هناك العديد من الأماكن الجميلة في أصقاع الأرض تستحق وصفها بالفردوس، ولكن جمهورية جزر المالديف واحدة من الأماكن التي تتمنى زيارتها. وفي قلبها يقع فندق فيلافارو على جزيرة نيلاندهي أتول الجنوبية المرجانية، التابع للعلامة التجارية Angsana Spa المألوفة في دبي، ما يشجعك على الاقامة في الفندق. من دبي، الرحلة القصيرة نسبياً، تجعل السفر إلى الجزيرة ممكناً ولو لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة. ومع ذلك، ستضطرون إلى تغيير الطائرة لركوب طائرة بحرية توصولك إلى المنتجع نفسه.
يبدأ كرم ضيافة Angsana Spa الكامل في مطار ماليه. حيث يجتمع الضيوف ويُؤخذون إلى فيلا صغيرة لانتظار رحلاتهم على متن الطائرات المائية. هنا ستدلل بالمشروبات الباردة والمناشف الباردة المنعشة ومقاعد ذات إطلالات رائعة تجدها بانتظارك. بعد فترة انتظار قصيرة، تستقل طائرة مائية صغيرة لعبور المرحلة الأخيرة من الرحلة. ويبدو منظر المياه الفيروزية على مد البصر مذهلاً بالفعل، حيث تطفو فوقها مجموعة الجزر التي بدت كنقاط صغيرة من فوق.
توقفت الطائرة مرتين لتوصل مسافرين إلى منتجعات أخرى، ثم جاء دورنا. تتوقف الطائرة المائية عند جسر عائم قبالة الشاطئ ويأتي قارب المنتجع ليقلكم. عند رصيف الفندق، تصطف إدارة الفندق كلجنة ترحيبية لاستقبال ضيوفها.
مكثنا في واحدة من الفلل الشاطئية والتي تضم حديقة خاصة بها، ودشّ خارجي وحوض استحمام بالماء الساخن في الجهة الخلفية، وفناء مزيّن مباشرة على الشاطئ في الجهة الأمامية. الغرف ليست فاخرة ذات مستوى 5 نجوم تماماً، ولكنها مزينة بشكل لطيف، وهي أكثر من مريحة (يستخدم منتجع Angsana Spa الروائح كجزء من علامته التجارية، مع مجمرة زيوت والبخور في الغرف التي توقد في المساء كجزء من خدمة ترتيب الغرفة). وضعت أحواض الاستحمام وراء جدار فاصل في الجزء الخلفي من غرفة نوم، ولكن الحمّام والدش موجودان خارج الفيلا في الطريق إلى الحديقة. يبدو الأمر مستغرباً في البداية، لكن سرعان ما تعتاد عليه!
الهدف الرئيسي من العطلات هو الاسترخاء، ويمكنك أن تقضي معظم وقتك بالاسترخاء تحت أشعة الشمس مع اطلّالة خلابة على البحر، أو ممارسة القليل من الغوص تحت الماء، والتنزه بين الحين والآخر حول الجزيرة. تهطل في بعض الأحيان زخات متفرقة من المطر، ولكن هذا يعني الانتقال لمدة عشر دقائق إلى السرير اليومي تحت مظلة الفيلا.
يمكنك أيضاً القيام بزيارة طويلة إلى المنتجع الصحي، والانغماس في علاج من الأعلى إلى أخمص القدمين، يشمل تنظيف الجسم وتلميع البشرة والتدليك وقناع للوجه. وتتم جلسات التدليك وفقاً للمعايير العالية المعتادة لمنتجع ، (لم يكن زوجي متأكداً من رغبته بفرك جسمه بالمربى، اذ استغرق وقتاً طويلاً حتى تخلص من قشور البرتقال!)
يوفر المنتجع مجموعة من الرحلات الممتعة، منها رحلة الدولفين التي تدوم لساعتين. قد ينتهي بك المطاف إلى استخدام الزورق بنفسك، وبعد نحو 40 دقيقة تجد ما يصل إلى ستة دلافين تسبح حول مقدمة القارب. التجربة رائعة حقاً تتيح أيضاً رؤية المزيد من المنطقة المحيطة.
يضم المنتجع مطعماً رئيسياً واحداً يقدّم مجموعة كبيرة من الوجبات، إضافة إلى مطعم منفصل للمأكولات البحرية. يمكن أيضا تناول العشاء في الفيلا أو حتى على الشاطئ إن كنت تفضل الخيار الرومانسي! أعجبنتا كثيراً وجبات الكاري المالديفية الأصيلة لدرجة أن نادلنا اللطيف أحضر لنا بعض العينات من قائمة غداء الموظفين.
يمضي الوقت بسرعة كبيرة جداً، وسرعان ما يحين وقت العودة الى المنزل. كان موعد إقلاع طيران الإمارات من ماليه متأخراً في المساء، ولكن آخر طائرة مائية من المنتجع مضطرة للطيران قبل غروب الشمس، لذلك كان لدينا متسع من الوقت لنمضيه في ماليه.
يقوم الفندق بترتيب جولة على الأقدام في المدينة. لا تستغرق الجولة وقتاً طويلاً، حيث أن ماليه عاصمة ذات مساحة صغيرة، ولكنها تبدو نسخة متطابقة من جزر المالديف بالتأكيد. المشي بقرب قوارب الصيد المملوءة بأسماك التونة الصفراء على متنها، وعند المرور بسوق السمك يشعرك كما لو كنت في مغامرة لتشارلي بورمان، خصوصاً عندما تتحول الشوارع إلى اللون الفضي لاكتسائها بطبقة من قشور السمك! كانت هذه نهاية رائعة لرحلة رائعة إلى الفردوس، وكليّ أمل حقاً أن أعود...