في إطار اختيار هامبورغ عاصمة أوروبا الخضراء 2011، أكدت الشركات العاملة في هامبورغ التزامها بالاستدامة. وقد استضافت غرفة تجارة هامبورغ مؤخرا حدثا أطلق عليه «قمة الاقتصاد المستدام». وبهذه المناسبة، أكدت 700 شركة عاملة في هامبورغ دعمها لفكرة العاصمة الخضراء وقدمت إعلانا بشأن الاستدامة والاقتصاد من أجل إظهار كيف أن الشركات تهدف بشكل متزايد إلى الجمع بين البيئة والاقتصاد والمسؤولية الاجتماعية. وتعمل شبكة «الشراكة البيئية»، التي أنشئت عام 2003، بمثابة منظمة تضم تحت مظلتها جميع الأنشطة المتعلقة بالمناخ وحماية البيئة للشركات التي تتخذ من المدينة مقرا لها. وبفضل تدابير كفاءة الطاقة المطبقة في هذا المجال، فقد تمكنت الشركات المشاركة بالفعل من تجنب أكثر من 100000 طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل نحو 16 مليون يورو من تكاليف التشغيل، وفقا لغرفة تجارة هامبورغ. وكانتhg مدينة الألمانية الشمالية هامبورغ قد منحت لقب «عاصمة أوروبا الخضراء» من قبل المفوضية الأوروبية. ومن خلال مجموعة من التدابير المختلفة، أثبتت مدينة الميناء كيف أنه يمكن، وعلى الرغم من كونها مدينة صناعية كبيرة تمتلك ميناء للشحن، الجمع بنجاح بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. وقد بدأ العام الجديد بالعديد من المبادرات التي يمكن أن تكون مصدر إلهام مهما لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد رائدة في المنطقة بجهودها لتطوير نموذج عمل مستدام ومدن صديقة للبيئة في المستقبل.
ويعد النهج الذي تتبعه المدينة بشكل عام مثيرا للاهتمام بصورة خاصة بسبب كون هامبورغ مدينة حيوية اقتصادية أدركت أن عليها أن تتصرف في مجال حماية البيئة أيضا بغية الحفاظ على قدرتها التنافسية. وقد أكدت هيرلند غوندلاخ Herlind Gundelach رئيسة وزارة هامبورغ للتنمية الحضرية والبيئة، جهود المدينة بالقول: «تواجه هامبورغ كونها منطقة صناعية كبرى تضم ثالث أكبر ميناء في أوروبا، تحديات كبيرة فيما يتعلق بحماية البيئة. ولذلك فإنه من دورنا وواجبنا أن نربط المجالين الاقتصادي والبيئي بصورة استراتيجية». وسيتم خلال العام تشجيع أكبر عدد ممكن من المواطنين للمشاركة في التدابير التي وضعت في إطار العمل المعد لهامبورغ كعاصمة أوروبا الخضراء.
وقد بدأ عام العاصمة الخضراء منذ بداية يناير (كانون الثاني) بافتتاح العديد من المعارض. وشملت الفعاليات الأخرى فعاليات فنية وحلقات نقاشية فضلا عن حفل الافتتاح الشهير الذي أقيم لعامة الناس أمام قاعة المدينة. كما تضمنت المشاريع الأخرى على سبيل المثال خططا لتوسيع الاستدامة لنظام النقل العام وإقامة مظلة على الطريق السريع A7 في قلب المدينة. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل مشاريع التنمية الحضرية، مثل مشروع هافن سيتي هامبورغ، المعرض الدولي للبناء (آي بي أي هامبورغ 2013) ومعرض الحدائق الدولي (آي جي إس 2013)، على إظهار كيف أن تخطيط المدن المستدامة يمكن تطبيقه في المدن المزدحمة أيضا.
وقد أظهرت هامبورغ بالفعل، انطلاقا من حرصها على تعزيز طموحاتها، التزامات كبيرة وكثيرة في مجال الطاقة المتجددة، الذي يعد القطاع الاقتصادي الأسرع نموا في المدينة. على سبيل المثال، فإن 60% من المعرفة في مجال طاقة الرياح المتوفرة في العالم تقع في هامبورغ والمنطقة المجاورة لجنوب الدنمارك. وعلاوة على ذلك، فإن كبرى شركات توربينات الرياح على مستوى العالم، مثل فستاس (Vestas)، قامت مؤخرا بنقل فرعها الخاص بأوروبا الوسطى إلى هامبورغ. وأيضا فإن واحدة من الشركات العالمية الرائدة في توريد مولدات الطاقة المستخرجة من الرياح، مجموعة نورديكس (The Nordex Group)، قد قامت ببناء منشأة جديدة في الميناء بالتعاون مع مزود الطاقة التابع للقطاع العام «هامبورغ إينرجي» (Hamburg Energie). والهدف من الأخير هو لتقديم هذا النوع من الطاقة الكهربائية لمواطني هامبورغ، والتي تتميز بكونها خالية من الكربون والطاقة النووية. ويهدف هذا الحقل ليكون واحدا من أهم العناصر المكونة لاستراتيجية هامبورغ، والتي وضعت لنفسها هدفا فريدا من نوعه على مستوى العالم - ألا وهو الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2020، مع الإبقاء على تنافسيتها ونجاحها الاقتصادي. ويمكن أن تلقى هذه المبادرة الكثير من الاهتمام في أنحاء مختلفة