التسوّق الإلكتروني التوجه السائد
أشار قادة الصناعة أثناء حديثهم في منتدى ً فكريً نظّمته كلية لندن لإدارة الأعمال إلى أن قطاع التجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة قد يشهد طفرة ضخمة فيما يتعلق بأنشطة التجارة الإلكترونية خلال السنوات القليلة المقبلة. وخلال إحدى المنتديات الفكرية التي عقدتها كلية لندن لإدارة الأعمال مؤخراً، توقّع قادة الصناعة أنّ البداية البطيئة التي يشهدها التسوق عبر الإنترنت يمكن أن تتغيّر في المستقبل القريب وبشكل جذري. وقال أحمد جلال إسماعيل، الرئيس التنفيذي في شركة “ماجد الفطيم فنتشرز”، وأحد خريجي هذه الكلية: “بالمقارنة مع أسواق التجزئة الناشئة الأخرى، سنلاحظ أن دبي تشهد الآن أدنى مستوى من الانتشار في أنشطة التجارة الإلكترونية. ففي العام الماضي 2013، قال 9 في المائة فقط من المتسوقين الذين استطلعنا آرائهم مؤخراً بأنهم قاموا بعمليات شراء عبر الإنترنت خلال الاثني عشرة شهراً الماضية”. ولكنه أضاف قائلاً: “تشهد الفترة الحالية زيادة في أعداد المتسوقين الشباب الذين امتلكوا الهواتف الذكية طيلة فترة حياتهم. تسجّل دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أعلى النسب فيما يتعلق بمستوى انتشار الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية على مستوى العالم، وأظهرت الدراسات أنه مع تزايد قيام الأشخاص باستخدام الإنترنت لإجراء المزيد من البحث عن المنتجات التي يحتاجون إليها، فإن ذلك سيؤدي حتماً في نهاية المطاف إلى زيادة حجم المعاملات التي تتم عبر مواقع التسوق الإلكتروني”.
أما بالنسبة للمستهلكين الذين لم يخوضوا تجربة التسوق عبر الإنترنت حتى الآن، فقد زاد إقبالهم على استخدام الإنترنت للبحث عن عروض المنتجات المختلفة ومقارنة الأسعار بين العلامات التجارية المتنافسة، وذلك وفق ما أظهرته دراسات حديثة. وأشار إسماعيل إلى أن ما يصل إلى 83 بالمائة من مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستخدمون الإنترنت يومياً، كما أن 53 في المائة منهم يبحثون عن شراء المنتجات عبر الإنترنت. وتشير دراسات أجرتها وكالتا “يورومونيتور” و “غولدمان ساكس” إلى أن 19 في المائة من إجمالي تجارة التجزئة والملابس في منطقة الشرق الأوسط سوف تتحول إلى النسق الإلكتروني على الإنترنت بحلول العام 2030. وفي واقع الأمر، تضع بعض شركات تجارة التجزئة على الإنترنت مثل “نت أي بورتر” Net-a-porter دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر من بين أكبر الأسواق العالمية التي تتحول إلى هذا التوجه. ويبدي خبراء التجزئة المحليون استجابة لهذه الاتجاهات المتغيرة عن طريق اتباع العلامات التجارية العالمية عبر الإنترنت. وتقول نسرين شقير، إحدى خريجات كلية لندن لإدارة الأعمال والتي شاركت في جلسة النقاش، أن تجار التجزئة على الانترنت يستحوذون على الاهتمام في السوق، وسيتمكنون في نهاية المطاف من الفوز بحصة في السوق من قطاع التجزئة التقليدي.
وتقول شقير أيضاً: “بات تجار التجزئة التقليديون يتعاملون مع تجارة التجزئة عبر الإنترنت بقدرٍ أعلى من الاهتمام في الوقت الراهن، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل عام واحد أو عامين. ويعتبر هذا التحول نوعاً من التغيير الإيجابي لأن هذه القناة الإلكترونية توفر فرصة أخرى لخدمة عملائنا الحاليين”. وأضاف إسماعيل: “مع وصول السوق المحلية إلى مستوى النضوج، فإننا نتوقع أن تعمل مواقع التجزئة على شبكة الانترنت مثل موقع “إي باي” eBay و “أمازون” Amazon على تعزيز عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. ومن شأن ذلك أن يسهم في نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة بشكل كبير”. كان هذا الحدث منتدى النقاش الأول من نوعه الذي يستهدف قطاع تجارة التجزئة ونظمته كلية لندن لإدارة الأعمال في نادي “كابيتال” بمركز دبي المالي العالمي. واشتملت قائمة المتحدثين في الجلسة على كل من: أحمد جلال إسماعيل، الرئيس التنفيذي في شركة “ماجد الفطيم – فنتشرز” ونسرين شقير رئيس شركة “فيرجن ميغاستور في الشرق الأوسط، وناتالي بوجدانوفا، المدير الأعلى لتطوير الأعمال والعمليات في مجموعة إعمار لمراكز التسوق المحدودة. وأدار الجلسة الحوارية جون ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة “كوليرز إنترناشيونال” في الشرق الأوسط.