أعلى

 

السفر الى كمبوديا يعد شيئا جميلا على قائمة عشاق السفر والمهتمين بالوجهات الجديدة، كيف لا ونهر الميكونغ يقسم أراضيها ويمدها بأجمل المناظر، وتضم بحيرة تونلي ساب التي تعد من أكبر البحيرات العذبة في آسيا، ناهيك عن مدينة آنكور .. مدينة تختصر آثار العالم داخل معابدها ، بعد رحلتي الرائعة إلى كمبوديا ، مجموعة من المعلومات والنصائح الهامة عن هذه الدولة.

 

1. أريد السفر.. هل أحتاج فيزا؟
 الحصول على الفيزا سهل جدا بالنسبة لأغلب الدول العربية، حيث يمكنهم الحصول على التأشيرة عند الوصول، أو التأشيرة الإلكترونية بمقابل 37 دولار عن طريق الموقع www.evisa.gov.kh ، ما عدا مواطني المملكة العربية السعودية، الجزائر، السودان والعراق، والذين يتوجب عليهم الحصول مسبقا على تأشيرة من أقرب سفارة ويمكن إصدارها خلال يوم واحد.

 

2. ماذا يتكلمون وبما يدينون؟
 اللغة الرسمية هي الكمبودية أو الخمير، يستطيع الكثير التحدث باللغة الإنجليزية، بينما تنتشر الفرنسية في أوساط كبار السن أيضا، والماليزية أيضا لدى عرق التشام ممن استطاعوا تعلمها في المدارس الإسلامية، إضافة إلى لغتهم المحلية “التشام” والتي تميل إلى اللغات المالايو-بولينيزية، أما الدين فأغلب السكان يعتنقون البوذية التي تشكل الديانة الرسمية وشكلا من أشكال الحكم الملكي هناك، ويوجد المسلمون بنسبة حوالي 6 بالمائة، قد كانت لي معهم تجربة جميلة حقا، أنصحك بزيارتهم بصراحة.

 

3. ماذا عن الطقس؟
 أجمل أجواء الطقس في كمبوديا بين ديسمبر وفبراير وهي معتدلة الحرارة تصل حتى 20 درجة مئوية، أما إذا سافرت من شهر مايو إلى نوفمبر فهو موسم الأمطار لكن الحرارة تبقى مرتفعة، حيث تهطل الأمطار ساعة من الزمن يوميا مساءً.

 

4. الكمبوديون طيبون جدا
 سافرت بين بعض بلدان جنوب شرق آسيا، والحقيقة أنني لم أجد ألطف من الكمبوديين سواءً من الخمير والأغلبية البوذية من السكان وأيضا من عرق التشام من المسلمين، على غير طبيعة أسفاري في هذه المنطقة، لم أجد من الكمبوديين من يريد استغلال وضعي كمسافر، سواء سائقي الدراجات النارية، التوك توك، الباعة المتجولون، أو من يدلّك على مكان جيد لعمل تدليك طبيعي، وبطبيعة الحال الأصدقاء، بل العكس تماما بالمساعدة وبالقناعة بما أعطيته من مال لقاء خدمته.

 

5. أمن وأمان..
تحدثت مع بعض الأصدقاء هناك، يحذرونني من السرقة المنتشرة، لكن السياح لديهم رأي آخر تماما، كمبوديا من أكثر البلدان أمانا للسائح في منطقة الهند الصينية، فالشرطة تأخذ الأمر بجدية، موظفو الفنادق ينصحون دائما بأخذ الأشياء الثمينة وأخذ الاحتياطات اللازمة لأن الإغراء هو ما قد يكون سببا في ضياع أشيائك، بالمختصر المفيد “كمبوديا آمنة، لكن لا تغري الناس بأشيائك الثمينة”.

