مدينة ورزازات المغربية تشكل الوجهة المفضلة لدى كثير من السياح والمنتجين السينمائيين العرب والأجانب. وتتمتع مدينة ورزازات المغربية بمقومات كثيرة على الصعيد السينمائي جعلت البعض يطلق عليها لقب "هوليوود إفريقيا". وتشير أسبوعية "جون أفريك" في عددها الأخير إلى الخاصيات المتميزة التي تتمتع بها المدينة على مستوى الإضاءة مرورا بالتنوع في المشاهد الطبيعية ووصولا إلى تسعيرة تنافسية للخدمات، مشيرة إلى أن ذلك مكنها من تكريس قدراتها السينمائية حيث باتت تستقطب مزيدا من مهنيي الفن السابع عبر العالم والسياح على حد سواء. وأشارت الأسبوعية في مقال تحت عنوان "مرحبا بكم في واليود" نقلته وكالة الأنباء المغربية إلى أن المداخيل الواردة من أنشطة التصوير السينمائي الأجنبي أصبحت موارد أساسية، ليس فقط بالنسبة لعاصمة السينما بالجنوب المغربي "واليود"، كما لقبتها بذلك مؤخرا "فايننشال تايمز"، وإنما بالنسبة لدولة المغرب بشكل عام. وسجلت مداخيل القطاع السينمائي بالمدينة عام 2008 نحو 110 ملايين دولار قبل أن تتراجع سنة 2009 بسبب الأزمة الاقتصادية. وافتتحت قبل أيام الدورة الثانية لملتقى "موفيميد" حول السينما السياحية في ورزازات، بحضور ما يقارب 300 من مهنيي قطاعات السياحة والسينما والثقافة من البلدان الشريكة في هذا المشروع والممثلة بواسطة الهيئات السياحية، ولجان الفيلم، وكذا شركات الإنتاج و مهنيي هذه القطاعات. ويعد الملتقى فرصة لبناء جسور للتواصل بين قطاعي السينما والسياحة في عدد من بلدان حوض المتوسط، وفسحة للقاء بين رجال الأعمال والمستثمرين لصياغة رؤى مشتركة حول آفاق النهوض بالصناعة السينمائية والمهن السمعية البصرية في حوض المتوسط. وتمكّن المغرب في الفترة الممتدة ما بين 2006 و2010 من جلب أكثر من 140 إنتاجا أجنبيا، فيما بلغ مجموع الاستثمارات الموظفة في هذه الفترة حوالي 250 مليون يورو، أي بمعدل 50 مليون يورو عن كل سنة. واستقطبت ورزازات الحصة الأكبر من هذه الإنتاجات التي تعكس قوة الجذب التي يتمتع بها وزازات خاصة والمغرب بشكل عام كوجهة سينمائية مفضلة من طرف المنتجين السينمائيين الأجانب. وتعتزم السلطات المغربية الاستفادة أكثر من التكامل الموجود بين السياحة والسينما في البلاد لتشجيع الشراكات بين البلدان المتوسطية في قطاعي السينما والسياحة إلى جانب تثمين فضاءات التصوير السينمائي. وتشكل اللقاءات التي عقدت مؤخرا في ورزازات فرصة لاستقطاب الزوار المولعين بمعاينة الديكورات الحقيقية لأشهر الأفلام في المدينة التي شهدت مرور عدد من كبار المخرجين والنجوم السينمائيين من ذوي الصيت العالمي، على غرار المخرج السينمائي الشهير الأمريكي ريدلي سكوت، الذي أصبح من المألوف مصادفته بالمكان منذ تصويره لفيلم "الكلادياتور" سنة 2000 .