سحر الطبيعة الإيرانية على شاطئ قزوين
ما بين محافظات ايران مازندران وجيلان الايرانية الواقعة شمال طهران، وعلى بعد 500 كيلومتر عنها، حكاية اسمها عروس الشمال القاطنة على اطول شاطئ بحري لبحر قزوين بامتداد 950 كيلومترا ومنها تستطيع ان تشاهد اجمل المناطر الطبيعية وأنقاها بيئيا من حيث انتشار الغابات التي تشكل ثلاثة ارباع تلك المحافظات وساعد على انتشار الغابات والمحميات اضافة الى السدود المائية للاستفاده من مخرجات الطبيعة ومن الجداول والانهار التي تنتشر في تلك المنطقة. اذا أردت ان تنظر الى جمال خلق الله تعالى فحتما أنت بحاجة الى زيارة شمال طهران لتشاهد أبدع ما خلق الخالق للخلق ولتشاهد صورة بانورامية حية من جمال الطبيعة الواقع على بحر قزوين والمتمثل بالغابات والحدائق والمسطحات الخضراء التي تمثل موقعا مثاليا للبيئة الحيوانية مثل الطيور بانواعها من الحمام البري والبط والطيور المهاجرة باشكالها، وصولا للغزلان والثعالب.. وحتى الخنازير وغيرها والتي تتحرك بحرية في غابات شاسعة وفي اجواء آمنه وفرتها لها السلطات المحلية من خلال قوانين صارمة تمنع الصيد الجائر وعمليات قطع الاشجار والتعدي على البيئة، وتنزل عقوبات صارمة بحق المخالفين.
الحديث عن الزيارة التي قام بها الوفد الاعلامي الكويتي الى شمال طهران، بدعوة من السلطات المحلية فيها ضمن جهودها لتسليط الضوء على المناخ الاستثماري والسياحي في هذه المنطقة، يحتاج الى وقفات لتصوير ونقل جمالية المنظر والصورة. وترجع بداية الحكاية الى هبوطنا كوفد اعلامي في مطار الامام الخميني في طهران لتقلنا حافلة عن طريق البر متجهين الى شمال طهران، وتحديدا الى محطتنا الاولي بالرحله وهي محافظة مازندران والتي تبعد عن العاصمة طهران ما يقارب 500 كيلومتر، تم قطعها في 5 ساعات، حيث وصل الوفد الى مقر اقامته في فندق نارنجستان الواقع على بحر قزوين مباشرة.
غابة النور
في اليوم الاول للزيارة انتقل الوفد عصرا الى النقطة الاولى بالزيارة وهي «غابة النور» وهي من اكبر الغابات بالشرق الاوسط وهي عبارة عن محمية لما يقارب من 36 كيلومترا من الغابات محاطة بسياج يمنع فيها الرعي والصيد الجائر ويمنع فيها قطع الاشجار من خلال قوانين صارمة وضعتها الدولة. وخلال الزيارة اوضح حاكم غابة النور المرافق للوفد هادي خنجري اهمية هذه الغابة ، واسهب بالحديث عنها للوفد بالقول ان الغابة تنتشر على مساحة 36 كيلومتر مربع وتعتبر من اكبر الحدائق بالشرق الاوسط، وهي عبارة عن مسطحات خضراء وليست جبلية تحوي الاعشاب الطبية النادرة، ويزورها بين 15 و20 مليون سائح سنويا من داخل ايران وخارجها، وهي قريبة من البحر الامر الذي يمنحها جمال الطقس ولطفه. وعن البيئة البرية بالغابة قال «يوجد فيها خنازير وغزلان والثعالب وانواع الطيور من الحمام البري والبط والطيور المهاجرة» مشيرا الى انها محمية طبيعية مفتوحة للجميع. زيارة غابة النور لم تتوقف هنا، بل انطلق لزيارة سد «علي مالات» وهو من السدود المقامة بهدف توفير وتوجيه المياه والاستفادة منها، إضافة إلى توفير الطاقة الكهربائية حيث عمدت السلطات هناك الى توفير منتزه في اطلالة جميلة على غابة النور يوضح شكل الغابة وهي تحيط بها الجبال من كل اتجاه، وتلفها الغيوم في صورة بانورامية جميلة جدا تخطف الالباب وتسحر الزوار.
هذه المناظر الجميلة في اكبر مسطح من الغابات في المنطقة، لم تكن مصدر السحر لها فقط، بل هناك الطقس الذي تعادل روعته طقس اوروبا حيث تصل درجة الحرارة الصغرى خلال الليل الى 10 درجات والكبرى 25 خلال النهار، وذلك خلال شهور السنة تزيد تدريجيا خلال الصيف لتصل الى20 ليلا و35 نهارا، ولا سيما ان ارتفاعها عن سطح البحر يعطيها ميزة حسن الطقس. بعد ذلك انتقلنا الي منطقة رويان في محافظة مازندران حيث شاهدنا اطلالة المدينة على بحر قزوين لمسافة 32 كيلومترا من اصل 950 كيلومترا من اطلالة بحر قزوين على الجمهورية الايرانية كما قال مرافق الوفد هادي خنجري. ويقول خنجري «ان ايران هي من اولى الدول التي لديها اكبر اطلالة على بحر قزوين من اصل 5 دول تطل عليه مشيرا الى ان اطلالتها تمتد 950 كيلومترا تقريبا وتحظى الشواطئ باهتمام وعناية الدولة من حيث النظافة وضمان عدم التعدي على البحر».