 

6. الدولار أم الريال ؟
 تتميز كمبوديا بإمكانية استخدام الدولار الأمريكي إلى جانب العملة المحلية “الريال الكمبودي” (وسعر الصرف عند كتابة هذه الأسطر 1 دولار يساوي 4016 ريال)، هذا الأمر لا يعني أنك تستعمل الدولار فقط، الأفضل أن تحتفظ بالعملة المحلية أيضا لاستعمالها في المقتنيات الصغيرة.

 

7. يمكنك أن تجد كل شيء هنا
 يبدو للوهلة الأولى أن هذا البلد بفقره سيكون خاليا من كثير الأشياء التي قد يحتاجها السائح، لكن سرعان ما سوف تغير رأيك، بداية من الصرافات و ATM والمطاعم الأوروبية وحتى العربية مؤخرا، إضافة إلى وجود عدد من المطاعم الحلال (سنكتب عنها لاحقا)، يمكنك أن تجد الكثير من عوامل الحياة العصرية.

 

8. يجب أن تجرب التوك توك .. بل هو الوسيلة الأفضل
 أسعار التوك توك بين 2 دولار لجولة قصيرة داخل المدينة إلى 3 دولار للرحلات الأطول، من المطار وإليه تكلفك الجولة 7 دولارات (سواء مطار فنوم بنه أو سيام ريب) وهي نفس أسعار سيارات الأجرة، أما الجولة السياحية داخل المدينة بين عدة معالم، فقد تكلفك 10 دولارات لنصف يوم إذا استطعت المساومة جيدا مع السائق.

 

9. المتاحف .. بعضها للديانة والآخر للحرب الأهلية
فنوم بنه بها الكثير من الأماكن التي تخلد ذكرى قتلى المجازر التي قام بها “الخمير الحمر” خلال فترة السبعينيات، لعشاق التاريخ سيعجبهم هذا، كما لا بد أن تعجب بآثار معابد “أنغكور” المتحف الكبير المفتوح على الطبيعة في سيام ريب ودخولها بـ 20 دولار ليوم واحد و30 دولار ليومين، والقصر الملكي في فنوم بنه بمقابل 7 دولارات وزيادة 10 إذا أردت دليلا.

 

10. كيف تنتقل بين فنوم بنه وسيام ريب؟ ..
بين العاصمة الكمبودية والمدينة الثانية سيام ريب التي تعد الأهم سياحيا مسافة 317 كلم، هناك وسيلتان للوصول أنصح باستعمالهما معا للذهاب والإياب، بواسطة القارب عبر بحيرة “تونل ساب” رحلة جميلة مقابل 35 دولار، أو برا عن طريق الباص بتكلفة بين 6 إلى 10 دولارات اذا شملت الواي-فاي وضمان نقلك من الفندق إلى المحطة، أما التاكسي فحوالي 80 دولار.

 

11. هناك مدن ومناطق أخرى ..
صحيح أن سيام ريب هي العلامة السياحية الأولى لكمبوديا، وربما يسافر الكثيرون إليها وإلى العاصمة فقط ضمن جولتهم أو يضمّون سيانوكفيل الساحلية الشهيرة، اعلم عزيزي القارئ أن أجمل ما في السفر هو الابتعاد عن ما يعرفه السياح، تعرف على شيء جديد.. على سبيل المثال يمكنك التوقف بين العاصمة وسيام ريب في مدينة ما، والإنطلاق بعد يوم أو يومين..

 

هذا الخيار هو ما فعلته خلال رحلتي، حيث قررت في آخر لحظة ان أتوقف في كامبونغ تشام، صليت في مسجد من مساجد التشام وأكلت طعام فقراء القرية وشاهدت خلال وجبتي “حفل زفاف صيني”، كان الحصول على طعام حلال صعبا، والتواصل أصعب فهم لا يتحدثون الانجليزية، لذا فقد استعملت بعضا مما أعرفه من اللغة الماليزية، لكنها كانت تجربة جميلة استطعت من خلالها أن اقول مثلا “من تعلّم لغة قوم، أمن الغذاء عند جيرانهم”.