمة المستشرفة للمستقبل”, منوها بأنه سيتم إقامة إكسبو 2020 في قلب العالم حيث يقع مركز الثقل الاقتصادي العالمي, وسيكون للمعرض أثر جيد على دبي ودولة الإمارات ككل.