بعدها انتقلنا الي منطقة نمك ابرود، وهي منطقه استثمارية تحوي عددا من الفلل الخاصة وتحوي على «تلفريك» يقصده الناس من انحاء ايران. وقال حاكم المنطقة السيد زندي الذي رحب بالوفد الاعلامي، واكد ان منطقة نمك ابرود فيها امكانات سياحية واسعة وهناك خطان تلفريك للجبل وهو اكبر تلفريك بالمنطقه طوله كيلوان وفيها مؤهلات السياحة من مطاعم واماكن ترفيهية. ثم انتقلنا الى منطقة رامسر وهي المحطة الاخيرة في محافظة مازندران حيث وصلنا الي منطقة ( التلفريك ) والذي نقلنا الي ارتفاع 500 متر عن سطح البحر في اروع مشروع تلفريك محلي حيث وصلنا الى اعلى نقطه جبلية تصل فيها درجة الحرارة الى 10 وكانت الضيافة هناك بتناول طعام الغداء في تلك النقطة قبل العودة مع الغروب بواسطة التلفريك الى نقطة الانطلاق والقيام بجولةعلى الشريط الساحلي لبحر قزوين والذي يمر بمنطقة رامسر في منظر سياحي جميل يوضح انتشار المقاهي الشعبية هناك.
حقول الشاي والأرز
وفي محافظة جيلان بدأت الرحلة من خلال زيارة حقول زراعة الشاي والارز حيث زرنا منطقة واجرفا والتي تشتهر بحقول الشاي حيث يتم زراعة وانتاج ما يقارب من 3000الي 4000الاف طن من الشاي سنويا من خلال انتاج الشاي الاسود والشاي الاخضر والذي يتم حصاده 4 مرات بالسنه تبدأ شهر 4 من كل عام. ويوجد في واجرفا ما يقارب من 7 مصانع للشاي من اصل 25 مصنعا في ايران. وعن آلية حصاد الشاي وتصنيعه فانه يجمع المحصول وينشر على السطح ويجفف وبعدها ينزل بالجهاز الخاص بالتسخين وبعد 45 دقيقه يتم تقطيعه وينفض مرتين لغربلة الشوائب وبعدها المرحلة الثانية وهي تنشيف الشاي من الاخضر للاسود وتصديره للاسواق. ومن لم يزر بحيرة لاهيجان المتفرعة من بحر قزوين فانه لم يزر منطقة لاهيجان لا سيما ان هذه المنطقه بها ايضا التلفريك الجبلي الذي ينقلك الى قمة الجبال والتي ما ان تصلها الا وتشاهد العاب ترفيهية والعاب للاطفال ومطاعم ومحلات تسوق. بعدها انتقلنا الى زيارة المنطقة الجمركية الحرة وتسمى ميناء أنزلي وهو المكان الذي يقع على شاطئ بحر قزوين داخل منطقة أنزلي، حيث تستفيد ايران من هذا الميناء بالتعامل التجاري والتجاره البينيه حيث تستورد ايران من تلك الدول الحديد والاخشاب وتقوم هي بتصدير 5 الاف شكل تجاري وغذائي مع الدول الخمسة المطلة على بحر قزوين مثل روسيا وغيرها.
وخلال جولة بحرية في ميناء أنزلي بسفينة تجارية جالت بالوفد الاعلامي اكتشفنا مدى حجم ومساحة هذا الميناء ودوره في تسهيل تلك المهام، كما اطلعنا على حجم القوة العاملة والامكانات ووسائل النقل من سفن نقل ورافعات شوكية وشاحنات تقوم بعملية الخدمات داخل الموقع. وكانت الاطلالة على الميناء من خلال الرحلة البحرية التي تم تنظيمها هي الوسيلة للاطلاع على حجم هذا الميناء الكبير ودوره الحيوي لتقديم الخدمات العامه للبلاد. وفي اليوم الاخير للجوله قمنا بزيارة مشروع بناء ميناء جديد على بحر قزوين، حيث سيكون الاكبر من نوعه من حيث استقبال السفن التي تنقل 12 الف طن، كما ذكر مسؤول عن الميناء، مضيفا أن العمق سيكون 10 امتار والحد الفاصل بين كاسر الامواج الاول والثاني 2625 مترا، ومساحة الميناء ٢٠٠ هكتار، وطول الارصفة 4255 مترا وخلال السنتين القادمتين ينتهي كاسر الامواج وبمجرد الانجاز ويتم الهدوء بالبحر يبدأ العمل بالميناء، وأن التكلفة 250 مليار تومان لانجاز كاسر الامواج.
بيان صادقي مديرة مصنع الانسجة الخاص بصناعة الملابس القطنية والصوف والنايلون قالت للوفد الاعلامي، إن المخزن يحتوي الملابس القادمة من المصنع حتى يتم توزيعها على الافرع في المنطقة. وعن استيراد الاقمشة قالت «جزء ينتج داخليا وجزء يتم استيراده من تركيا، فلدينا 600 عامل بالمصنع وافرع الشركة، ولدينا مكتب وفرعان باسطنبول، ونصدر الى المانيا، وعندنا شهادت ضمان الجوده داخليا وخارجيا».