الخسارة من ألمانيا تهدد السياحة بالبرازيل
سبعة أهداف مقابل هدف واحد ، لم تكن نهاية متوقعة لمباراة أصبحت الأشهر في مونديال كأس العالم لكرة القدم لهذا العام، حتى أن أكثر المتشائمين لم يكن ليتوقعها، حيث فاز المنتخب الألماني على المنتخب البرازيلي في عقر داره وفي نصف النهائي، مما أشعل حالة من الحزن العميق بجميع المدن البرازيلية، حتى أن أشهر الصحف العالمية قد قالت أن هذه الليلة قد كانت أحلك الليالي على البرازيل. بعد انتهاء المباراة بهذه النتيجة وقعت مشاجرات في بيلو هوريزونتي، التي استضافت المباراة، في حى سافاسي الأكثر زيارة من قبل السائحين بمتوسط 25 ألف شخص في شوارعه وحاناته، انتهت باعتقال 12 شخصا. وفي السلفادور، عاصمة ولاية باهيا، وأحد مقار المونديال، فقد اضطرت فيها السلطات لفض مهرجان «فان فيست» الجماهيري التابع لـ«فيفا»، الذي كان يضم 50 ألف مشاهد للمباراة، لوقوع أعمال شغب ومحاولة سطو مسلح جماعي. وفي شاطئ كوباكابانا، إحدى المناطق الأكثر جذبا للسياح والزوار خلال المونديال في ريو دي جانيرو، اعتقلت السلطات ثلاثة أشخاص لخلقهم حالة من الفوضى والشغب وسط أعداد كبيرة من المشجعين الذين فروا فزعا دون معرفة ماذا يحدث وما إذا كان هناك سطو مسلح. وفي ريسيفي، عاصمة ولاية بيرنامبوكو «شمال غرب»، وأحد مقار المونديال، اضطرت الشرطة أيضا لفض مهرجانها الجماهيري «فان فيست» واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق اشتباكات وقعت بين المشجعين خلال المباراة. وبحسب التقارير الصحفية فقد تعرضت العديد من المدن البرازيلية لأعمال تخريب، من حوادث سطو مسلح لأعمال شغب لإشعال نيران من قبل مجهولين في عدد كبير من الحافلات. ونقلت وسائل الإعلام العالمية مدى التوتر التي تعيشه البرازيل في الآونة الحالية مما دفع بالكثير من السائحين والزائرين من متابعي المونديال بالعودة إلى منازلهم في حالة ذعر مما يحدث، حتى أنهم لم يخرجوا منها لحين هدوء الأوضاع الحالية والتي يبدو أنها ستستمر لعدة أيام مقبلة، خاصة أن الشعب البرازيلي معروف بالشغف والتعلق بكرة القدم بشكل كبير. حتى أن الكثير من المحللين يرون أن السياحة في البرازيل قد تكون مهددة خلال الستة أشهر المقبلة نتيجة هذه الخسارة الكبيرة التي تلقاها منتخب السامبا على أراضيه ووسط جماهيرة التي تمنت بل توقعت تحقيق الحلم الأكبر بالفوز بكأس العالم لهذا العام.